fbpx

السفارة الأمريكية للأسد: أنت من يدعم داعش والقاعدة

1 5٬482

السفارة الأمريكية في سوريا عبر منصة “إكس”: لدى الأسد تاريخ في إطلاق سراح “المتطرفين والإرهابيين” وبالتالي تشجيع نمو الإرهاب لخدمة أهدافه بينما يتجاهل في الوقت نفسه الدعوات الدولية للإفراج عن أكثر من 130 ألف شخص اختفوا أو اعتقلوا قسراً

السفارة: يستخدم الأسد هذا التكتيك لتبرير حملات القمع الوحشية ضد مواطنيه.

السفارة تقول إن دعم الأسد النشط لجماعات مثل تنظيم داعش والقاعدة” يقوض الاستقرار الإقليمي ويؤكد تاريخه الدنيء كواحد من أوائل وأقوى الدول الراعية للإرهاب

 كانت تلك سلسلة من تغريدات السفارة الأمريكية في سوريا، وقبل الدخول في تحليل تلك التغريدات، وما ترمي إليه، لابدّ من التوقف عند عدة نقاط مهمة:

  1. تمّ منذ فترة ليست بالبعيدة تغيير اسم السفارة، من السفارة الأمريكية في دمشق إلى السفارة الأمريكية في سوريا، ولم يأتِ هذا التغيير عن عبث.
  2. السفارة الأمريكية جهة حكومية أمريكية تتبع لوزارة الخارجية، وبالتالي أيّ كلام يصدر عنها هو كلام رسمي ويُعبّر عن حقيقة موقف الحكومة الأمريكية.
  3. لهجة التغريدات قاسية جداً وتتجاوز اللغة الدبلوماسية المعتادة، وهذا يَدلّ على مدى الدونية أو الاحتقار لنظام الأسد والتي تكيل له كل تلك الأوصاف، بشكل يوحي بقطيعة نهائية معه، حيث تَعدّت تلك العلاقة الخلافات السياسية بين الدول.
  4. يُلاحظ استغلال الحكومة الأمريكية وغيرها من الحكومات الغربية الرئيسية لأيّ فرصة سانحة، حيث تُوجّه تلك الاتهامات للنظام، إن كان باستعمال الأسلحة الكيميائية في حربه على معارضيه من المدنيين أو تخزين تلك الأسلحة لحدّ الآن وعدم تسليمها لتفكيكها وفق القرار الدولي 2118، أو عن دعمه للإرهاب وتهريبه للكبتاغون، وعدم امتثاله للقرارات الدولية بشأن الحلّ في سوريا، فذلك نسمعه منهم بشكل دائم.

أما عن محتوى تلك التغريدات فتتجلّى بتثبيت مُسلّمات أمريكية عن انتهاك نظام الأسد لأبسط حقوق الإنسان باستمرار اختطافه وتغييبه قسرياً لـ 130 ألف سوري في معتقلاته (وهذا رقم رسمي أو موثق والجميع يعلم أنّ العدد أكبر من ذلك بكثير) حيث تدحض الحكومة الأمريكية كل ادعاءات الأسد عن إصداره عشرات المراسيم وقوانين العفو ونكرانه لوجود مختطفين في سجونه، وسلّة المعتقلين من أهمّ سلال القرار 2254.

أما سجله الحافل في رعاية الإرهاب وإطلاق سراح إرهابيين من سجونه، والادعاء بعد ذلك أنه يحارب إرهابيين وليس معارضين لحكمه، فتلك سردية كانت من بدايتها فاشلة وسمجة ومكشوفة.

أتوقع أنّ السبب الحقيقي وراء تلك التغريدات القاسية هو وأد أوهام الأسد في اعادة إنتاج نفسه وإحباط مساعي من يُساعده في ذلك، والقصة بدأت بعد إعادة نظام الأسد لشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية، وإعادة العلاقات الدبلوماسية لبعض الدول العربية معه وأهمها بالطبع المملكة العربية السعودية، ووقوفه موقف النعامة بعد حرب غزة مخالفاً لسياسة محور ولاية الفقيه وإرسال الرسائل بأنه من طينة مختلفة عن بقية الأذرع.

كان الروس يُدركون أنّ طردهم من سوريا هو هدف أمريكي إستراتيجي (بعد الغزو الروسي لأوكرانيا)، وأن وجودهم في سوريا مرتبط بوجود نظام الأسد، وأن سقوط نظام الأسد يعني نهاية وجودهم، لذلك كان لهم موقف ثابت في عدم تورط الأسد (أو توريطه) في صراع إيران وأذرعها مع إسرائيل، وحاولوا إنشاء نقاط مراقبة في الجولان المحتل وتسيير دوريات روسية راجلة وبالطيران المروحي، وتطمين إسرائيل أنّ تلك الجبهة بحمايتهم، ولن يتمّ السماح للأذرع الإيرانية باستخدامها وبالتالي تحييد نظام الأسد عن ذلك الصراع.

وباقتراب حرب غزة من نهايتها، واقتراب تَحوّل الحرب غير المعلنة ببن حزب الله وإسرائيل إلى حرب معلنة ومفتوحة، واحتمال تمدّد تلك الحرب إلى الجولان (كما يُهدّد حزب الله وبقية الأذرع).

يبدو أنّ الروس ونظام الأسد أرادوا تصدير صورة مُملّة ومكرورة للولايات المتحدة، حيث قام نظام الأسد بالحشد الإعلامي حول ازدياد نشاط تنظيم داعش في البادية السورية، وبدأ بالترويج لقيامه بالتعاون مع قاعدة حميميم بعملية تمشيط للبادية، وقام لتأكيد ذلك بسحب أهم قواته على جبهات ادلب وهي الفرقة 25 وهي تُعرَف بميليشيا سهيل الحسن والمدعومة روسياً، وغيرها من الميليشيات القريبة من روسيا كلواء القدس الفلسطيني والبدء بحملة تمشيط بمساعدة الطيران الروسي، ويقوم إعلام النظام بالإيحاء بأنّ حملة كبرى ومعارك حامية تجري في الحماد السوري، ويتمّ الإعلان عن خسائر بشرية في صفوف قواته وبأعداد كبيرة، وبالمقابل لا يجري الإعلان عن تلك المعارك من قبل معرفات تنظيم داعش، كما أنّ البعض يرى أنّ أرقام أعداد القتلى المرتفعة والتي يقول النظام إنها سقطت في الحرب على داعش، هم في الحقيقة قتلى لضربات جوية إسرائيلية لمواقع لحزب الله وبقية الميليشيات، احتفظ بها النظام في البرادات لعدم إحداث بلبلة في صفوف حاضنته المستاءة من الميليشيات الإيرانية، ولتصدير الصورة للعالم بأنّ نظام الأسد بمساعدة الروس هم في معركة واحدة مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا حيث يحاربان عدواً واحداً.

ولأنّ المستقبل مظلم إمامة الميليشيات التابعة للحرس الثوري، ولأنه لم يَعد من مجال للقفز من المركب الغارق، ولأنّ الأدوار الوظيفية انتهت وفنون الرقص على الحبال وَلّت، ولأن دفع الفواتير المستحقة قد أزِفَ، فإنه لا يُمكن خداع الولايات المتحدة بتلك الأفلام الهوليودية، والكلام الأمريكي واضح ومعناه أنتما (بوتين والأسد) صنعتما داعش ورعيتموها ودعمتموها وحاربتم أعداءها، وإن استخراجها من تحت رمال البادية السورية لن يُقنع أحداً.

1 تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني