fbpx

رامي مخلوف.. سردية الكذب على اللحى ونسيان نهبه للأموال السورية

0 414

القضايا التي يتحدث فيها “المسكين جداً” رامي مخلوف، هي قضايا يعرفها كل من يهتم بالشأن السوري، وتحديداً بعد وفاة مؤسس الديكتاتورية الأسدية في سورية حافظ الأسد، والذي ورّث ابنه بشار الحكم من بعده.

ظهور رامي مخلوف في بثٍ مرئي على السوشال ميديا منذ أيام قليلة وحديثه عن دور النظام في اللعب بأسس شركة “سيريتل” للاتصالات، يكشف عن بؤس عميق يعاني منه هذا الرجل في هذه الأيام بعد أن كان واجهة نظام النهب الأسدي للاقتصاد السوري.

رامي مخلوف الذي انتهى دوره كقناع لغسل الأموال المنهوبة من السوريين وثرواتهم الوطنية، ارتدى قناعاً جديداً اسمه “المسكنة والتصوّف”، وهو بارتدائه هذا القناع يريد ممارسة مزيدٍ من إيهام القاعدة الشعبية العلوية المغلوبة على أمرها، والمجوّعة بقصد ضمان ولائها “لأشراف الطائفة”، وفي مقدمتهم من تُطلق عليهم زوراً كنية “أسد” وهم في الحقيقة من كنية “وحش”.

رامي مخلوف الذي التهم دوره الاقتصادي نظام أسد، يبدو أنه نسي أن الدور الذي لعبه من قبل والده محمد مخلوف، والذي شغل منصب “المدير العام للمصارف العقارية في سورية”، لم يكن ليلعبه لولا شقيقته أنيسة مخلوف زوجة الديكتاتور حافظ أسد.

السوريون لم ينسوا مطلقاً دور رامي مخلوف كقناعٍ في لعبة نهبهم، فكانت شركة الاتصالات المسماة “سيريتل” بوابة هذا النهب، عبر نهب الوقت وعدد الوحدات التي يشتريها المواطن السوري، ليستفيد منها في قضاء أعماله.

رامي مخلوف الذي أسس مع آخرين من أصحاب الأقنعة العاملة لصالح بشار أسد ما يسمى شركة شام القابضة، إنما فعل ذلك ليمكّن رأس النظام من تعزيز سيطرته على الاقتصاد السوري، وبالتالي التحكم بلقمة عيشهم، وضبط إيقاع عمل رجال الأعمال السوريين، لكي يبقوا تحت السيطرة التامة للدولة الأمنية التي أسسها الديكتاتور الأب.

في ظهوره الأخير ومن مكانه المعتاد لبثه المرئي، أراد “الصوفي المسكين” رامي مخلوف أن يبعث برسائل إلى العلويين السوريين المساكين والجائعين، على أنه المنقذ لهم من نظام يقبض على أسباب الحياة في البلاد، دون أي إحساس شريف وحقيقي بمسؤوليته مع نظام أسد، عما آلت إليه سورية من دمار اقتصادي، ومن دمارٍ في البنية التحتية، عدا عمليات القتل الجماعية وذبح المعتقلين وارتكاب المجازر بشتى الأسلحة وفي مقدمتها السلاح الكيماوي.

يظن رامي مخلوف أن السوريين رموا في المزبلة تصريحاته المخزية بشأن الاستعانة بإسرائيل لمواجهة الثورة السورية إبّان تفجرها في عام 2011. فهو من قال في تصريح لصحيفة “نيويورك تايمز في ذلك العام: “إن انهيار النظام السوري لن يصبّ في مصلحة إسرائيل، محذّراً من سيطرة الأصوليين ومعتبراً أنهم سيكونون هم البديل عن الأسد”.

هذه التصريحات كانت دعوة علنية لتتدخل إسرائيل في حماية نظام أقلوي يقتل شعبه، بحجة أن هذا النظام يواجه مؤامرة كونية ضد وطنيته المزعومة، ودفاعه عن الأرض والإنسان.

إن تمثيل رامي دور البطل الشعبي في بثوثه المرئية صار مقرفاً، فمن يقتنع بأن قواداً يمكنه أن يتأمم صفوف المصلين المؤمنين؟ بالطبع لا أحد، حتى في الطائفة التي ينتمي إليها يعرف فقراء العلويين، الذين زجّ نظام أسد بأبنائهم في محرقته السورية الكبرى في حربه على الشعب السوري، هذا الدور لا يليق بمن اعتاد ارتداء اقنعة لوجهه ودوره حسب الظروف التي تقتضي ارتداء هذا القناع أو ذاك.

إن إصرار رامي مخلوف على لعب هذا الدور دون الإشارة إلى مسؤولية رأس النظام بشار أسد، يكشف عن توق لديه للعب دور يستفيد منه مالياً عبر مسكنته الكاذبة. ويكشف عن سردية مليئة بالديماغوجية “التضليل المرسوم بقصد التشويش”، وربما هو يلعب هذا الدور بتصميم من مخابرات وأجهزة أمن نظام أسد.

رامي مخلوف الذي كبر كبالون منفوخ في مرحلة ما انتهت فصولها لصالح آل الأخرس (عائلة من يُطلق عليها إعلام النظام زوراً “السيدّة الأولى” بات مدركاً أن لا أحد يستطيع أن يمتلك الاقتصاد والمال في سورية دون إذن من نظامها المخابراتي المرعب، هذا النظام ربّاه الديكتاتور المؤسس، عبر امتيازات معينة تبقى تحت رقابته، ويستطيع حجبها متى أراد.

بقي أن نقول إن رامي مخلوف صاحب الأقنعة المختلفة وظيفياً، لم ينتبه إلى أمرٍ محدد، هذا الأمر يتعلّق باقتراب سقوط نظام الكبتاغون المدمّر لكل شيء حتى لنفسه.

فرأس نظام رامي مخلوف وبقية الأجراء الذي خدموه، صاروا يعرفون حق المعرفة أن أيامهم باتت معدودة في الحكم ولعلهم يفكرون في دولة آمنة بالنسبة لهم يهربون إليها دون أن تطالهم يد العدالة السورية والدولية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني