fbpx

حرائق الساحل أضرار كبيرة وأسباب مجهولة

0 149

مجدداً تعود حرائق الساحل إلى الواجهة بعد اندلاع كبير لها في عدة مناطق، مسببة أضرار بشرية ومادية كبيرة ونزوح مئات الأسر من قراهم، وسط عدة تساؤلات تتكرر من هو المستفيد منها؟ ومن يقف وراءها؟ ولماذا في هذه القرى بالذات؟ مع تبادل الاتهامات بين الموالين للنظام بأن المعارضة تقف وراءها واتهامات للنظام بافتعالها لتحقيق مكاسب عديدة من خلالها، لاسيما وأن القرى التي احترقت أغلبها قرى تتبع للطائفة السنية تم تهجير سكانها جراء هذه الحرائق لتعتبر أداة جديدة للتهجير الذي يتبعه النظام والمبني على أساس طائفي.

تسببت هذه الحرائق بوفاة أربعة أشخاص بحسب مديرية صحة النظام وإصابة أكثر من عشرة آخرين نتيجة الاختناق أو التعرض للحروق، فضلاً عن اندلاعها في عشرين نقطة بالوقت ذاته امتداداً من جبال طرطوس وصولاً إلى ريف اللاذقية بشكل مثير لدهشة، إضافة إلى احتراق ممتلكات الأهالي ومنازلهم في القرى المتضررة عدا عن المساحات الشاسعة الحراجية والزراعية التي تعرضت لليباس.

المناطق المتضررة:

أدت هذه الحرائق التي لم ينجح النظام بالسيطرة عليها بسهولة فقد استمرت لأكثر من ثلاثة أيام وهي تمتد في ظل وجود عوامل جوية مساعدة، الأضرار كثيرة بالنسبة لأهالي المنطقة بينما حققت فوائد عديدة للنظام بحسب عدد من النشطاء والمحللين المهتمين بالوضع السوري.

يتحدث الناشط المدني المعارض أحمد البكري لـ نينار برس، عن أبرز أضرار الحرائق:

تسببت بخروج مستشفى القرداحة عن الخدمة وتفريغ الكادر والمرضى من مستشفى مدينة الحفة كما تسببت بانفجار عدة مواقع عسكرية وثكنات تتبع للنظام ولخسارة أسلحة كبيرة إضافة إلى وصولها إلى منشآت حكومية كمبنى الريجي ومؤسسة التبغ وتفريغ الدوائر الحكومية كافة في مدينة الحفة خوفاً من وصول النيران إليها، إضافة إلى الأضرار البشرية والمساحات التي احترقت والتي لم يصدر تقرير رسمي بمساحتها حتى الآن، فضلاً عن عملية النزوح والتهجير التي طالت عشرات القرى وخسارة الناس لمنازلها وممتلكاتها وأراضيها التي كانت مصدر الرزق الوحيد لهم خصوصاً وأن هذه القرى هي قرى زراعية تعتمد بالدرجة الأولى على الأراضي.

أضاف: رغم ذلك، النظام مستفيد بشكل كبير منها من عدة جوانب كتهجير الأهالي من القرى السنية وتركهم للمنطقة لتكون قابلة للتغيير السكاني الذي يسعى له النظام، خصوصاً في الساحل السوري، إضافة إلى تغييب المشاهد الأخرى كافة عن الوسط من أزمات المحروقات والغاز والوضع السيء الذي يعيشه الأهالي في مناطق سيطرته والتركيز على فكرة المؤامرة والاستهداف، يضاف إلى هذا كسب المزيد من التأييد والولاء خصوصاً من زيارة بشار الأسد للمنطقة واهتمامه بالناس عن قرب وتقديم المساعدة لهم وإشعارهم بأن النظام سوف يفعل كل شيء لتعويضهم.

من جانبه بين أبو سامر أحد سكان مدينة اللاذقية أن الأحاديث التي تدور في المدينة جميعها تتهم الإرهابيين بالتخطيط والتنفيذ وإشعال هذه الحرائق وسط إجماع تام بأنها مفتعلة ولم تكن نتيجة حادث، خصوصاً أنها تكررت خلال شهر واحد مرتين وفي مناطق ونقاط جديدة لم تتعرض للحريق في المرة السابقة، منوهاً إلى أن هناك كثيرون قد يستفيدون منها ولا يمكن اتهام النظام، لأنه حتى ولو وقعت خارج إرادته فسوف يسعى للاستفادة منها، كذلك من غير الممكن أن يكون شخص عادي قام بافتعالها فهي عمل منظم تم التخطيط له من خلال دراسة الأحوال الجوية واختيار النقاط الأكثر كثافة بالغابات والتي تمتد فيها الأحراش بسلسلة جبلية واحدة ليتم ضمان استمرارها والصعوبة في إخمادها والسيطرة عليها. 

أضاف: إن الوضع في الساحل السوري يختلف عن باقي المناطق التي يسيطر عليها النظام، فهنا للجميع سلطة تشبه سلطة النظام وهناك الكثير من العصابات والشبيحة يرغبون بالتملك والاستثمار وتحويل هذه المناطق المحروقة إلى منشآت سياحية أو حتى مباني سكنية فلا يمكن تحديد الفاعل.

عجز في السيطرة:

يلعب غياب القانون في مناطق سيطرة النظام وتحديداً في مناطق الساحل السوري إلى تكرار الانتهاكات والجرائم، ومنها جريمة الحرائق هذه إذ يعتبر الأهالي أن عدم تطبيق العقاب بحق مرتكبي مثل هذه الأفعال هو ما يجعلها تتكرر، خصوصاً وأن النظام أعلن أنه قام بإلقاء القبض على عدد من المتورطين بالحرائق السابقة، معتبرين أن الوضع السائد هو المحسوبيات ووجود الوساطات التي تنجي من أي فعل، ما يجعل الأهالي في تلك المناطق يعيشون حالة من الخوف والقلق والانتظار لما سيحدث مستقبلاً.

يبين أبو حمزة وهو أحد المنشقين عن جيش النظام من مدينة اللاذقية لـ نينار برس، أن هناك حالة ترقب كبيرة مع انتشار الحرائق وإلى ما سيؤول الوضع إليه مع عدم قدرة النظام على السيطرة عليها، ولربما مرتكب هذه الجريمة يدرك تماماً عجز النظام عن إخمادها وعدم توفر المحروقات وعدم قدرته على استخدام الطيران في عملية الإخماد، إضافة إلى عدم مساعدة روسيا للنظام والاقتصار على إخماد النيران التي كانت تقترب من القواعد العسكرية الروسية في مناطق الساحل.

مشيراً إلى أن أوضاع الناس في تلك القرى صعبة جداً وقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الفيديوهات للأهالي وهم يناشدون للمساعدة من أجل إخماد هذه الحرائق ومن أجل النظر إلى أوضاعهم وظروفهم وسط حزن شديد على أملاكهم، واعتبر زيارة بشار الأسد إلى تلك القرى المحروقة جاءت لتهدئة الناس ولتلميع صورته مجدداً أمام مواليه خصوصاً في ظل الفشل في إخماد هذه الحرائق.

يشار إلى أن الحرائق اندلعت في عدة مناطق منها بلوران وقرية أم الطيور على طول الحدود السورية التركية، ومنطقة الحفة بريف اللاذقية وصولاً إلى مناطق طرطوس والقرداحة وكانت قد اتهمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان النظام بعدم المبالاة وعد الاهتمام بإخماد هذه الحرائق بينما يقوم بتسخير قدراته وموارده كافة للعمل العسكري والأجهزة الأمنية وعمليات القصف.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني