- عجيب أمرك يا رجل!
- وما العجيب؟ قل..
- لماذا لم تحضر لقاء أمس؟
- لا أكون موجوداً في أي مكان يكون فيه ذلك الضب..
- أتدري أنه لم يحضر، ثمّ إلى متى سيستمر الجفاء بينكما.
- إلى يوم القيامة.
- ونحن في يوم القيامة..
- استمر الحوار والجدل ساعات، ولم يصلا إلى نتائج. الخلافات تزداد، وكلما حاول بعض الأقارب والأصدقاء لمّ الشمل، وإجراء الصلح يزدادان تعنتاً، ويجمعان أنصاراً.
تدخل المختار ووجهاء البلاد، ودعا أبو الجود لاجتماع عنده لبحث الأسباب وإزالة القطيعة، ولمّا علم بنيتهم سافر بعيداً ليبرر عدم حضوره، وكي لا يحرجهم أو يحرجوه.
اجتمعوا في مضافة أبي الجود، وبحثوا الوضع الدولي، والإقليمي، وجهود الأمم المتحدة في الدعوة إلى الحد من التسلح، ونزع السلاح النووي، ودعمها للمنظمات الإنسانية لتخفيف معاناة اللاجئين، ومحاربة الفقر، وتوفير سبل إيصال المساعدات إلى دول الشعوب النامية المسكينة.
خرجوا ببيان مطوّل يصف كرم أبي الجود، والحفاوة وحسن الاستقبال، وما توصّلوا إليه من تفاهمات، والدعوة إلى الحوار وقبول الآخر، والصداقة بين الشعوب، وإشاعة روح السلام والتسامح، والعمل على إيقاف الحروب ونزف الدم، والهجرة المستمرة، وتخفيف معاناة الشعوب الفقيرة، ولم ينسوا مطالبة مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة خاصة لإيجاد حلّ لمسألتهما راجين الدول أصحاب السيادة عدم استخدام “الفيتو” رفقاً بالمساكين.