fbpx

أربع عقبات تُواجه الأسد ولا يُمكنه تجاوزها

0 3٬139

هل هو الرئيس الغائب أم الرئيس الصامت أم الجاهل أم الهارب أو غيرها من الصفات كلها وغيرها تَنطبق على بشار الأسد.

يتحدث عن مفهومه للسيادة وتَمسّكه بها وفي سوريا خمسة جيوش أجنبية ومئات الميليشيات الغريبة، يجوع من بقي من السوريين تحت سلطته ويخرج لِيصدر قرارات عن الإصلاح الحزبي في حزب مهترئ بالي حتى الديناصورات فيه قد غادرت الحياة ويُغيّر قيادات وتسميات ومهمات، ولا يجد السوري القابع في مناطق سيطرته ثمن حبة الدواء.. والرئيس منهمك في تغييرات هيكلية في قصره الجمهوري فَيُنشئ أمانة عامة له فيما لا يرى السوري في مناطق سيطرته الكهرباء إلا صدفة ورئيسه يُحدثه عن انتصار سوريا على حرب دولية إرهابية شُنّت عليها.

تقصف إسرائيل المطارات والسفارات والعمارات وتلجأ حديثاً للإنزالات البرية فَتُدمّر وتخطف ما تريد والسيد الرئيس يجتمع مع عدد من المشايخ ليحدثهم عن أهمية ومعاني الأديان في حياة الإنسان ويتفلسف حول الفقه المقارن والتفسير ما شاء الله له أن يتكلم.

يُطبّق القرارات الدولية بطريقته الخاصة فَيُصدر مراسيم العفو، ويكتب دستوراً جديداً ويخوض انتخابات رئاسية مع نفسه ويُجري انتخابات نيابية ومحلية ويقول إنّ المرحلة الانتقالية أصبحت وراء ظهورنا فيما لا يجد السوري في مناطق سيطرته فسحة لبثّ شكواه إلا بتحميل المسؤولية لمحافظ حمص.

يُسيطر الرئيس وشقيقه على إنتاج وتهريب الكبتاغون في العالم وتدرّ عليه هذه التجارة المليارات فيما يَقضُم التضخم والغلاء راتب الموظف البسيط ويقصم ظهره.. هذا هو المواطن السوري في عهد الاسد وذلك هو الرئيس الذي سيحرق البلد أكثر مما حرقها لكي يرحل.

ويعاني نظام الأسد من عقبات عديدة لا يُمكن له حلّها منها:

1- الخنق المالي: حيث تَمّ اتخاذ قرار دولي بخنقه مالياً عبر منعه من السيطرة من قبل الولايات المتحدة على آبار النفط السوري في منطقة الجزيرة والفرات وباقي الثروات الأخرى وعبر العديد من العقوبات المالية والاقتصادية والتي تستهدف مكامن القوة قي النظام لمنعه من التعافي، وإبعاد رجال الأعمال الحقيقيين عنه والذين يتمكنون من اعادة إحياء الاقتصاد.

وهو ما ثبت عملياً ليس بالتحايل على قانون قيصر أو تحديه بل بالالتزام به، وهو ما ظهر جلياً بعد اعادة نظام الأسد لشغل موقع سوريا في الجامعة العربية، حيث كان الفيتو الخليجي صارماً بعدم منحه دولاراً واحداً…

2- فقدان التَحكّم والسيطرة على الأرض السورية:

وهذه حقيقة دامغة لا يُمكن اخفاؤها بغربال، فالشمال السوري بشرقه وغربه تتوزعان السيطرة عليه الولايات المتحدة وتركيا، والبادية والتي تبلغ ثلث مساحة سوريا الإجمالية لا سيطرة لقوات الأسد عليها حيث يتواجد (د ا ع ش) والميليشيات الإيرانية التي تحمي الشريان البري للمحور، كما أنّ لقاعدة التنف الأمريكية حصة من السيطرة أيضاً..

وفي المنطقة الشرقية وحلب تكون السيطرة للميليشيا الإيرانية فهي التي تتحكم بالأرض وتحكمها وتتواجد سلطات الأسد عبر جُزر منعزلة تمارس فيها أفرع المخابرات وبعض قوات من الشبيحة بعضاً من السلطة والسيادة على السوريين فقط..

القلمون ومُجمل الحدود السورية مع لبنان هي مزرعة لحزب الله ولن يختلف اثنان في هذا..

في دمشق يختلط الحابل بالنابل فالتواجد الكثيف للميليشيا الإيرانية ومناطق سيطرتها لا تُخطئها الأعين، فهناك ضاحية جنوبية على نمط ضاحية بيروت هي حي السيدة زينب وجواره وصولاً للمطار هي خارج سلطة الأسد نهائياً وليس أدل على ذلك مؤخراً من اختطاف وقتل مستشارة الأسد الاعلامية لونا الشبل وتدبير حادث سير وهمي لها دون إعلامه بذلك بل منعه أيضاً من نعيها ودفنها بمراسم توازي منصبها..

جنوب دمشق والقنيطرة منطقة إيرانية بامتياز وهي تملك أهمية كبرى للحرس الثوري إذ أنها الجبهة الاحتياطية لجبهة الجنوب اللبناني مع اسرائيل، ولا مجال لأيّ سلطة حقيقية لميليشيا الأسد عليها خاصةً أنه صدرت في المدة الأخيرة تصريحات إيرانية غير رسمية عن اختراق الموساد لقوات الأسد وبالتالي نقل معلومات عن تواجد وتحركات الميليشيا الإيرانية.

الجنوب السوري بجناحيه السهل والجبل يشهد قليلاً من التحكُم وضعف في السيطرة، السويداء أكملت عامها الاول مُتحررة من رجس الأسد، فيما سهل حوران وبعد السنوات الستة الماضية من عمر التسويات والمصالحات مازالت قوات الأسد تسيطر على مراكز مدنية قليلة إضافةً لتواجدها في قواعدها العسكرية، ويخرج للإعلام بعض أنباء الاشتباكات التي تَحدث ببن قوى محلية عسكرية وميليشيا الأسد وبالتالي عدم قدرة قوات الأسد على بسط سيطرتها أو نفوذها على تلك المنطقة، ويخشى نظام الأسد على وقع الأزمة الاقتصادية الخانقة أن تضعف سيطرته على الحاضنة الصلبة في الساحل السوري والتي بدأت رياح التمرد عليه تجد إليها سبيلاً، فلا الانتصار المزعوم أطعمهم خبزاً ولا الحملة الدولية لتعويم الأسد أوصلت الكهرباء إلى بيوتهم.

أما السماء السورية فتتوافق القوى المتدخلة في سوريا على السيطرة عليها وتتجنب الاحتكاك فيما بينها، ولا دور للأسد في ذلك حتى ولو من باب التنسيق أو الإعلام بأيّ حركة فللروس والأمريكان والإسرائيليين والأتراك طرق وخطوط ساخنة لتنسيق ذلك.

3- عدم تًمكّن الأسد من نيل الاعتراف به كرئيس شرعي وحيد لسوريا أو على الأقل معاملته كأمر واقع يُسيطر على العاصمة وبعض مؤسسات الدولة السورية ويحتكر التمثيل الشرعي لسوريا والسوريين في الأمم المتحدة وبقية دول العالم، فلازال كل علاقة أو حوار معه مشروط بالحل السياسي وهو يعني أنه أحد الأطراف السورية المتصارعة وليس الرئيس السوري الشرعي، ولم يتمّ التنازل عن شرط الحل السياسي وفق القرارات الدولية كمقدمة حقيقية لأي تطبيع مع نظام الأسد، ومن المعلوم أنّ اعادة علاقات دبلوماسية لا يعني التطبيع في تلك العلاقات؛ بل قد يكون امتلاك نافذة أو دالّة على أحد الأطراف السورية المتصارعة. وبالتالي لا إعادة للإعمار ولا ضَخّ للأموال في الشرايين المالية اليابسة لاقتصاد النظام قبل إرغامه على الجلوس إلى طاولة مستديرة للبدء بعملية انتقال سياسي برعاية ومرجعية دولية يعلم أنه سيكون أول الخاسرين فيها.

4- يعاني الأسد من عقبة كبرى باعتباره، أولاً ارتكب من الجرائم الموثقة وعلى شاشات التلفاز، ما يمنع أو يحرج الكثيرين من المرور عليها أو تناسيها، والأهم المحافظة على مبدأ عدم الإفلات من العقاب، لأنه لو تمكن الأسد من ذلك لما كان بمقدور المجتمع الدولي محاسبة غيره من المجرمين الدولبين كالرئيس الروسي ومساعديه.

كما أنّ الأسد يُصنف على المستوى الإستراتيجي في إعادة صياغة وتوزيع القوى وإنشاء منظومة أمنية جديدة في الإقليم، يُصنّف جُزءاً من مرحلة انقضت ويجب طَيّها، حيث إنه جزء من الماضي باعتباره دولة مارقة تاريخياً وغير مُؤهل للعهد الجديد باعتباره مخلباً إيرانياً روسياً في المنطقة.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني