تسليط الضوء على انتهاكات النظام الأسدي المختلفة ضرورة وطنية وحقوقية، ففي ذلك جعل هذه الانتهاكات موضع مساءلة وفق القوانين الدولية، سواء بما يتعلق بهدر الحريات والحياة في سوريا، أو الاستيلاء على أملاك من تعرضوا للاضطهاد والقتل، فهربوا من البلاد تحت مسمى (لاجئين). نينار برس أرادت إضاءة ما قامت به منظمة اليوم التالي في هذه الاتجاهات، فالتقت بمديرها السيد معتصم السيوفي، وطرحت عليه أسئلتها التالية:
س1- عقدت منصتكم منذ فترة مؤتمرها الأول حول حقوق السكن والأراضي والملكية في سوريا. ما الدافع الرئيس الذي يقف خلف هذا المؤتمر؟ وما المخرجات الناتجة عنه؟.
يقول معتصم السيوفي مدير منظمة “اليوم التالي”: “ما يتعلق بالمؤتمر فالمنظمة تعمل على موضوع حقوق الملكية منذ أعوام 2020 و2021، حيث اشتغلنا على جهد نظري بحثي، له علاقة برصد جوانب المشكلة العراقية في سوريا، مشكلة الملاك وحقوق الملكية وترابطها مع ملفات أخرى”.
ويوضح السيوفي حول هذا المؤتمر فيقول: “هذا المؤتمر هو استعراض نتائج هذا الجهد خلال هذين العامين، وقد دعونا خبراء سوريين وغير سوريين حتى نضع نتائج وخلاصات هذا العمل بين أيديهم، متوخين من ذلك رفع الوعي بالمشكلة، والحاجة لجهد وطني ودولي مستمر حولها، وخاصة من الجهات التي تعمل في قضايا حقوق الملكية والسكن وقضايا المهجرين واللاجئين، أو من الذين مارسوا مهناً تتعلق بالشأن العقاري وإدارة الأملاك، على أن يشكل من هؤلاء شبكة من الخبراء الوطنيين، الذين يتبادلون الخبرة والمعرفة والمناصرة الجماعية في هذا المجال”.
ويضيف السيوفي: “هناك توصية لرفع الوعي واستخدام جهود المناصرة للضغط على النظام من أجل لإيقاف إجراءاته غير القانونية ضد ملكيات المهجرين داخل وخارج سوريا، ومنع سلبها منهم”.
س2- يتم الحديث عما يسمى دولياً (التعافي المبكر). ما المعنى الفعلي لهذا المصطلح؟ وهل هو بوابة إعادة إعمار سوريا؟ وما أبوابه؟ هل هي اقتصادية أم اجتماعية؟ ومن يغطي مالياً تكاليف هذا التعافي؟
حول التعافي المبكر
يقول معتصم السيوفي مدير منظمة اليوم التالي: “بالنسبة للتعافي المبكّر، هو من ضمن المساعدات الدولية، التي تدخل إلى سورية من الدول المانحة الاوروبية والولايات المتحدة والعرب، والتي تدخل عبر صناديق الأمم المتحدة، أو بشكل مباشر، وأغلبيتها تكون عن طريق مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة”.
ويضيف: “التعافي المبكر هو طور من أطوار المساعدة الانسانية وليس من ضمن أنشطة متعلقة بإعادة الإعمار، التعافي المبكر هو المساعدات الإنسانية التي تتجاوز مفهوم المساعدة المباشرة لحماية الحياة، يعني الأكل والشرب والمأوى باتجاه قطاعات تستطيع قليلاً تحريك دورة الاقتصاد في المناطق التي يستهدفها أنشطة التعافي المبكر”.
موضحاً: “يعني بنى تحتية خفيفة لخدمة السكان سواء التعليم أو الكهرباء والماء، والهدف من هذه الأنشطة زيادة قدرة السكان على التقليل من الاعتماد على المساعدات الانسانية المباشرة، والسلال الغذائية”.
ويرى السيوفي في عمليات أنشطة التعافي المبكر أنه تهدف إلى تنسيق الجهود الإنسانية لتحقيق هذه الغاية، فهي مساعدات إنسانية بأجندة أو بأفق تنموي، يمهّد للدخول في التنمية وإعادة الإعمار، هذا التمييز مهم، لأننا عندما نتكلم عن المساعدات الانسانية فهي قائمة على المنح والهبات والتبرعات، وهي مساعدات تقدم في طور الأزمة، وليس عندما ينتهي النزاع، وبالتالي نتقدم لإعادة الاعمار كله”
س3- برامج تمكين المرأة السورية جزء من برامج ونشاطات منصتكم (اليوم التالي). هل يمكنكم إضاءة ما تمّ تنفيذه على هذا الصعيد؟ وهل يمكننا معرفة برامجكم الحالية والقريبة في هذا الاتجاه؟
تمكين المرأة السورية بحقوقها
وسألنا السيد السيوفي عما تقدمه منظمة اليوم التالي بخصوص برامج تمكين المرأة السورية، فقال: “فيما يتعلق بموضوع المرأة السورية، لدينا مقاربة من شقين، الشق الأول، هو من تخصصي دعم الناجيات من الاعتقال، وهذا العمل أصبح عمره سنوات، ويقوم على تقديم أشكال من الدعم النفسي للناجيات”.
ويضيف السيوفي: “أيضاً لدينا جهود حول رفع الوعي الحقوقي لهنّ، وإقامة صلاتٍ وآلياتٍ بينهنّ وبين المحاسبة الدولية القائمة، أو المتوفرة المتوفرة حالياً وتدريبهنّ على المناصرة أيضاً، مناصرة قضاياهم بشكل أساسي”.
ويتابع السيوفي حديثه فيقول: “طبعاً المرأة السورية بالعموم تحتاج إلى دعم وتمكين ومساعدة نتيجة الأوضاع القاسية التي تعاني منها في ظل الصراع، والتي تمتد جذورها إلى ما قبل زمن الحرب، لأسباب عديدة في المجتمع السوري، منها ما هو ثقافي واجتماعي واقتصادي وغيره، فنحن نركّز على هذه الجوانب”.
ويرى السيوفي أن الشق الثاني الذي يعملون عليه هو ما يتعلق بتمكين المرأة السورية، في كل القطاعات التي نعمل فيها، ومنها حقوق الملكية والسكن، وخاصة جزء منه من أجل دراسة حقوق ملكية النساء، وكيف تتعرض هذه الملكيات للانتهاك، كونهن نساء وتتعرض حقوق الملكية العائدة لهنّ للضرر أو الانتهاء”.
مبيّناً أي السيوفي أنه “باستطلاعات الرأي التي نقوم بها، نركز أن نستقصي آراء النساء كجزء من العينة، وتكون نسبة النساء المشاركات في العينة عالية، ونقيس على ذلك حتى في مبادراتنا التي نقوم بها في الداخل السوري، حتى فيما يتعلق بالعدالة ونحن نعمل في هذا المنحة”.
س4- الإعلام سلاح مهم في كل مجالات الحياة. كيف تستفيد منصة (اليوم التالي) من الإعلام في مجال تنفيذها لبرامجها؟ هل لديكم قسم إعلامي متخصص يغطي نشاطاتكم وبرامجكم؟ أم تعتمدون على وسائل الإعلام في تغطية نشاطاتكم المختلفة؟ ألا تعتقد أن تمكين المرأة السورية سياسياً وحقوقياً واجتماعياً يحتاج إلى ضخ إعلامي يستهدف القوى المعرقلة التي تقاوم تمكين المرأة؟
ضرورة التعاون مع وسائل الإعلام
وعن سؤالنا للسيد معتصم السيوفي حول أهمية الإعلام بنشاطاتهم، أجابنا: “بالنسبة لموضوع الإعلام، لدينا فريق إعلامي يتكون من ثلاثة أشخاص، رئيسة القسم، وإعلامية مسؤولة عن السوشال ميديا والمنصات الاعلامية للمؤسسة على الفيسبوك والانستغرام والموقع الالكتروني، وصحفي يساعد في تنظيم أنشطة التواصل، والتعريف بأنشطة اليوم التالي، ونحن يهمنا إقامة علاقات مع وسائل الإعلام السورية وغير السورية المختلفة لنتكلم عن أنشطتنا وعملنا و البرامج التي نعمل عليها”.