fbpx

كورونا بسلالته الجديدة تضرب دمشق مجدداً والمستشفيات عاجزة من جديد

0 289

مع دخول شتاء هذا العام وفي ظل انتشار فيروس كورونا الذي أتم عامه الأول ودخل عامه الثاني مزهقاً أرواح الملايين، وناشراً المرض بين عشرات الملايين فارضاً علينا حجراً تارة حظراً مدمراً ومخلخلاً لأكبر اقتصاديات العالم تارة أخرى بسبب الإجراءات القاسية التي اتبعتها الدول للحد من انتشاره، إلا أن كل تلك الإجراءات لم تعد تجدي نفعاً معه فقد انتشر انتشار النار في الهشيم، وبالرغم من ظهور عدة أنواع للقاحات المضادة له والتي كان على رأسها لقاح فايزر الأمريكي بالإضافة إلى اللقاحين الروسي والصيني، إلا أن تلك اللقاحات لم يكن لها تأثير كبير على الفيروس فلم تقلل نسب الإصابات ولم تخفف عدد الوفيات، فاللقاحين الروسي والصيني لم يثبتا قوتهما إلى الآن أما اللقاح الأمريكي الذي يعتبر الأقوى بينهما سعره المرتفع حال دون قدرة بعض الدول على امتلاكه واكتفت بإعطائه للكوادر الطبية فقط، ويعتقد بعض العلماء والأطباء أن الفيروس قد قام بتجديد نفسه وتطوير سلالته وقد تم الإعلان عن تسجيل إصابات بفيروس كورونا المتحور وأن السلالات الجديدة أشد قوة وفتكاً من سابقاتها، ولا تصيب الجهاز التنفسي فحسب بل من الممكن أن تصيب الجهاز الهضمي والمناعي أيضاً ولها قدرة كبيرة وسريعة على الانتشار والانتقال تفوق الفيروس الأول، وأعادت بعض الدول فرض الحجر الجزئي وأحياناً الكلي، ومنعت أي تجمع للمواطنين تحت أي مبرر.
بالنسبة لوضع كورونا في سوريا، فالوقاية والإجراءات الوقائية تكاد تكون معدومة، وحتى في فترة خمول الفيروس لم تقم الحكومة بأي إجراءات لتطوير وتحسين المستشفيات التي أثبتت فشلها أثناء الذروة الأولى للفيروس، أما الفيروس فموجود ومنتشر وحتى السلالات الجديدة منه قد بدأت فعلاً بالظهور بين صفوف المواطنين، وقد أعلن بعض الأطباء أنه منذ نهاية شهر شباط لوحظ ارتفاع عدد الحالات التي تراجع المشافي في دمشق بشكوى من آلام صدرية حادة وسعال مستمر، وقد أعلنت وزارة الصحة أنه يجب علينا أن نتعايش مع الفيروس كأنه أنفلونزا عادية وأنه لا يوجد هناك أي داع للخوف والذعر وأنها ليست مجرد أيام وتمضي بل أطول بكثير من ذلك ويجب علينا أن نلتزم بارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل، وأن نسعى لرفع مناعتنا عن طريق ما يتوفر من طعام لأن الأدوية والفيتامينات المساعدة على تقوية المناعة غير متوفرة وتكلفتها باهظة جداً، أما الدكتور نبوغ العوا عضو الفريق الاستشاري لمواجهة كورونا فقد صرح: في الأيام الماضية كان هناك ارتفاع ملحوظ في منحى الإصابات بالكورونا وبأعراض شديدة وذلك دليل على وصول الطفرة الجديدة التي تستطيع إصابة 60 شخصاً في لحظة واحدة والطفرة الجديدة تصيب الأطفال بأعراض شديدة مخالفة لسابقتها التي لم تكن تظهر أعراضها على الأطفال الصغار، وكشف الدكتور نبوغ أن عدد اللقاحات التي وصلت إلى سوريا هي 150 لقاحاً فقط ومصدرها الصين ولم يتم الإعلان بعد عن بدء أي حملات للتلقيح سواء للأطباء أو المواطنين، وأتبع: إن اللقاح الروسي لم يصل إلينا بعد لكنه في الطريق وادعى أن اللقاحين السابقين أقوى وأنجع من اللقاح الأمريكي، أما مدير مشفى المواساة فقد أعلن أن عدد الوفيات مقارب لعدد وفيات دول الجوار أي نسبة 3% من الإصابات دون الإعلان عن أي أرقام استمراراً في سياسة التعتيم التي يتبعها النظام سواء كانت أرقام الإصابات أم الوفيات، وكما جرت العادة كلما ازداد عدد المصابين ظهر النقص والعجز بدءاً من أسطوانات الأكسجين التي أصبحت شحيحة جداً ويصل سعرها إلى أكثر من مليون ليرة سورية إضافة إلى انعدام المشافي المؤهلة لاستقبال الحالات الشديدة والإهمال الطبي الكبير الذي قد يكون سبباً للوفاة أكثر من الإصابة بكورونا حتى أن المواطنين أصبحوا يحذرون بعضهم من اللجوء إلى المشافي الحكومية والخاصة ويطلق عليها الآن اسم (المسالخ)، وبدأت تعلو أصوات العاملين في القطاع الطبي مطالبة الحكومة بتأمين المزيد من الأسرة للمرضى الذين ضاقت بهم مشافي دمشق ما اضطر ذويهم لنقلهم لمحافظات أخرى.
وفي ظل سوء الأوضاع الاقتصادية والفقر الشديد لم يعد فيروس كورونا أو أي فيروس آخر قادر على إخافة أو إفساد حياة المواطنين التي قد تعهد النظام أساساً بإفسادها وبتدميرها.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني