fbpx

أربع جرائم قتل في اللاذقية خلال أسبوع واحد.. وضحايا بطرق مختلفة أيضاً

0 217

تصاعد كبير في عدد جرائم القتل في مدينة اللاذقية إذ سجل خلال هذا الأسبوع أربع جرائم قتل وحادثتين أسفرت واحدة منهما عن مقتل ضابط برتبة عالية نتيجة الاستهتار وعدم الالتزام بالقوانين أو ما يعرفه أهالي المدينة بالتشبيح، أما الثانية فقد أقدم شاب في حي الصليبة على الانتحار وشنق نفسه وهو في السابعة عشر من عمره لأسباب غير معروفة، يأتي ذلك وسط استمرار حالة الفلتان الأمني الذي تشهده المدينة وغياب القانون وانتشار سلطة السلاح وغلبة الأقوى، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تلعب دوراً أساسياً في الكثير من الجرائم التي تحصل بدافع السرقة.

ماهي هذه الجرائم: 

شهد حي الغراف جريمة قتل مروعة راح ضحيتها علاء الناجي (أب لخمسة أطفال) وهو أحد عناصر قوات النظام الذي تطوع للقتال إلى جانب القوات الروسية في ليبيا وعلى خلفية عودته منها بعد حصوله على مبلغ مالي جيد بالدولار وإخبار جيرانه وأقربائه بالأمر والتفاخر بحصوله على هذا المبلغ أقدم مجموعة من أصدقائه على اقتحام منزله ليلاً وقاموا بطعنه 22 طعنة في أماكن متفرقة من جسمه ما أودى بحياته ومن ثم قاموا بسرقته، كذلك قام ابن رجل الأعمال عماد حميشو، صاحب مصنع سيارات حميشو والذي يبلغ من العمر 15 عاماً بقتل والدته بمسدس كان موجوداً في منزلهم، بمنطقة الكورنيش الجنوبي، أما الجريمة الثالثة فجاءت بدافع السرقة أيضاً إذ أقدمت امرأة بالتعاون مع عشيقها على قتل زوجها المدعو علاء عيد بحي الرمل الجنوبي بعد عودته من السفر وذلك بدافع سرقة مبلغ مليونين ونصف المليون ليرة سورية كان قد جناه من خلال عمله خارج سوريا.

في حين وقعت الجريمة الرابعة في منطقة المشروع الثاني جانب جامع الروضة قتل على إثرها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره جراء خلاف مع شاب آخر من أجل فتاة.

اعتياد للأهالي: 

اعتاد الأهالي في مدينة اللاذقية خلال الفترة الأخيرة على سماع مثل هذه الأخبار من جرائم القتل وحوادث السرقة والنصب وحالات النهب والتشليح، معتبرين أن الوضع الاقتصادي السيء وغياب القانون وسلطة السلاح هي التي تلعب الدور الأساسي في تزايد الجريمة واستمرارها، وسط محاولة للقيام ببعض الإجراءات لحماية أنفسهم وحماية أبنائهم، إذ بات أبسط ما يملكونه يمكن أن يتسبب بحادثة قتل أو سرقة كالهاتف مثلاً أو مبلغ صغير من المال.

يتحدث الناشط من مدينة اللاذقية مجدي أبو ريان لـ نينار برس، عن أحوال الأهالي الصعبة داخل المدينة، فهم يعيشون وسط خوف وقلق من كل شيء، مشيراً إلى أن الكثير منهم بات لا يخرج من منزله خصوصاً على طرقات السفر بعد أذان المغرب لاسيما الطريق الواصل بين مدينتي اللاذقية وطرطوس بسبب حوادث الخطف والنهب المتكررة التي تحصل عليها، كذلك هناك العديد ممن يلتزمون منازلهم ويفضلون البقاء فيها على الخروج والتعرض للمشاكل.

تابع: إن الفترة القادمة من الممكن أن تشهد المزيد من هذه الحوادث جراء سوء الوضعين الأمني والاقتصادي، منوهاً إلى أن السبب الأساسي في استهتار النظام بهذا الوضع وعدم اتخاذ أية إجراءات جدية لزيادة الأمان وتحسين أوضاع وأحوال الناس هو إدراكه بأن معظم سكان المدينة يلتفون حوله ولا يمكن أن يخرجوا ضده مهما زادت الأحوال سوءاً لكن استمرار الوضع بهذا الشكل ستكون عواقبه سيئة جداً.

سبب غياب المحاسبة:

عوامل كثيرة تلعب دوراً في غياب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو اتخاذ إجراءات صارمة بحقهم لتكون رادعة لغيرهم. أبرزها: بحسب ما بين سامر لـ نينار برس – أحد سكان المدينة الذي فضل عدم التصريح عن اسمه الكامل لأسباب أمنية – وجود المحسوبيات وعلاقات معظم مرتكبي هذه الأفعال مع جهاز الأمن، ما يجعلهم يفلتون من العقاب، إضافة إلى انتشار الرشاوى وغياب الملاحقة الحقيقية للمجرمين وانشغال قوى الأمن بملاحقة معارضي النظام وأصحاب الآراء السياسية بدلاً من ضبط الأمن، كذلك يلعب انتشار السلاح في المدينة والمنضمين إلى صفوف القوات التي تقاتل إلى جانب النظام في معاركه ضد معارضيه دوراً هاماً في هذا الوضع لأن الكثير من مرتكبي هذه الجرائم من هذه العناصر.

خوف وقلق:

بينما يتم تسجيل وقوع هذه الجرائم بشكل شبه يومي يمضي الناس في المدينة حياتهم بقلق وحذر وخوف منتظرين مصيراً مشابهاً، كما تروي (حياة) إحدى الشابات من حي الصليبة لـ نينار برس، موضحة أن أثر هذه الأحداث النفسي على الأهالي كبير جداً يسعون لحماية أولادهم بأي وسيلة من توصيات لعدم الاقتراب من أحد أو الحديث عما لديهم من أموال إضافة إلى غياب الثقة بالمحيط والتعامل مع الجميع على أنهم أعداء وهو شرخ كبير زرعه النظام بين الأهالي بسبب هذه الأوضاع غير الطبيعية، محملة شبيحة النظام المسؤولية الأساسي عن هذه الجرائم وكل من يحمل سلاحاً، خصوصاً الذين تم تجنيدهم بأعمار صغيرة ولا يتمتعون بأية مسؤولية ولا يعرفون كيف يتم التعامل مع السلاح ومتى يتم استخدامه، كذلك اعتادوا على القتل وباتت الجرائم أمراً عادياً بالنسبة لهم.

يشار إلى أن المدينة وريفها شهدا سقوط عدد من الإصابات خلال الأسبوع الفائت برصاص طائش جراء إطلاقه بكثافة عقب صدور نتائج امتحانات طلاب الصف التاسع وذلك تعبيراً عن الفرح لمن نجح فيها.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني