fbpx

إلى وطن تقيم به عيوني

0 264

إلى وطن تقيم به عيوني 

أصارعه فيصرعُني حنيني 

ينام بمهجتي وتنام فيه 

فأصبح أحتويهِ ويحْتويني

ويسطع حين أجلس من سجودي 

ثراه وميض نور في جبيني 

وهبت من الغرام له حياتي 

بها يفدى وما ملكت يَميني

أنا المجنون في وطني وقيس 

على كفي تتلمذ في الجنون

إليه تطير أشواقي وتلقي 

بأحلامي على السهل الحزين 

أجوب الذكريات وكل شبر 

يعانقني ويشهق بالأنين

هنا ميراث أجدادي وأمسي 

وأجزائي ووجدٌ يعتريني

هناك أبي يقيم وصوت أمي 

وقلبي منذ آلاف السنين

وجدّي لايزال هنا يُنادي 

علينا للصلاة في جوف السكونِ

نصلي ثم نمضي في بكورٍ

لنجني الشهد من عنبٍ وتين

وجاري كم يبش إذا يراني 

ولا ينفك يسأل عن شؤوني 

مذاق الطيب يمزج كل شيءٍ!

هنا والودّ يمزج في الطّحين

أنا غرس بتربك يا بلادي 

عميق الجذرِ ممتد الغصونِ

أنا الشامي خير الأرض أرضي

وخير الأهل أهلي والقرون

كلانا عاشقٌ للشمسِ نرنو

إلى الصبح الموشى بالفتون

على صبري سيكسر كل رأس 

بليد الفهمِ معمي العيون 

ستحصد حسرة في ذات يوم

وترجع حاملا خفي حنين 

سلام الله يا وطني وغيث 

من الرحمات يهطلُ كل حين

كعنقاء ستنهض من رمادٍ 

بربي لا يُفارقني يقيني

وظلم الظالمين يصير ذكرى 

ستذكر في غد النصر المبين

وقصة جدة يوما ستحكى 

إلى الأحفاد عن أمس حزين 

سنصبر صبرنا حتى يولي 

زمان الشؤم والعهدِ اللَّعين

سيحيى الحب رغم الكره يوما 

ودين الحق يغلب كل دين

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني