fbpx

تأقلم السوريات مع أطفالهن المتوحدين.. كيف تحصل السوريات في اسطنبول على تأهيل صحيح لمساعدة أطفالهن المصابين بالتوحد؟

15 1٬779

عاشت السوريات ظروفاً صعبة كثيرة خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، لكن معظم ما مر عليهن لم يعطهن قدرة تجاوز الصدمة عند معرفة إصابة أطفالهن بمرض التوحد أو ما يعرف ” الذاتوية أو اضطراب التوحد الكلاسيكي” الذي يظهر لدى الأطفال في سن مبكرة خلال سنتين من عمر الطفل.

تعريف التوحد

وفق ما جاء بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة – الصادر في 18/كانون الأول ديسمبر عام 2007، الذي حدد يوم الثاني من نيسان/أبريل يوماً عالمياً للتوعية بمرض التوحد – أكدت الجمعية “إدراكها أن مرض التوحد يعيـق النمـو مـدى الحيـاة وتظهـر علاماتـه خـلال الأعـوام الثلاثة الأولى من العمر وينجم عن اضطراب عصبي يؤثر على وظائف المخ ويصيب غالبـاً الأطفـال في بلـدان عديـدة بـصرف النظـر عـن نـوع الجـنس أو العـرق أو الوضـع الاجتمـاعي والاقتـصادي، مـن سماتـه العجـز عـن التفاعـل الاجتمـاعي وصـعوبة في التعـبير بـالكلام وبـأي وسيلة أخرى واتباع نمط محدود ومتكرر من التصرفات والاهتمامات والأنشطة”

التوحد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقات الدولية

تحدث الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته رقم (25) وببندين منفصلين عن حق الإنسان في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهية لأسرته، وحق الأمومة والطفولة بالحصول على رعاية ومساعدة خاصتين.

نص المادة “25”

1- لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصَّةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحقُّ فيما يأمن به الغوائل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمُّل أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته والتي تفقده أسباب عيشه.

2- للأمومة والطفولة حقٌّ في رعاية ومساعدة خاصَّتين. ولجميع الأطفال حقُّ التمتُّع بذات الحماية الاجتماعية سواء وُلِدوا في إطار الزواج أو خارج هذا الإطار.

كما أكدت “اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة “وهي معاهدة دولية لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة اعتمد نصها في الـ 13 من كانون الأول/ديسمبر2006 وتم التصديق عليها من قبل 20 دولة ودخلت حيز التنفيذ في الـ 3 من أيار/مايو 2008، وتهدف إلى حماية حقوق وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتلزم الاتفاقية الأطراف الموقعة على تعزيز وحماية وضمان التمتع الكامل بحقوق الانسان للأشخاص ذوي الإعاقة وضمان تمتعهم بالمساواة الكاملة بموجب القانون.

صعوبات تقبل الأهل لطفل التوحد

تعد الأعوام الأولى للطفل أجمل وأصعب الأوقات في التعامل والتعليم بالنسبة للأهل، وما زاد هذه الصعوبة هو تحول الطفل من مرحلة النطق للنكوص وهو أحد دلالات الإصابة بمرض التوحد، ما يجعل الأهل وخاصة الأم بحيرة من أمرها لمعرفة سبب هذا التراجع وكيفية التعامل معه كون الطفل يقضي غالبية وقته مع الأم، ويكون خبر الإصابة بالتوحد الأصعب عليها، خاصة أنها ترى الطفل سليماً، ولا علامات تشير لوجود مسبب لهذا التراجع بالتواصل والاندماج الحياتي والمجتمعي عند الطفل، بل إن بعض الأمهات قد تصل لمرحلة الإنكار ورفض الاعتراف بحقيقة مرض طفلها/طفلتها وتُعتبر مرحلة الانكار أو الرفض ما بعد الصدمة طبيعية في حال لم تطل، لأن الطفل/الطفلة بحاجة لإدراك الوالدة أولاً لطبيعة المرض حتى يتمكن من تجاوز هذه المرحلة أو على الأقل التخفيف منها.

خذ بيدي في اسطنبول

الأمهات في هذا الوضع بحاجة مساعدة اختصاصية من مراكز متخصصة ومدربي توحد لتقبل الحالة أولاً وإعادة تأهيل الأم والطفل في التعامل معها، وهو ما تفعله منظمة خذ بيدي في إسطنبول لإعادة تأهيل أطفال التوحد وإعادة دمجهم مع المجتمع المحيط وتأهيل ذويهم لتقبل الحالة إضافة لتدريب الأمهات على الطريقة الصحيحة في التعامل مع أنماط السلوك المختلفة لطفلهم التوحدي كما تحدث الأستاذ “أحمد أرجان” المدير التقني للمركز، وأوضح السيد أرجان أن المركز تأسس قبل عامين ونصف في منطقة الفاتح باسطنبول يقدم خدماته بشكل مجاني ويتلقى الدعم من جمعية “سامز” وهي الجمعية الطبية السورية الأمريكية، يستقبل المركز الأطفال وذويهم ويعمل على إعادة تعديل سلوك الطفل للاستجابة والاندماج مع المجتمع المحيط، وتقييم الطفل بعد فترة من المتابعة ووضع خطط تأهيلية مدتها 3-4 أشهر بحسب وضع الطفل، ومحاولة دمج الأهل وخاصة الأم مع الطفل ومساعدتهم على التقبل والاندماج.

تعبت نفسيتي وتأثرت

أم عماد سيدة سورية اكتشفت إصابة طفلها بالتوحد بعمر السنة ونصف السنة، بعد أن كان طفلاً طبيعياً تماماً وبدأ يتعلم النطق والكلام، تراجعت حالته وفقد القدرة على النطق ومع الفحوصات علمت أنه مصاب بالتوحد.. لم تستطع ووالده استيعاب الأمر أو تقبله في البداية، لكن في نهاية المطاف بدأت تبحث عن حل وعلاج، وبدأت زيارة مركز “خذ بيدي” بعد أن نصحتها به إحدى معلمات الحضانة، المركز قدم خدماته للطفل والأم بأن ساعدها في تفهم وتقبل حالته وتدريبها على كيفية التعامل معه بالطرق السليمة، أم عماد قالت إنها تتلقى مساعدة من المركز، حيث قام بتأهيلها ومساعدة طفلها – الذي يبلغ اليوم عمره قرابة أربع سنوات – على التكلم من جديد حيث سمعت كلمة ماما من جديد.

لم أكن أعلم ما هو التوحد ولم أسمع به أبداً

لم تكن حال أم قدامة، أسهل من غيرها، فهي لم تكن تعرف بهذا المرض أبداً، لكن مع تراجع حالة قدامة بعمر السنة وثلاث أشهر وعرضه على الأطباء علمت ووالده أنه مصاب بمرض يدعى التوحد” تقول أم قدامة: لم نتقبل هذا الأمر وكنا بحالة صدمة ودخلنا بعدها بحالة نكران، أي لعله يكون شيئاً عابراً وليس مرضاً ملازماً لطفلنا”.

لم نكن نعلم ماذا نفعل، تواصلنا مع الأستاذ أحمد الذي أوصلنا للمركز، ويعتبر قدامة من أوائل الأطفال المنضمين، حالته في تحسن وأنا صرت أجيد التعامل معه بشكل أفضل.

اسطنبول هي واحدة من أكثر الولايات التركية التي تحوي لاجئين سوريين وبالتالي فحجم الخدمات المطلوبة كبير، نظراً للعدد القليل المتوفر من منظمات وجمعيات عاملة في المجالات الطبية على مختلف أشكالها، حيث يعتبر مركز “خذ بيدي” هو الوحيد حالياً في اسطنبول الناطق باللغة العربية ويقدم خدمات لأطفال التوحد، رغم أنه خلال عامين ونصف من تأسيسه استطاع خدمة أكثر من 100 طفل توحدي ومازال على قائمة انتظاره عدد يزيد على هذا الرقم، لكن ما يقدمه المركز بحسب الاستطاعة القصوى له ولعدد العاملين فيه.

كانت منظمة “أوسم” تقدم قسماً خاصاً بهذه الخدمة لأطفال التوحد وإعادة تأهيلهم ومساعدة ذويهم على التأقلم، كما أخبرنا الأستاذ مأمون إمام مدير مركز إسطنبول، لكن توقفت هذه الخدمة منذ بداية هذا العام وباتت “أوسم” تحيل طالبي الخدمة من مركزها في اسينيورت بولاية اسطنبول إلى مركز “خذ بيدي” بمنطقة كايا شهير في ذات الولاية.

ومن الجدير بالذكر أنه يمكن لجميع الأمهات السوريات في اسطنبول اللواتي يلاحظن لدى أطفالهن نكوص في السلوك وتراجع في النطق والاندماج عرض أطفالهم على مختصين والتأكد من حالتهم ومن ثم التواصل مع مركز خذ بيدي للحصول على خدماته بتأهيل أطفال التوحيد وإعادتهم للاندماج وتطور السلوك وكذلك تأهيل ذوي الطفل للتأقلم مع طفلهم.

رابط صفحة فيس بوك لمركز خذ بيدي متضمناً أرقام هواتف التواصل مع المركز

https://www.facebook.com/tmhsociety/?ti=as

تمّ إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من  “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان” بتمويل من برنامج عالم كندا Global Affaris Canada

15 التعليقات
  1. رغيد says

    مادة جيدة شكرا

  2. هبة says

    شكرا للمقال تم تسجيل طفلتي بالمركز الفضل للeه ثم لكم

  3. Nadia says

    الله يشفي جميع الاطفال

  4. محمد says

    ماحدا بيعرف هالاضطراب اللعين غير يلي عم يعيش تجربتو مع ابنو الله بيعين

  5. حسن says

    الله يشفي قدامى وعماد وبيعين اهلهم ويقويهم ع تربايتهم

  6. جمال says

    اللهم الشفاء العاجل يارب

  7. هلا says

    انا وحدة من الامهات المستفيدات من المركز الله يجزيهم الخير جميعا

  8. رشا says

    انصح الجميع في ابني عندو تأخر نطق والحمدلله عم نستفاد شكرا انسة رغد

  9. sa.oth says

    المتجارة بهالاضطراب صار كتير والطبيب والاخصائي الشاطر فيهم يستغل حاجة الاهالي للعلاج شكرا خذ بيدي فرجتو همنا بهالمركز الله يفرج همكم

  10. احمد says

    تم

  11. اسعد says

    هل يوجد تشخيص للحالات في المركز؟؟

  12. سامية says

    بارك الله بكم

  13. باسم says

    شكرا انسة راما لتسليط الضوء ع اطفالنا

  14. ساري says

    جميل

  15. ام حسين says

    هل يوجد لكم فرع في القسم الاسيوي

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني