fbpx

تشابه المَقْتَلات بين بوتين والأسدين الأب والابن.. هل ستتحول روسيا إلى مساعد للصين الصاعدة؟

0 217

أولاً: لا للحروب والعدوان ونعم للسلم والسلام، الإنسان يأتي أولاً

فلتت منه هفوة خلال المؤتمر، الذي جمع فيه مساعديه في الادارة الروسية. حين قال بوضوح:

أنا لم أطلب منكم رأياً. قاصداً أنه لم يأمرهم قبلاً، أي ها نحن الآن كلنا (نقرر ديموقراطياً على الهواء) أمام روسيا والعالم، ثم انزلق وأذل مدير الاستخبارات على الهواء مباشرة، مبيناً حقيقته، فلم يتعد حضورهم المذل دور الكومبارس في المسرحيات الكوميتراجيدية.

منذ بداية الكوفيد اعتزل عن الآخرين، وعن التواصل مع مساعديه مباشرة، إلا عبر الناطق الرسمي، أمر يذكرنا بـ أبو سليم.

عاش خلال هذه الفترة، وتصور فيها مشكلة أوكرانيا كما يشاء، بما في ذلك الخوف من وصول الحلف الأطلسي المهدد لمستقبل روسيا، وأسكره حلمه الإمبراطوري، فكان وحيداً وقرر وحيداً.

ووضع خلفه علم رومانوف دليلاً ساطعاً على جنون أحلامه القيصرية.

هناك مجازر متشابهة بينه وبين الأسد، خصوصاً فيما يتعلق بالمَقْتَلات التي قاما بها.

قام الأسد بمذبحة حماة وخرج منها (فلت) دون مواجهة تمنعه أو رادع يوقفه.

فكانت بروفا ناجحة دفعت ابنه ودعمته في مذبحة شعب وأهل سورية.

كذلك دمّر بوتين وذبح الشعب الشيشاني بوحشية و(فلت منها)، واحتل جزيرة القرم وأنشأ جمهوريات دون أي اعتراض داخلي أو عالمي مؤثر، ما جعله يقتنع بتنفيذ تحرك إجرامي أكبر، أي غزو دولة أخرى دون خوف أو حساب.

لا شك أن إطلاق امريكا والغرب له كي يفعل ما يريد، وسوريا مثل واضح، يجعلهم شركاء جرائم ضد الإنسانية.

تحول الثقل الغربي، الأمريكي خصوصاً نحو الشرق، لمواجهة الصين الخصم العالمي الاستراتيجي الأكبر والمهدد سياسياً واقتصادياً لريادتها، وتركوا له، ولإيران، أيضاً مساحات واسعة دون عوائق في منطقتنا التي فقدت ثقلها السابق.

لكن العالم مركب على تناقضات مصالح متعددة وعلى تراكماتها، تناقضات يمكن أن يؤدي تجاهل تأثيرها وتركها دون ضوابط وحلول إلى انفجار كوارث وحروب رأيناها في اغتيال ولي عهد النمسا، الذي فجّر الحرب العالمية الأولى، وفي الاتفاقية المهينة لألمانيا بعدها التي أدت إلى صعود النازية وهتلر.

بعضهم يفسر التغاضي عن تدخلاته فخاً أمريكياً لا خروج منه، وآخرون يرونه سقطة إمبراطور حالم سينتهي في مستنقع أوكرانيا.

المؤكد، رغم قوة روسيا، أنه سيتحول إلى أحد مساعدي الصين في صراعها مع أمريكا، بعد أن أصبحت بتفوقها وقوتها الذاتية والعالمية السند الأهم له، لكن المأساة هي أن الشعوب والبسطاء هم من يدفع الثمن.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني