fbpx

هجرة الشباب السوريين وأثرها على الاقتصاد التركي

0 385

في السنوات الأخيرة شهدت تركيا تدفقاً كبيراً من اللاجئين السوريين، ما أعاد تشكيل المشهد الاقتصادي للبلاد مقدماً تحديات وفرصاً على حد سواء بوصفها بوابة إلى أوروبا.

شهد الاقتصاد التركي تحولاً ملحوظاً مع مساهمة السوريين في سوق العمل في أغلب القطاعات مثل النسيج والبناء والخدمات وغيرها.

ومع ارتفاع أجور السكن والخوف من الترحيل واستمرار النزاع السوري الذي تسبب بهجرة أثرت بعمق على الاقتصاد التركي، فقد اختار الكثير من السوريين الهجرة مباشرة من تركيا إلى وجهات أوربية مختلفة، ما لعب دوراً كبيراً بإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي لتركيا.

الشاب أمجد العلي من مدينة إدلب السورية حدثنا عن تجربته في الهجرة إلى تركيا ومن ثم الهجرة إلى أوروبا يقول: “أتيت إلى تركيا في عام 2015، كنت طالباً في كلية الهندسة المعمارية وقررت أن أتابع دراستي الجامعية هنا، فتعلمت اللغة التركية وحصلت على مقعد في جامعة غازي عنتاب وأكملت دراستي وبدأت البحث عن عمل.

عملت في عدة مكاتب هندسية في إسطنبول، في بداية 2020 بدأت حملة إعادة حاملي الكيملك المغاير لولاية إسطنبول إلى أماكن تسجيلهم الأصلية.

عدت إلى غازي عنتاب لأنني لا أحمل إذن عمل، وكانت بداية الصعوبات التي واجهتني في تركيا، في عنتاب استطعت الحصول على عمل ولكن الأجور كانت قليلة مقارنة بمثيلاتها في إسطنبول.

عندما بدأت موجة الغلاء تلقي بظلالها على الحياة في عينتاب وارتفاع إيجارات المنازل، إضافة إلى تعرضي لمواقف محرجة في عملي، اتخذت قرار الهجرة أسوة بأقراني الذين سبقوني، فركبت البحر بقارب مطاطي إلى اليونان وتابعت رحلتي إلى ألمانيا، وصلت منذ عدة أشهر، وأنا أتعلم الألمانية حالياً وأنتظر بداية جديدة”.

أيضاً الشاب فراس النجار حدثنا عن تجربته في الهجرة من تركيا إلى أوروبا: “أتيت الى تركيا 2014 بعد أن أتممت دراستي الثانوية في سوريا.

تعلمت اللغة التركية وعملت في مجال النسيج والألبسة ثم تعلمت التصميم (غرافيك ديزاين) وبدأت أعمل في هذا المجال.

في بداية 2020 أصبح الوضع غير مريح بالنسبة لي، الخوف من الترحيل، ازدياد موجات العنصرية، غلاء إيجارات المنازل، صعوبة في التنقل بين الولايات، الأحياء المحظور فيها السكن وغلاء المعيشة.

كل ذلك بدأ يشكّل لي صعوبة في العيش وإحساساً بعدم الاستقرار، فقررت الذهاب إلى إسطنبول سعياً وراء الهجرة إلى أوروبا.

اتفقت مع مجموعة من أصدقائي على المغادرة إلى بلد نستقر فيه، بعد عدة محاولات استطعت الوصول إلى اليونان، وتابعت طريقي بعد شهر تقريباً إلى هولندا.

كانت رحلة شاقة وصعبة، لكن الأمل بحياة مستقرة كان أقوى، حالياً آمل بالحصول على الإقامة الدائمة وأتعلم اللغة الجديدة وأترقب بداية جديدة ومستقبل واضح.

وفي هذا السياق يحدثنا السيد “آلاياس كوموش” صاحب إحدى الورشات:

“معظم العمال الذين يعملون في ورشتي من السوريين، وهجرتهم إلى خارج تركيا تسببت لي بالضرر خصوصاً بصعوبة إيجاد عمال بديلين، أنا لا أشجع هجرة السوريين فوجودهم مهم في سوق العمل التركية”.

لا توجد أعداد دقيقة لأعداد السوريين المغادرين لتركيا سوى ما نقلت عنه وزارة الداخلية بشكل دوري، وفي المقابل فإن رحيل السوريين من فئة العمال في تركيا قد يسبب مشكلة لدى أرباب الأعمال بسبب غياب يد عاملة ورخيصة بشكل مفاجئ، وأشار موقع TGRT التركي إلى أن 15 ألف سوري من المؤهلين سافروا إلى دول الاتحاد الأوربي عبر مشروع إعادة التوطين بالإضافة إلى15 ألف سوري سافروا بطرق غير شرعية لذلك شهدت قطاعات العمل في تركيا نقصاً حاداً بالأيدي العاملة.

إن تأثير الهجرة لا يتوقف على غياب الأيدي العاملة السورية بل يمتد إلى رؤوس الأموال التي هاجرت من سوريا، فالسوريون نقلوا مهنهم وزبائنهم في الدول المجاورة، ما ساهم بتنشيط السوق التركية.

يتطلع السوريون بالدرجة الأولى إلى حياة مستقرة على كل المستويات وإلا لما فكر بعضهم بالهجرة مجدداً.

استبيان حول موضوع هجرة الشباب السوريين:

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR” صحفيون من أجل حقوق الإنسان

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني