fbpx

أمسية شعرية في فيينا للشاعر سرجون كرم

0 197

على ترانيم عود الأستاذ ياسر الشيخ بدأت الأمسية الشعرية باستضافة الشاعر سرجون كرم.

بدأت الشاعرة المتألقة وئام فتال ترحيبها بالضيف قائلة:

(لم أسمع باسمه أبداً.. قرأته يوماً في كتب التاريخ

واستذكرت جده الأكادي العظيم منذ أيامٍ في عتيِّ الكلام 

وقد ورث عنه أصالةَ المعنى وحداثة الأسلوب..

الشعر، جبارٌ كأجدادنا.. يسمو، يعتنق العاصفة، ويعلمُ مداده شحذ الهمم).

ثم بدأ شاعرنا الضيف القادم إلينا من ألمانيا رغم تغير الطقس يومها وانتشار الكورونا بشكل متزايد قراءاته الشعرية المتنوعة الشيقة بين الغزل والسياسة وباللغتين العربية والألمانية. ومن قصيدة (أعدني طفلاً) هذه الأبيات:

اللهم أعدني طفلاً لأكتب

تاريخ الأمة بـ “فنتورة الصباح”…

وأعود بعد قيامي مشعّث الشعر إلى حضن يشفع لي

لا أمام المخابرات

ولكن يوم القيامة…

أعدني طفلاً لأجلس على جرائد أبي

و”أشرشر” على حروف لم أفهمها

لعابي الممزوج شوكولاته وبسكويتاً

أصنع منها صواريخ ورقية

أطلقها – بل أبعثها – في الهواء.

ما همي أن الأخوان فيها

– مسيحيين كانا أم مسلمين أم بوذيين

أم قوميين أم عروبيين أم شيوعيين أم ملحدين –

اقتتلا أم لم يقتتلا

فكلاهما في النار

التي يوقدها للتو جدي.

وبعد انتهاء الأمسية توجهت جريدة نينار برس إلى الشاعرة وئام فتال بالسؤال عن الأمسية وحال الثقافة في فيينا..

– بالرغم من الظروف القاسية التي تعيشها النمسا في أزمة فيروس كورونا إلا أن الحضور كان جيداً مع مراعاة أدوات السلامة والتزام التباعد الاجتماعي.

النشاط الثقافي العام في فيينا جيد جيداً مقارنةً بباقي الدول الاوروبية وهذا يعود لحركة الوافدين الجدد وسعيهم في النهوض بالثقافة والأدب العربي في الغرب علاوةً على ذلك وجود بيئة حاضنة للأدباء والفنانين من مختلف الجنسيات مما يوفر بيئة خصبة لتطور الحركة الثقافية العربية بصورة سريعة ومُرضية للجماهير..

وكذلك سألنا الضيف عن نشاط العرب الثقافي بشكل عام في أوروبا..

– النشاط الثقافي للعرب في أوروبا لا يختلف كثيراً عن طبيعة المجتمعات العربية٬ بل هو صورة عن طبيعة هذه الحياة. العرب في أوروبا جزر معزولة عن بعضها بعضاً. معزولة نوعاً ما عن المجتمع الأوروبي نفسه٬ ومعزولة فيما بينها كتجمعات عربيه. ما نلاحظه في أوروبا أن العربي يتجنب العربي٬ حتى أبناء الدولة الواحدة يتجنبون بعضهم بعضاً. الشعب العربي هو شعب يهتم بالسياسة بشكل كبير٬ وعاطفي بشكل كبير٬ الأمر الذي يؤدي به إلى إعلان عدائه لكل من يخالفه. أما على مستوى الاتصال بالمجتمع الاوروبي فالأمر صعب جداً عليه. فمن ناحية هناك صوره نمطية لدى الأوروبي عن العربي٬ بالإضافة إلى أن العرب لم يتمكنوا من تشكيل لوبي يفرض نفسه واحترامه على المجتمع الأوروبي لأسباب كثيره. وهكذا هي الحياة الثقافية هنا٬ كل شاعر أو كاتب أو فنان هو جزيرة معزولة يحاول أن يشق طريقه لوحده حتى ولو التقى مع مجموعة ما٬ فهذا الهمّ الشخصي هو الذي يلاحقه. وحتى الآن قليلة هي المجموعات الثقافية التي صمدت هنا والسبب الأول يعود إلى أن تكاتفها قائم على مجهود أفراد وعندما يذهب هؤلاء يموت كل شيء معهم. 

الكاتب والشاعر والفنان العربي يعرف تماماً أن الاسم الذي يحمله أي لقب شاعر وكاتب له وقعه في العالم العربي ولكن في أوروبا هذا الاسم واللقب لا يعني شيئاً ولا أحد ينظر إليه من باب الاحترام فقط لأنه كاتب٬ لهذا السبب يقف معظم المثقفين العرب هنا موقف قنّاص الفرصة التي تحتاجها السياسة الأوروبية والتي تدور إما على الموقف السياسي أو الموقف الاجتماعي. 

رغم قناعتي التامة أن الثقافة العربية حيث هي في البلاد العربية تجتر نفسها ولا تطرح شيئاً جديداً، وأن القفزة الثقافية يجب أن تأتي من المثقفين العرب في أوروبا٬ إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت بعد٬ فلا يمكن أن تحصل القفزة طالما أننا في الأندلس ونكتب أشعاراً عن الصحراء والذاتيه. لا أقول إنه على الكاتب العربي الاطلاع على الثقافة الغربية ونقلها٬ فعمله سيكون فاشلاً ولا إبداع فيه. ولكن الثقافة مثل الحياة مثاقفه واتصال يولد منه في النهاية أمر جديد.

الشاعر سرجون كرم في سطور:

– سرجون فايز كرم لبناني/ألماني، من مواليد 1970 لبنان/بيروت.

– ليسانس في اللغة العربيّة وآدابها وماجستير في اللغة العربيّة وآدابها، اختصاص لسانيّات، من جامعة البلمند.

– دبلوم في اللغة الألمانيّة وآدابها كلغة فيلولوجيّة أجنبيّة من جامعة هايدلبرغ/ألمانيا.

– دكتوراه في الأدب العربيّ بعنوان “الرمز المسيحيّ في الشعر العربيّ الحديث” من جامعة هايدلبرغ/ألمانيا.

– أطروحة الأستاذيّة في جامعة بون/ألمانيا 

– أستاذ اللغة العربيّة وآدابها والترجمة في معهد الدراسات الشرقيّة والآسيويّة التابع لكليّة الفلسفة في جامعة بون/ألمانيا.

ناشر ومدير مشروع ترجمة الشعر العربيّ الحديث إلى اللغة الألمانيّة. أصدر مع زميليه المستشرق الدكتور سيباستيان هاينه وكورنيليا تسيرات 13 ترجمة حتى الآن بين دواوين شعريّة وأنطولوجيّات، منها: 

– الأنطولوجيا السوريّة بورتريه للموت، وتتضمّن قصائد لشعراء سوريين شباب كتبت تحت القصف. 

– العالم في عيوننا، أنطولوجيا نسائية لبنانيّة. 

– وطن للتهجئة، أنطولوجيا لشعراء لبنانيين شباب حول مفهوم الوطن والهوية. 

– أصدر حتى الآن أربعة دواوين: تقاسيم شاذّة على مزاهر عبد القادر الجيلاني – في انتظار موردخاي – هذا أنا – سندس وسكّين في حديقة الخليفة.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني