أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا في تموز 2021
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم الأربعاء 4 آب 2021، تقريرها الشهري الخاص الذي يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا، واستعرضت فيه حصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في تموز 2021، وأشارت إلى أن حواجز النظام السوري تعرقل إدخال المواد الغذائية والطبية إلى منطقة درعا البلد وحيي طريق السد والمخيمات.
أولاً: القتل خارج نطاق القانون
سجَّل التقرير في تموز مقتل 129 مدنياً بينهم 44 طفلاً و17 سيدة، النسبة الأكبر منهم على يد قوات الحلف السوري/الروسي، ومن بين الضحايا شخصاً واحداً من الكوادر الطبية وواحداً من كوادر الدفاع المدني وشخصاً آخر من الكوادر الإعلامية، كما سجل التقرير مقتل عشرة أشخاص بسبب التعذيب، إضافة إلى أربعة مجازر، وذلك على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، وبذلك أصبحت حصيلة الضحايا المدنيين 852 مدنياً، منذ مطلع عام 2021 حتى آب من العام ذاته.
وبحسب التقرير فإن النظام السوري قتل منهم 46 مدنياً بينهم 20 طفلاً، وست سيدات، فيما قتلت القوات الروسية 21 مدنياً بينهم 12 طفلاً وثلاث سيدات، وقتلت هيئة تحرير الشام مدني واحد، فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية 11 مدنياً بينهم طفلين. كما سجَّل التقرير مقتل 50 مدني بينهم عشرة أطفال وثمان سيدات على يد جهات أخرى.
ويوضح التقرير تصدر محافظة إدلب بقية المحافظات حيث بمقتل (45) شخص من مجموع الضحايا الكلي، وكان نحو 94 %من حصيلة الضحايا الموثقة في إدلب على يد قوات الحلف السوري الروسي.
وبحسب التقرير فقد حلت محافظة درعا ثانياً بمقتل (31) مدني، قتل نحو 45 % منهم على يد قوات النظام السوري، ثم دير الزور 21 مدني، ثم الحسكة 13 مدني، وكانت معظم ضحاياهم على يد جهات أخرى.
القتل بسبب الألغام
ذكر التقرير مقتل ثمانية مدنيين بسبب الألغام بينهم خمسة أطفال في شهر تموز2021، لتصبح حصيلة الضحايا الذين قتلوا بسبب الألغام 117 مدنياً بينهم 44 طفلاً، و21 سيدة منذ بداية عام 2021.
القتل بسبب التعذيب
وثَّق فريق التقرير مقتل 10 أشخاص بسبب التعذيب في تموز، لتصبح الحصيلة الإجمالية 69 شخصاً قتلوا بسبب التعذيب في سوريا في عام 2021 منذ كانون الثاني حتى آب.
وذكر التقرير أن قوات النظام السوري قتلت ثمانية أشخاص، بينما قتلت قوات سوريا الديمقراطية شخصين بسبب التعذيب.
المجازر
وثق التقرير في تموز أربع مجازر، اثنين منها على يد قوات النظام السوري، واثنين على يد القوات الروسية.
ثانياً: الاعتقال التعسفي
وفقاً للتقرير فإنَّ ما لا يقل عن 172 حالة اعتقال تعسفي، قد تم توثيقها في تموز2021، تحوَّل 101 منهم إلى مختفين قسرياً، لتصبح الحصيلة الإجمالية 1144 حالة اعتقال تعسفي في سوريا في عام 2021 ، منذ كانون الثاني حتى آب، بينهم 45 طفلا ً، و43 سيدة ، وقد تحول 856منهم إلى مختفين قسرياً.
سجل التقرير اعتقال النظام السوري 117 مدنياً، في حين اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية 32 بينهم سيدة واحدة. وذكر التقرير أن الجيش الوطني اعتقل 14 مدنياً، أما هيئة تحرير الشام فقد اعتقلت تسعة مدنيين.
كما استعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي في تموز بحسب المحافظات، حيث كان أكثرها في درعا 74 معتقل، تلتها حلب 20 معتقل، ثم كل من ريف دمشق ودير الزور 17 لكل منهما، ثم الرقة 12 فالحسكة ثمانية معتقلين.
على صعيد الإفراجات
رصد التقرير إخلاء النظام السوري سبيل ما لا يقل عن 23 شخصاً جميعهم من أبناء محافظة ريف دمشق، وذلك ضمن عملية المصالحة التي يُجريها في محافظة ريف دمشق، وكانوا قد اعتُقِلُوا دون توضيح الأسباب، وبدون مذكرة اعتقال.
كما سجل التقرير إخلاء النظام السوري سبيل 16 شخصاً، معظمهم من محافظتي ريف دمشق ودرعا وحلب، وذلك بعد انتهاء أحكامهم التعسفية، ولم يرتبط الإفراج عنهم بمرسوم العفو رقم 13 لعام 2021، وكانوا قد قضوا في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري مدة وسطية تتراوح ما بين عام واحد وتسعة.
ورصد التقرير حالات إفراج بناءً على صفقات تبادل بين قوات الجيش الوطني وقوات النظام السوري، كما سجل الإفراج عن عشرات من الحالات بعد مضي أيام أو أشهر قليلة على اعتقالهم، وذلك من دون أن يخضعوا لمحاكمات، وكان معظمهم من أبناء محافظة درعا.
الاعتداء على المراكز الحيويَّة المدنيَّة
بحسب التقرير فقد شهد تموز ما لا يقل عن 15 حادثة اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، كانت خمس حوادث منها على يد قوات النظام السوري، وأربع حوادث على يد القوات الروسية، وخمس حوادث على يد قوات سوريا الديمقراطية، وحادثة واحدة إثر انفجار لم يتمكن التقرير من تحديد مصدره.
الأوضاع العامة في سوريا
جاء في التقرير أن تموز شهد استمرار العملية العسكرية في شمال غرب سوريا للشهر الثاني على التوالي، والتي تركزت على منطقة جبل الزاوية ومحيطها، على وجه الخصوص القصف الأرضي لقوات الحلف السوري الروسي على المنطقة.
وقد اعترضت عمليات التوثيق تحديات إضافية في تحديد مصدر القصف إن كان روسي أم سوري في حوادث عدة، إضافة لاستخدام ذخائر جديدة لم يتم التعرف عليها حتى صدور التقرير.
كما شهد ريف حلب الغربي حوادث قصف عدة من قبل قوات النظام السوري تسببت بخسائر بشرية ومادية.
وبحسب التقرير استمرَّ النظام السوري في حصاره لمنطقة درعا البلد وحيي طريق السد والمخيمات في مدينة درعا، كما قامت قوات النظام السوري بإغلاق الطريق الوحيد الواصل إلى المنطقة، وعرقلت دخول المواد الغذائية والطبية إليها، وفرضت قيوداً صارمة على حركة دخول السكان وخروجهم.
وذكر التقريرأن قوات النظام السوري اقتحمت منطقة الشياح في السهول الجنوبية لمنطقة درعا البلد، ومنطقة غرز في القسم الشرقي من المدينة، ثم صعدت من عملياتها إثر مقاومتها من قبل مقاتلين من أبناء المنطقة، وقامت بقصف مناطق عدة في المحافظة متسببة في مقتل ما لا يقل عن 11 مدنياً، بينهم خمسة أطفال وسيدة واحدة، كما قامت باعتقال ما لا يقل عن 13 مدنياً.
ووفقاً للتقرير فقد تعرضت مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي لقصف من قبل قوات سوريا الديمقراطية في شهر تموز أسفر عن مقتل مدنيين وأضرار في البنى التحتية.
على صعيد التفجيرات
قال التقرير إن مدينتا رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي وتل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي قد شهدتا تفجيرات ألحقت أضراراً مادية في البنى التحتية.
ارتفاع درجات الحرارة
طبقاً للتقرير تسبَّبت موجة الحر التي شهدتها عموم مناطق سوريا في اندلاع حرائق كبيرة في المناطق الحراجية بريف جسر الشغور الغربي بريف إدلب الغربي، للشهر الثاني على التوالي، متسببة في خسائر مادية في المحاصيل.
وفي ظلِّ ارتفاع درجات الحرارة، شهدت أحياء مدينة الحسكة انقطاعاً في مياه الشرب بسبب توقف محطة ضخ المياه في علوك في منطقة رأس العين عن العمل بسبب الأعطال التقنية الكهربائية.
ظاهرة الانتحار واللقطاء
رصد التقرير في شهر تموز حالات انتحار عدة في عموم مناطق سوريا، معظمهم لشبان، كما انتشرت ظاهرة الأطفال اللقطاء الذين تخلى عنهم ذووهم في أماكن عامة، ورجَّح التقرير أن تردي الأوضاع المعيشية هو المسبب الرئيس لهذه الحالات.
ذكر التقرير أن معاناة سكان المخيمات في شمال وشرق سوريا استمرت في تموز، وخصوصاً في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، وسجل اندلاع حرائق عديدة في المخيمات، في ريف إدلب على وجه الخصوص، وجلُّ تلك الحوادث بسبب استخدام وسائل الطبخ بشكل خاطئ وانفجار بطاريات الطاقة الشمسية.
كما استمرت عمليات القتل في مخيم الهول على أيدي مجهولين، وقد وثق التقرير مقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاث سيدات.
الأوضاع السياسية
أشار التقرير إلى تصويت مجلس الأمن بالموافقة بالإجماع في 9 تموز على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا لمدة 6 أشهر قابلة للتمديد التلقائي لستة أشهر أخرى، بعد تقييم يقوم به الأمين العام للأمم المتحدة لدخول المساعدات.
قال التقرير أن الجولة الـ 16 من محادثات أستانا بشأن سوريا، قد انطلقت في 7 تموز في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، على مدار يومين، وأكد البيان الختامي على ضرورة دفع العملية السياسية في سوريا نحو الأمام ودعا الأمم المتحدة إلى تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية.
وأشار التقرير إلى انطلاق أعمال الاجتماع المشترك السوري الروسي لمتابعة عمل المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين والمهجرين السوريين في 26 تموز في قصر المؤتمرات بدمشق، مشيراً إلى ما نص عليه البيان الختامي للاجتماع من تأكيد الجانبين السوري والروسي على أن عودة المهجرين السوريين أولوية وطنية بالنسبة للدولة السورية، وضرورة إعادة الإعمار وتصفية بؤر الإرهاب وفلوله بالتوازي مع الجهود التي تبذلها الدولة السورية لتأمين ما يلزم للمهجرين السوريين العائدين.