fbpx

16 يوماً.. لوّن العالم برتقالياً.. بصمة مأذون

1 46

شبكا يديهما، زوّجتُكَ ابنتي على…، وأنا قبلتُ. في مقتبل العمر، شابة غضة محاطة بنسوة تجلوها؛ لتُزَفَّ وردة نضرة إلى مخدعها الجديد.

دخل دخول الفاتحين، اقتحم قلعتها الحصينة مظفراً، محفوفاً برايات النصر، نَزْفُ الأرجواني يشهدُ على نقائها وطهر ثوبها. خرج غضنفراً، لعلعتْ رصاصات ابتهاجاً تعلن انتصاراً عظيماً، وتخبرُ القرية عن فحولة فذّة لفاتح ملهم. شمختْ هامة أبيها، يا لك فتاة لعّة[i].

كان نصراً مؤزراً، وكانت غنمة ضحية، قدّموها عروساً وجبةً، افترسها كنمر جائع، بين يديه تلوّتْ كأرنب، اختنقتْ عبراتها، لم تجرؤ – حتى – على الصراخ، دموعها تغطّي الوجنتين، وجسدها ينتفض مرتجفاً، لم تدرِ سرّ اقتحام حصنها، رفعت راية الاستسلام كخروف يُقاد إلى المذبح طائعاً.

زغردتِ النسوة، باركن لها وهي شاردة، لم تعِ ما يدور حولها، مذهولة تنظر في عيونهن وأثر الدهشة يخطفها من بينهن إلى عالم بعيد.. بعيد…، طاف خيالها في سميّة التي غُيّبتْ شهوراً مختطفة، تذكّرتها وهي تقصّ كيف انقضّ الضباع عليها، وكيف اغتصبوها، ونهشوا لحمها، وأذلّوها مراراً. عندهم، كانت سبيّة، لم يرحموها، ولم يهتموا لضعفها ومرضها، ولمّا ملّوا منها رموها مِزقة لا تقوى على الحركة جانب طريق زراعية، إنّها – الآن – سميّةٌ أخرى، هكذا خُيّلَ لها، راحت توازن بين المقتحم باسم العرف والشرع زوجاً، وبين ذاك المغتصب، كلاهما يفترس ضحيته، وكلتاهما ضحيتان، تلك سبيّة، وهي عروس، سميّة اغتصبتْ عنوة وقهراً، وهي قُدّمتْ ذبيحة. تساءلتْ هل هناك ألوان لاغتيال إنسانية الإنسان؟ وهل هناك فوارق بين قتل رحيم وآخر على السفود؟ أليس الموت واحداً؟! وبمَ يختلف اغتصاب سبيّة عن زوجة مستضعفة طالما المغتصب همّه إرضاء غوايته، وإشباع نهم ذكوريته؟.

كانت شاردة…، أمسكتها حماتُها من كتفيها، هزّتها بعنف، صحتْ من ذهولها، ما بك يا بنت؟! بعينين جاحظتين حملقتْ بها، أنعمتْ النظر في وجوه النسوة.. صرختْ بأعلى صوتها ابتعدنَ عنّي، اخرجنَ من هنا. سميّيييه.. أين أنتِ يا سميّة؟ كلتانا ضحيتان، أنا مثلك مغتصبة!!؛ لكن بعقد نكاح وبصمة مأذون!.


[i]– لعّة: عفيفة شريفة.

1 تعليق
  1. Oliva Pendergrass says

    Are you ready to earn money from your website with minimal effort? With ForeMedia.net, you can start making revenue from ad impressions alone—clicks are just a bonus!

    Here’s why website owners love us:
    ✅ Instant approval for new publishers
    ✅ Earnings from traffic, not just clicks
    ✅ Hassle-free setup in minutes

    Register Now Her: https://foremedia.pro/omxR0 and start monetizing your traffic today!

    Best,
    The ForeMedia Team

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني