الانتخابات الرئاسية التي جرت تحت التهديد والإرهاب، تطعن في شرعية النظام السوري في سوريا والمحافل الدولية
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الأحد 6 حزيران 2021، تقريرها الشهري الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا، واستعرضت فيه حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في أيار 2021، من حصيلة الضحايا المدنيين الذين قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، إضافة إلى حصيلة حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، كما سلِّطت الضوء على الهجمات العشوائية واستخدام الأسلحة الكيميائية، واستخدام الأسلحة غير المشروعة، وعمليات الاعتداء على الأعيان المدنيَّة، التي تمكنت من توثيقها، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية أثبتت أن النظام السوري غير شرعي وفاز بقوة الأجهزة الأمنية، وأن الانتخابات لاقت رفضاً واسعاً من أغلب دول العالم التي اعتبرتها غير شرعية ولا تعبر عن إرادة السوريين.
القتل خارج نطاق القانون
سجل التقرير مقتل 96 مدنياً في سوريا في أيار 2021 بينهم 15 طفلاً و11 سيدة، النسبة الأكبر من الضحايا كانت على يد جهات أخرى، وبذلك أصبحت حصيلة الضحايا المدنيين 628 مدنياً، منذ مطلع عام 2021 حتى حزيران من العام ذاته.
ضحايا بسبب التعذيب:
وثق التقرير في أيار مقتل تسعة أشخاص بسبب التعذيب، وبذلك أصبحت حصيلة الضحايا بسبب التعذيب 48 شخصاً قتلوا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ مطلع عام 2021 حتى حزيران من العام ذاته.
الاعتقال التعسفي:
سجل التقرير في شهر أيار2021، ما لا يقل عن 162 حالة اعتقال تعسفي بينها خمسة أطفال، على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، تحوَّل 111 منهم إلى مختفين قسرياً. وبذلك أصبحت حصيلة الاعتقال التعسفي ما لا يقل عن 836 حالة اعتقال تعسفي في سوريا في عام 2021، منذ كانون الثاني حتى حزيران من العام ذاته، بينهم 43 طفلاً، و41 سيدة، تحول 632 منهم إلى مختفين قسرياً.
الاعتداء على المراكز الحيويَّة المدنيَّة
طبقاً للتقرير فإن أيار قد شهدَ ما لا يقل عن سبعة حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، وبذلك أصبحت حصيلة الاعتداء على المراكز الحيويَّة المدنيَّة،40 حادثة اعتداء في سوريا في عام 2021، منذ كانون الثاني حتى حزيران من العام ذاته.
القصف المدفعي والصاروخي
جاء في التقرير أن أيار شهد انخفاضاً في وتيرة عمليات القصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام السوري وحلفائه على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الغربي وريف حلب الشرقي القريبة من خطوط التماس.
وذكر التقرير أن قصف قوات النظام السوري للمناطق القريبة من خطوط التماس، تسبَّب في اندلاع حرائق عدة ضمن الأراضي الزراعية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وحقول القمح في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي؛ ما تسبب بأضرار مادية كبيرة للفلاحين.
التفجيرات وضحايا الألغام
أضافَ التقرير أن عمليات التفجير استمرت في عموم المناطق في سوريا وعلى وجه الخصوص في شمال وشرق سوريا، وتركَّزت في مناطق الباب وجرابلس وعفرين في ريف حلب، ومدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وقال التقرير إن أيار شهدَ أيضاً استمراراً في وقوع ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة في سوريا وبأعداد كبيرة، حيث وثق فيه مقتل تسعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال.
جائحة كوفيد-19
ذكر التقرير أنَّ حصيلة الإصابات بفيروس كوفيد-19، قد ارتفعت بشكل ملموس في أيار، مقارنة بأشهر سابقة في عموم المناطق السورية، حيث أعلنت وزارة الصحة التابعة له عن 1762حالة إصابة، و178 حالة وفاة، أما نظام الإنذار المبكر EWARN في شمال غرب سوريا، فقد أعلن عن 1558 حالة إصابة، و17 حالة وفاة، بينما أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن تسجيل 2024 إصابة و151حالة وفاة في أيار.
الأوضاع العامة في أيار2021
قال التقرير إن مناطق سيطرة النظام السوري قد شهدت تحسناً نسبياً على صعيد الخدمات التي تقدمها الدولة من حيث توفر الوقود والكهرباء والخبز، كما شهدت قيمة الليرة السورية ارتفاعاً طفيفاً، وبحسب التقرير كانت جميع هذه الإجراءات في سياق الخطوات التي اتبعتها حكومة النظام السوري قبل الانتخابات الرئاسية التي هدفت للترويج لإعادة انتخاب رئيس النظام السوري.
وفقاً للتقرير فقد أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التابعة لقوات سوريا الديمقراطية القرار رقم 119 القاضي برفع أسعار المحروقات في مناطق سيطرتها بنسبة تصل بين 100% حتى 350%، إثر هذا القرار، شهدت معظم المناطق في محافظتي الحسكة ودير الزور خروج عشرات المظاهرات والاحتجاجات، مطالبة بإلغائه، وقد واجهت عناصر قوات سوريا الديمقراطية المظاهرات بالرصاص الحي والاعتقال، حيث وثق التقرير مقتل ستة مدنيين، بينهم طفل واحد.
وأضافَ التقرير أن مدينة منبج وريفها شرق محافظة حلب شهدت في 31 أيار إضراباً شاملاً للأسواق والمحال التجارية، ومظاهرات شعبية في عدة مناطق احتجاجاً على ممارسات قوات سوريا الديمقراطية وفرض التجنيد الإجباري والاعتقالات وغلاء الأسعار.
وقال التقرير إن قوات سوريا الديمقراطية سمحت في أيار بخروج الدفعة الأولى من اللاجئين العراقيين من مخيم الهول إلى العراق، المؤلفة من قرابة 381 شخصاً.
طبقاً للتقرير فإن قوات النظام السوري قد اعتقلت في أيار 62 مواطناً سورياً في محافظة طرطوس على خلفية محاولة الهجرة بطريقة غير شرعية من السواحل السورية إلى دولة قبرص.
وأضافَ أن 30 عائلة لمقاتلين سابقين في صفوف المعارضة المسلحة قد خرجت في 20 أيار من قرية أم باطنة في ريف القنيطرة باتجاه ريف إدلب الشمالي إثر اتفاق تهجير قسري برعاية روسية، وذلك بعد أن رفضت إجراء تسوية مع النظام السوري.