fbpx

نحو المعرفة والمناصرة والدبلوماسية الإنسانية

0 307

https://drive.google.com/file/d/1dL6mQmMI4711mIZwcigsplKiDSQPMrI6/view?usp=sharing

يهدف مركز الدراسات الاستراتيجية ضمن برنامج الدبلوماسية الإنسانية في مقره العاصمة التركية أنقرة، لعمل سلسلة تدريبات نظرية لطلاب جامعيين سوريين وسوريات في مختلف المراحل الأكاديمية، من البكالوريوس والدراسات العليا والدكتوراه أيضاً. تتضمن هذه السلسلة محاضرات في مدخل القانون الدولي الإنساني ومواضيع متعددة في السياسة والإعلام والعمل الإنساني. وأيضاً سلسلة أخرى من الزيارات الرسمية إلى المؤسسات الحكومية التركية التي تعنى بالاطلاع الدائم على أوضاع السوريين والسوريات الموجودين على الأراضي التركية جراء لجوء ملايين السوريين والسوريات بسبب الحرب والأوضاع السياسية الحالية في سوريا.

في التعريف عن هيكلية البرنامج تصرح السيدة إيناس النجار مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية: “مع بداية وصولنا الى أنقره قمنا بدراسة موسعة حول بيئة العمل وآليات التدخل المناسبة لخدمة القضايا السورية، وبناءً على مخرجات الدراسة السابقة تم اعتماد كل من الدبلوماسية الإنسانية والدراسات الاستراتيجية كإطار وآلية لعمل مركز الدراسات الاستراتيجية، من هنا اتخذنا قراراً بضرورة تعزيز القدرات الأساسية وفتح قنوات الاتصال لعدد من الطلاب الجامعيين، وتمكينهم في أدوات التدخل والمناصرة في أنقرة، وقد قمنا في المركز بتصميم المنهج في إطار الدبلوماسي الإنسانية”.

يتم اختيار المتدربين والمتدربات وفق معايير خاصة ومقابلة خاصة لكل شخص على حدا مع لجنة قبول مكونة من مختصين ومختصات في مجال الدبلوماسية الإنسانية.

أما عن المعايير الرئيسية التي تم اختيار المقبولين للمقابلة من خلالها هي: أن يكون المتقدم يحمل شهادة جامعية أو طالب جامعي، وإتقان اللغة التركية والاهتمام بالشأن العام الحالي.

وتشير النجار إلى أنه تم أخذ قضايا المرأة السورية بعين الاعتباربشكل خاص لذلك تم التركيز على تخصيص نص المقاعد للنساء والنصف للرجال، وذلك في سبيل تعزيز المشاركة السياسية للنساء وإشراك أكبر تفاصيل متاحة عن معاناة النساء عامة في أوراق السياسات.

تقدم للبرنامج حوالي 200 طالب وطالبة في تركيا والشمال السوري، تم قبول حوالي 58 طالب وطالبة بعد تخطي المقابلة مع اللجنة المعتمدة والتي جرى خلالها توجيه أسئلة نوعية للطلاب والطالبات لمعرفة اطلاعهم العام.

وإلى جانب استهداف الطلاب السوريين في تركيا أيضاً يوجد طلاب في الشمال السوري في برنامج الدبلوماسية الإنسانية، إلا أن الصعوبات الكبيرة التي واجهت الفريق المشرف حالت دون أن يكون فريق المتدربين والمتدربات في سوريا إلى جانب زملائهم وزميلاتهم في تركيا وذلك بسبب طول زمن الزيارات التي تمتد حوالي أربعة أشهر وهو الأمر الذي يتعذر عليهم القيام به والبقاء طول هذه الفترة بشكل متواصل.

عن التسهيلات التي تم تقديمها للمستهدفين والمستهدفات تتحدث النجار “لقد استطعنا أن نخصص بدل جزئي للتنقل للطلاب المقيمين والمقيمات خارج مدينة أنقرة، وفي الوقت الحالي نحن بصدد تجهيز منصة الدبلوماسية الإنسانية التي سوف تقدم خبرات عملية وتفتح آفاق شبكات العلاقات الضرورية، بحيث تكون منصة يعمل من خلالها المتدربون والمؤسسات السورية التي تسعى للعمل في أنقرة”.

ويضيف الدكتور باسم حتاحت (باحث في المعهد الأوروبي للمبادرات السياسية والتحليل الاستراتيجي) وهو أحد مدربي القائمين في برنامج الدبلوماسية الإنسانية.

“يقوم التدريب الحالي على إعادة تشكيل مفاهيم المنظمات المدنية ودورها في بناء العلاقات الضاغطة التي تحقق تفعيل ميثاق حقوق الإنسان والتعامل مع الهيئات والمنظمات الدولية صاحبة القرار، إضافة إلىبناء قدرات الكوادر وتطوير أدائهم وفق مفاهيم الدبلوماسية الإنسانية وتطوير الأدوات ووسائل تعين الكوادر للتفكير والتخطيط الاستراتيجي المختص في حوكمة العلاقات الدبلوماسية وتسخيرها لحل المشكلات المعقدة في سوريا سواء على المستوى المدني والاجتماعي والإنساني والسياسي”.

يشير حتاحت إلى ضرورة إقناع صانعي القرار بالعمل لمصلحة المستضعفين باحترام المبادئ الإنسانية الأساسية على وجه تام، ويكون ذلك بالاعتراف بأن قوى المنظمات المدنية السورية والهيئات الدولية تنم عن رأي مهم فيما يتعلق بالتحديات الإنسانية العالمية، وأنه من المهم التعبير عن ذلك الرأي (في سياق عام أو خاص) قدر الإمكان.

ويكون ذلك حسب رأي حتاحت عن طريق ترسيخ “الدبلوماسية الإنسانية” كطريقة تفكير في ثقافة المنظمات المدنية وكوادرها بتشجيع الأشخاص الذين يتمتعون بمهارات المناصرة والتفاوض والاتصال وخبرات أو معارف دبلوماسية أخرى لجلب مهاراتهم إلى الواقع السوري بما فيهم متطوعيها وموظفيها. ومن الأهمية بمكان التركيز على مسؤولية الإقناع ترتبط بالبرامج والأنشطة الحيوية التي تعمل عليها المنظمات السورية”.

وفي ذات السياق قمنا بالتواصل مع متدربي برنامج الدبلوماسية الإنسانية لمعرفة آراءهم وتطلعاتهم التي ونوها خلال مسيرتهم وتعلمهم.

حيث تقول إسراء البابا (ناشطة في العمل المجتمعي): “إن أهم دافع لاهتمامي في مجال الدبلوماسية الإنسانية هو معرفة كيف انصر من هم بحاجة للدعم أينما كانوا”.

هناك الكثير من الناس في الشتات لا أحد يهتم لمشاكلهم خصوصا في فترة النزاعات والحروب، إن المعلومات والخبرات هي تراكم مهم من أجل استمرار عملي ومشاركاتي المجتمعية. بالإضافة إلى أنني تعلمت أن أبحث عن المعلومة من مصدرها وأن الدبلوماسية الإنسانية ليست عملاً فردياً ولا يمكن أن تتحقق إلا بتظافر كل الجهود الجماعية الممكنة”.

وفي جانب مهم في عملية المناصرة لدى صناع القرار، غالباً ما تأخذ صناعة أوراق السياسات اهتماماً من الناشطين والناشطات حيث تقولإناس السخني (طالبة في كلية الترجمة في جامعة أنقرة يلديريم بيازيد): إن السوريين وبعد أكثر من 12 سنة من اللجوء في تركيا يعانون من مشاكل تتعلق باللغة والاندماج علاوة على معاناة بعض السوريين والسوريات من تأمين الأوراق الرسمية من أجل قانونية إقامتهم في تركيا. ومن أجل ذلك يجب أن نفكر بطرق مبتكرة ومنها كيفية الكتابة الصحيحة لتوصيف مشاكل السوريين والسوريات في أوراق السياسات تعبر عن الحاجات الحقيقية للسوريين والسوريات.

أقف في هذا البرنامج الذي خضعت له لأني أتطلع لما هو أبعد من ذلك في تطوير معارفي في العمل الإنساني الدبلوماسي.

تنمية قدرتي على التحليل القضايا بموضوعية وتشاركي مع الآخر في فهم جوانب القضية وسياقاتها العامة.

حقيقة، إن الوقت الحالي هو من أجل وضع الأزمة الإنسانية والعمل الإنساني تحت مجهر البحث عن حلول حقيقية من الشرائح السورية كافة حيث يضيف من جهته عبد الرحمن رياض (خريج كلية العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة ماردين ارتكلو): إننا بحاجة للمعرفة الكافية في حقل الدبلوماسية ولا سيما الدبلوماسية منها لما فيها من مفاتيح لحلول الأزمات الإنسانية التي نعيشها اليوم، والمعرفة تؤدي بنا إلى حلول جيدة نستطيع طرحها في المنظمات التي نعمل بها وأمام صناع القرار في مختلف القطاعات بما يحسن من جودة الخدمات الإنسانية والعمل الإنساني السوري ككل في تركيا”.

أيضاً تشرح ملكة طه (خريجة كلية تربية جامعة حلب، عضو مجلس إدارة في رابطة ناجيات الداخل) عن أسباب التحاقها بهذا البرنامج فتقول: “لأني أؤمن بتعلم أساليب جديدة لأستطيع إيصال أصوات الذين أمثلهم في دوائر تأثيري وطريقة التعامل مع أصحاب الرأي وكيفية التواصل معهم، وأكبر تحدي لنا في البرنامج عندما يكون التدريب فيزيائي، فصعوبة الطريق والمواصلات بحكم إنني أقيم في مدينة الباب والتدريب ضمن مدينة إعزاز، وعندما يكون لدينا محاضرات أون لاين فإننا نعاني بسبب صعوبة شبكات الإنترنت لدينا، ومع ذلك أصر باستمرار على اكتساب معارف ومعلومات أستفيد منها في مجال اهتمامي وأعمالي”.

أماعبد الحميد زورنجي (طالب دكتوراه في علم الآثار) فيتحدث عن تجربته في هذا البرنامج: إن بحثي في الأهداف التي تحققها أدوات الدبلوماسية الإنسانية، أدركت مدى أهمية هذا المجال في وقتنا الراهن وخاصة أن منطقة الشرق الأوسط على رأس مناطق الصراعات التي تشهد انتهاكاتٍ لحقوق الإنسان حول العالم، من جهة أخرى هناك الأزمة الإنسانية في سورية التي مازلنا نعاصرها على مدى عشر سنوات ماضية أقسى مثال على ذلك، تأتي أهمية صنع أوراق السياسات العامة من عدة نواحي أهمها زيادة فرص مصالح المستضعفين في عين الاعتبار من جانب صانعي القرار والتواصل معهم من جهة، أيضاً كلما كانت مدعمة في كلا مجالي المعرفة والخبرة ومزودة بالمصادر الموثقة خلال تحضيرها يكون له صدى أكبر، فالمشاكل تحل بالاطلاع والبحث المستمر.

ويضيف عبد الحميد: “إن ما تعلمته ولا يمكن نسيانه أبداً، أن أي قضية إنسانية سوف لن تنتصر ما لم يشارك كل أصحاب القضية أنفسهم في الدفاع عنها سوياً، لأن الذي يدافع عنها هو الذي يشعر بأهميتها لا أحد غيره“.

إن ما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ضمن المادة 2:

لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسياً وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر. وفضلاً عن ذلك لا يجوز التمييز على أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلاً أو موضوعاً تحت الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتي أم خاضعاً لأيِّ قيد آخر على سيادته.

يتطلع برنامج الدبلوماسية الإنسانية إلى تكوين فاعلين وفاعلاتفي هذا المجال لكي تكون مظلة آمنة وكافية لخلق حلول لمشاكل السوريين والسوريات ومواجهة التحديات بعقليات شبابية تمتلك أدوات تغيير حقيقية وإشراك نسائي حقيقي في عملية متابعة قضايا اللجوء واللاجئين.

تمّ إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR”، “صحفيون من أجل حقوق الإنسان” https://linktr.ee/jhrsyr

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني