ملتقى المعلمين والأكاديميين السوريين في غازي عنتاب: نحو مستقبل تعليمي مستدام
التعليم.. جسر العبور إلى الغد:
في ظل التغيرات الجذرية التي يشهدها الواقع السوري، يبقى التعليم الركيزة الأساسية لبناء مستقبل مستقر ومزدهر. ومع تعاظم التحديات التي تواجه المعلمين والطلاب السوريين داخل البلاد وفي بلدان اللجوء، برزت الحاجة إلى منصات حوارية تسلط الضوء على المشكلات وتقترح حلولاً عملية. من هنا، جاء الملتقى التعليمي الأول للمعلمين والأكاديميين السوريين في غازي عنتاب كخطوة محورية تهدف إلى رسم خارطة طريق للمسار التعليمي السوري.
ملتقى غازي عنتاب: استجابة للواقع ومتطلبات المستقبل:
عُقد الملتقى يوم الأحد، 19 يناير 2025، بتنظيم تجمع المعلمين والأكاديميين السوريين بالتعاون مع جمعية زاد الخيرية، وشهد حضور نخبة من الشخصيات الأكاديمية السورية والتركية، إضافةً إلى معلمين ومختصين تربويين من الداخل السوري والخارج.
جاء الملتقى استجابةً للمتغيرات الجديدة التي فرضها الواقع السوري بعد التحرر من الطغيان، حيث أصبح التعليم حجر الأساس في بناء المجتمع، مما يستدعي تطويره بما يواكب متطلبات المرحلة.
أجندة الملتقى: محاور جوهرية وورش عمل نوعية:
توزع الملتقى على ثلاث ورش عمل أساسية، تناولت القضايا الأكثر إلحاحًا في مسار التعليم السوري:
1- واقع التعليم للطلاب والمعلمين السوريين في تركيا:
استعرضت الورشة التحديات التي تواجه الطلاب والمعلمين السوريين في تركيا، أبرزها:
الفجوة اللغوية وتأثيرها على التحصيل العلمي.
نقص الكوادر التدريسية المؤهلة.
غياب الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب.
الحلول المقترحة:
تطوير برامج تدريبية للمعلمين لتعزيز مهاراتهم.
توفير مواد تعليمية مزدوجة اللغة (عربية – تركية).
تعزيز التعاون بين المؤسسات السورية والتركية لضمان استمرارية العملية التعليمية.
2- تحديات التعليم داخل سوريا:
ناقشت الورشة الواقع التعليمي داخل سوريا، والذي يواجه عقبات كبرى مثل:
تدهور البنية التحتية للمدارس.
نقص الموارد المالية والمعدات التعليمية.
تأثير الأوضاع الأمنية والاقتصادية على العملية التعليمية.
الحلول المطروحة:
إعادة تأهيل المدارس وتوفير رواتب منتظمة للمعلمين.
إطلاق مبادرات مجتمعية لدعم التعليم وجذب التمويل من المنظمات الدولية.
توظيف التكنولوجيا والوسائل الرقمية في تحسين جودة التعليم.
3– التطوير والتدريب في العملية التعليمية السورية:
ركزت الورشة على إدخال التقنيات الحديثة في التعليم، مع التركيز على:
تدريب المعلمين على أساليب التدريس التفاعلي والتكنولوجيا الرقمية.
ترميم وتعزيز اللغة العربية للطلاب العائدين من تركيا.
تعزيز العمل التطوعي في دعم العملية التعليمية.
مقترحات إضافية: رؤية استشرافية لمستقبل التعليم السوري:
قدم المشاركون عدة مقترحات تعكس رؤية مستقبلية
شاملة للتعليم السوري، منها:
1. تعزيز التعليم المهني والتقني لربط التعليم بسوق العمل.
2. إعداد برامج للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات لضمان استمرارية التعليم رغم التحديات.
ختام الملتقى: خطوة نحو بناء جيل المستقبل:
اختُتم الملتقى بتوصيات تدعو إلى تضافر الجهود بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني لضمان تعليم مستدام يراعي حاجات الطلاب والمعلمين السوريين في الداخل والخارج. كما شدد المشاركون على أهمية تحويل هذه التوصيات إلى خطط عمل فعلية، تؤسس لمرحلة تعليمية جديدة قادرة على تهيئة الجيل القادم للنهوض بسوريا الجديدة.
كلمة أخيرة: المعلم.. صانع الحضارة وباني المستقبل:
يبقى المعلم السوري الركيزة الأساس في مسيرة بناء الوطن، فهو ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل قائدٌ تربويٌ ومهندسٌ اجتماعيٌ يرسم ملامح الغد. إن دعم المعلمين وتطوير مهاراتهم هو السبيل الوحيد لضمان تعليم راسخ ومتجدد، يضع سوريا الجديدة على طريق النهضة العلمية والحضارية من جديد.