توتول هي مملكة يعود تاريخها لعام 3000 قبل الميلاد، تبعد عن الرقة 1 كيلو متر شرقاً. شيّدها الأكاديون والبابليون، وبدأ التنقيب فيها عام 1981 من قبل البعثة الألمانية/السورية المشتركة.
عثر المنقبون على لوحة فسيفساء تعود لكنيسة في القرن السادس الميلادي. ولذلك سميت تل البيعة نسبة إلى الكنيسة، هذه الآثار تعود إلى مدينة توتول، التي كانت تتمتع بنفوذ واسع في الألف الثاني قبل الميلاد، ومعروفة في الوثائق المسمارية الرافدية في الألف الثالث والثاني قبل الميلاد.
وفقاً لنظرية الأستاذ (دوسان) عام 1962، أشيد لأهمية الموقع وماذا يخبئ في جوفه، من بقايا أثرية، فقد دامت أعمال التنقيب 14 عاماً، ولم يعرفوا اسم هذه المملكة، إلى أن عثر المنقبون على رقيم مسماري مدون عليه هذه مملكة توتول وإله المملكة اسمه (رامان) هو إله الخير والخصب والزرع، كما عثروا على المئات من القطع الأثرية والرقم المسمارية، بلغ عددها 170 رقيماً، بعضها تتحدث عن العلوم والرياضيات والزراعة، كما عثروا على مجموعة من الجرار الفخارية، وخرز العقيق، وقطع فضية، وذهبية، كانت معروضة في متحف الرقة، مؤسف ما حدث، فقد تعرضت للسرقة بسبب الأحداث الدائرة.
وأيضا كشف التنقيب الأثري عن قصور الألف الثاني، وقصور الألف الثالث، قبل الميلاد ويشبه تصميمه قصر مملكة ماري، له جدران سميكة مبنية من مادة اللبن، وأساسات من الحجر الكلسي، له صالات ومداخل خاصة بالحاكم.
ويوجد معبد على شكل مستطيل مستقل عن المباني الأخرى، له مجار مصنوعة من الفخار على شكل قساطل.
أما بيوت العامة فهي مبنية خارج أسوار المدينة. كما عثر على مجموعة من الحلي الذهبية والأختام الاسطوانية.
هوجمت هذه المملكة عام (1350) قبل الميلاد عند ظهور الآشورين، تفوقت المملكة الآشورية وظهرت مدن وممالك أكثر أهمية، ولا زالت توتول ذات أهمية كبيرة في رسم صورة المنطقة تاريخياً، ويقصدها كبار العلماء والزوار من جميع أنحاء العالم، لأنها تقع عند التقاء مياه نهرين، كما يوجد معبد الإله دجن، والكثير من الأسواق والساحات، حسب المنقبين والعلماء بانتظار من يزيل عنها غبار الزمن، لإكمال دراستها عن هذا الموقع.