لا يمكنني – بتفاصيلي العاديّةِ –
أن أحصيَ
كم يصفعني عطركْ
كم ينثرُ – منتشياً – أضغاثَ غوايته
وتسيلُ الأرقامُ المنحوتةُ من آبارِ أصابعكِ
دلواً مكسورَ الماءْ
فتصيرُ الموجةُ قنديلاً لا يفقهُ من أردانِ العتمةِ إلّا تهويماتِ الهاء
لا يمكنني
أن أفهمَ كم وطناً مهجوراً يرقدُ في الكرسيّ الخالي
منكِ
يضمّد أرجله الخشبيّةَ بالزّيتْ
كم درباً في صفحاتِ كتابي
سالتْ منهُ… آلافُ الجثثِ العمياءِ
وضلّتْ… باب البيتْ؟
يا هدهد أنبئني عن ظلّ الرّمش تكسّر دون حروف الجرّ
يا هُدهدُ هل مَنْ ضَاعَ جَناحاهُ حرّ!!؟؟
يا هدهدُ هل أصحاب الأيكة ما زالوا يسقون الأنعام العطشى
هل تمشي إحدى بناتِ القومِ على استحياء
ونبيّ الله عصاه تهشّ ضلوعاً من رحم الأشجار بدون دماء
وطني قد شيّعَ أسناناً بلِبان الفجرِ
والنّاس تدوّن ذكراها بكتاب الخصرِ
دعني دولابَ هواءٍ أغرفْ أحزاني من محل شتات الأعوام
أو يعرفني الحزن المجدولُ
أنا إن شئتَ المنجلُ يعرفني الجسد القمحيّ
أنا إن شئتَ المحصولُ
ونبضي في الحالين وعاء
أنبئني عن رائحة الحرفِ المحروقِ بتنّورِ أصابعها
هل تشربهُ الأوراقُ – كقلبي – حينَ يراودهُ القلمُ
ويهندسُ أقواسَ الياءْ
أنبئني هل ما زالتْ
خصلات الثّلج المجنون تباغت موقدها ليسيلَ الدّفءُ بطيئاً
وكعادتِهِ
كم يصفعني عطرٌ ساجٍ بفراغِ الأشياءْ
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
Recover your password.
A password will be e-mailed to you.
محمّد نور الحسين من مدينة الرّقّة
دراسات عليا في الأدب العربي جامعة حلب
مهتم بالشّعر والقصّة والدّراسات الأدبيّة
المقالة السابقة
المقالة التالية