fbpx

أمراض الرحم وأهمية الفحوصات الدورية للوقاية

0 178

العناية بالصحة الإنجابية من أكثر الأمور التي تؤرق حياة النساء، إذ تعتبر لدى بعضهن من الأمور التي يصعب الحديث أو الاستفسار عنها، وربما تشعر المرأة بالحرج والخجل أمام الطبيبة النسائية فتخفي بعض الأعراض أو تدعي أنها بخير، وعندها قد تتطور الحالة التي تعاني منها من بسيطة إلى شديدة وربما تصل إلى حد الخطورة.

تجارب النساء مع أمراض الرحم

مرام 45 عاماً، سيدة سورية تقيم في ولاية غازي عينتاب جنوب تركيا، تقول: “بدأت أشعر بتغيرات في الدورة الشهرية وبعض الأحيان تتطور لنزيف ولكنني كنت أعتقد أنه بسبب العمر، وبعد تكرار الأمر وتأثيره على حياتي اليومية وإصابتي بالإرهاق قررت استشارة الطبيب”.

تبين لاحقاً أن مرام لديها تليف بالرحم وتحتاج للعلاج، وأخبرها الطبيب أنها قد تضطر لإجراء عملية في حال عدم استجابتها للعلاج.

صبحية 48 عاماً، مدرسة لغة عربية سابقا تشارك تجربتها وتقول: “عانيت لمدة 6 أشهر من نزيف متكرر، أحياناً يكون بشكل متدفق وأحياناً متقطع، وتسبب ذلك بإصابتي بفقر دم والإعياء الشديد وعندما استشرت الطبيب تبين أن لدي سماكة في بطانة الرحم وأكياس ماء”.

أجرت صبحية عملية “تجريف لبطانة الرحم” وخضعت للعلاج من أكياس الماء، وكان الطبيب قد أخبرها بأنها قد تضطر لإجراء استئصال للرحم في حال لم تتعافى.

تضيف صبحية: “خفت كثيراً من عدم استجابة جسمي للعلاج لأنني لم أقتنع بفكرة استئصال الرحم، ولكنني التزمت بالعلاج بشكل جيد وتعافيت ولم أحتج لإجراء عملية”.

الصحة الإنجابية للاجئات السوريات في تركيا

أجرت كلية الطب في جامعة أنقرة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، دراسة بحثية حول الصحة الإنجابية والجنسية للاجئات السوريات في تركيا.

وأكدت الدراسة أن 51% من اللاجئات السوريات اللواتي يقمن بالزيارات الدورية للمراكز لديهن أعراض أمراض منقولة جنسياً، و51% منهن يشتكين من إفرازات مهبلية غير طبيعية لها رائحة قوية.

و60% من السوريات داخل المخيمات التركية لديهن إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، و36% منهن مصابات بداء المشعرات، و7% فقط مطعّمات ضد مرض الكبد الوبائي، وفق الدراسة.

فيما أوضحت الدراسة أن النساء السوريات يواجهن مشاكل عديدة في الصحة الإنجابية، يتعلق بعضها بقلة المعرفة حول المشاكل التي قد تواجه صحة الجهاز التناسلي الأنثوي.

وتسعى منظمة الصحة العالمية لنشر التوعية والإرشاد حول الصحة الإنجابية وأمراض الرحم المزمنة ولاسيما سرطان عنق الرحم وأمراض أخرى تعتبر خطيرة وتهدد حياة النساء.

أمراض الرحم

طبيبة الأمراض النسائية أسماء الخطيب، تقول إن هناك أنواع عديدة للأمراض التي من الممكن أن تصيب الرحم، عسر الطمث وهبوط الرحم وارتداد الرحم وسماكة بطانة الرحم والأورام الحميدة والأورام الخبيثة والأورام الليفية ولكل مرض أعراضه وقد تتشابه أعراض بعض الأمراض أحياناً.

ويعتبر سرطان عنق الرحم من الأمراض الخطيرة التي تسعى الحكومات لمحاربته وتأمين الفحوصات المجانية له واللقاحات.

إذ أوضحت الطبيبة أن سرطان عنق الرحم يحدث في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحِم المتصل بالمهبل، وهناك سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والعدوى المنقولة جنسيا، تلعب دوراً كبيراً في الإصابة بمعظم حالات سرطان عنق الرحم.

ولفتت الطبيبة إلى أن هناك علامات في حال ظهرت يجب مراجعة الطبيب لمعرفة سببها، مثل ألم في منطقة الرحم، أسفل الحوض، أو نزيف مهبلي شديد أو غير طبيعي، أو عدم انتظام الدورة الشهرية، أو إفرازات مهبلية غير طبيعية، أو ألم شديد أثناء الدورة الشهرية، أو استمرار الدورة الشهرية لفترات طويلة وغيرها من العلامات.

وربما تظهر هذه الأعراض على شكل اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك أو الانتفاخ المزمن أو في الجهاز البولي كالإصابة بالتهاب المجاري البولية والإعياء الشديد وارتفاع درجات الحرارة.

وأكدت الطبيبة أن الحديث عن هذه الأمراض يحتاج لتفاصيل كثيرة ويجب أن تكون هناك العديد من المواد التوعوية والصحفية التي تتحدث عن الأمراض التناسلية والصحة الإنجابية لمساعدة الفتيات والنساء على حماية أنفسهن من الإصابة بالأمراض، ونصحت بإجراء معاينات دورية كل ستة أشهر.

الممرضة والمدربة في مجال الصحة الإنجابية أميرة جنادي تقول: إن البرامج التي تقوم بها مراكز رعاية الصحة الإنجابية تعمل بشكل كبير على توعية النساء حول الاهتمام بصحتهن لحمايتهن من الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة.

ووجهت أميرة العديد من النصائح للنساء، أهمها التوقف عن التدخين وشرب الكحول، وممارسة الرياضة والحرص على الحفاظ على وزن صحي، وتناول الغذاء الصحي، والاهتمام بالنظافة الشخصية واتباع تعليمات الأطباء في حال الإصابة بالأمراض، إضافة إلى الفحوصات الدورية وحضور ورشات التدريب والتوعية حول الصحة العامة والصحة الإنجابية.

مراكز صحة اللاجئين

يوجد في ولاية غازي عنتاب 8 مستوصفات طبية للاجئين السوريين تسمى مراكز المهاجرين، تقدم من خلالها خدمات صحية وتعتبر رعاية الصحة الإنجابية للمرأة من أولويات هذه المراكز، توجد فيها أجهزة إيكو وكل ما يلزم لإجراء معاينات وفحوصات دورية، إضافة إلى إجراء مسحات عنق الرحم بشكل مجاني في هذه المراكز، وترسل إلى مراكز تابعة لوزارة الصحة التركية من أجل تحليلها.

توجد هذه المراكز في منطقة بلبل زادة وفي أرتوغلور غازي، وفي كولاج تبه قرب مشفى العيون، ومركز في منطقة تكستيل كنت (معروف عند السوريين دوار أبو شروال)، ومركز باراق.

كما يوجد مراكز للكشف عن السرطان المبكر، وتعرف المراكز باسم “KETEM” وهي اختصار لعبارة “مراكز الكشف المبكر عن السرطان والفحص والتدريب”، وتقدم خدمات مجانية ويوجد مركز على الأقل في كل ولاية، ويمكن معرفة مكان المركز وعنوانه بالتفصيل من خلال كتابة KETEM في خرائط جوجل وسيظهر الموقع بدقة عالية.

تنشط هذه المراكز في رفع الوعي حول مرض السرطان وأهمية الكشف المبكر عنه، ولديها برامج متخصصة بطرق الوقاية، وبرامج الفحص من خلال التدريبات وجهاً لوجه، وإجراء الفحص والوقاية من السرطان.

“تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان”.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني