fbpx

منيرة القبيسي.. والقائمة تطول

2 139

في الرجال أخبرنا الله عن بلعم بن باعوراء الذي انسلخ عن آيات ربه فأصبح كالكلب، إن تحمل عليه يلهث أو إن تركته يلهث، فبلعم كان حبراً من أحبار يهود وعالماً من علمائهم، ويعلم اسم الله الأعظم، وبه حاز ما حازه من مكانة مرموقة في اليهود وأحبارها، ولكن ومع كل علمه هذا انسلخ عن آيات ربه ولم يعمل بما علّمه الله، فكان أن وصفه الله تعالى بالكلب الذي إن تحمل عليه يلهث وإن تركته يلهث فهذا هو شأن الكلب في سكناته وفي حركاته يلهث دائما إن ركض وإن لم يركض كما بلعم بن باعوراء فهو علِمَ أم لم يعلم فلن يعمل بما علِم به شأن الكثيرين.

وفي النساء أيضاً أخبرنا الله عن إحداهن، وهي خرقاء قريش وضرب لنا مثلاً بها لأولئك الذين ينقضون عهودهم وينسلخون عن الذي علمِوهُ وآمنوا به، فخرقاء قريش تنقض ما صنعته من غزل بعد عنائها بغزله وعلمها بهِ الذي جعلته بعملها هباء منثوراً قال الله تعالى فيها “ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوةٍ أنكاثا” فقد ضرب الله بها مثلاً بالتي علِمت وتعمل وتجتهد وما تكاد تنتهي من عملها حتى تجعله أنكاثا وتخربه، فتعبها مضاعف فقد تعبت بصناعة غزلها أولاً وتعبت به ثانياً بجعله هباء منثوراً بعد التعب.

خرقاء مكة هي امرأة حمقاء خرقاء من قريش يقال لها “عيطة بنت عمر بن سعد” وكانت بها وسوسة، وكانت تغزل الصوف والوبر والشعر وتأمر من يعملن معها بنقضه، فكن يغزلن معها من الصباح حتى إذا ما انتصف النهار تأمر جواريها بنقض جميع ما غزلن، وكان هذا هو ديدنها، فهي لم تكفّ عن العمل، لا حين عملت توقفت لينتهي الأمر، ولا حين نقضته، فقد ضُرِب بها المثل بين الناس في نقضها لكل ما صنعته وتصنعه وضرب الله بها مثلا لكل من ينقض عهده بعد توكيدها وذلك كالتي تغزل غزلاً قوياً فإذا استحكم وتم ما أريد منه نقضته فجعلته أنكاثاً فتعبت في الغزل وتعبت في النقض ولم تستفد سوى الخيبة والعناء وسفاهة العقل، ونقض العهد والرأي فكذلك حال من نقض ما عاهد الله عليه فهو ظالم جاهل سفيه ناقص الدين والمروءة كل من يعقد الأيمان المؤكدة ويتحين الفرص فإذا كان العاقد قوياً أتمّها، لا لتعظيم العقد واليمين الذي حلفها، بل لكونه المتوفر والممكن وإن كان العاقد الآخر الذي تعاقد معه ضعيفاً فينقضها ويتعاقد مع غيره أقوى منه فهو يرى مصلحته الدنيوية في نقض ما عاهد الله عليه غير مبال بعهد الله ويمينه كل ذلك دوراناً مع ما تهوى النفوس وتقديماً على ما يريده الله منهم وعلى المروءة والإنسانية والأخلاق المرضي عنها، وهذا ابتلاء من الله وامتحان يبتليه الله الناس حيث قيض الله من أسباب المحن ما يمتحن به الصادق الوفي من الفاجر الشقي.

منيرة القبيسي علمت وما عملت بما علِمتهُ، وآثرت هي وكل من يشبهها بالانسلاخ عن آيات ربها بعد أن جاءها البرهان فهي كما بلعم بن باعوراء الذي أخبرنا الله عنه الذي انسلخ عن آيات ربه وأشاح بوجهه عنها وخرقاء قريش التي تنقض غزلها أنكاثا من بعد قوة فهما يجتمعان بأن أصبح كلاهما كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو إن تتركه يلهث.

مشكلتنا كسوريين أننا أضعنا البوصلة التي توصلنا إلى الجهة التي نريدها وذلك بفضل البلاعمة الجدد الذين انسلخوا ومازالوا ينسلخون وقائمة كذلك مع الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه كمنيرة القبيسي خرقاء قريش الجديدة التي عملت واتهمت الثورة السورية بكل ما هو رديء وتنكرت لدماء مئات الآلاف من الشهداء الذين أرادوا لها ولغيرها أن يحيون حياة الأحرار والحرائر، مئات آلاف ومثلهم من يقبع بالسجون وملايين ممن تركوا مدنهم وقراهم وأصبحوا بين لاجئ في سوريا ومهجر في أصقاع الأرض ووضعت خرقاء قريش الجديدة يدها بيد من فعل كل ذلك بشعبها غير مبالية بأوجاعهم وآلامهم وأحوالهم التي لم تنكرت لها وكانت أولى الناس أن تقول كلمة حق عند سلطان جائر كما علمت ولم تعمل به.

مشكلتنا كذلك مع من تهجمت عليهم خرقاء قريش الجديدة ووصفتهم بما لا يوصف من أوصاف بذيئة ووضيعة ومع كل هذا الوصف فقد نعاها المنسلخون من البلاعمة الجدد ممن يشبهونها وتشبههم ووصفوها بكل مالا يمكن أن تتصف من صفات حميدة!!. وتنكروا لما تنكرت له غير مبالين بما قامت به من دعمها لقاتل شعبهم.

كثيرون الذين نقضوا عهد الله من بعد ميثاقة ومن الذين عرفوا الحق بعلمهم وحادوا عنه ولم يثبتوا وزاغت قلوبهم وعقولهم بعد أن هداهم الله، فكثيرون من البلاعمة الجدد وخرقاوات قريش زاغت فيهم القلوب والأبصار أمام بريق المغريات التي أغراهم بها قتلة شعوبهم ومدمري أوطانهم، كثيرون من هؤلاء لم يصدُقُوا ما عاهدوا الله عليه فمن هؤلاء من قضى نحبه على غير ما أراد الله أن يكونوا عليه من قضاء النحب، وكثيرون من هؤلاء البلاعمة الرجال والخرقاوات ينتظرون وسيموتون على مات عليه بلعم بن باعوراء الذي انسلخ عن آيات ربه وبلاعمة جدد كثر ساروا ولا زالوا يسيرون على نهجه، وفي النساء كما ماتت خرقاء قريش القديمة ولحقتها وماتت عليه منيرة القبيسي خرقاء قريش الجديدة وستلحق بها خرقاوات أخريات، فهؤلاء من الصنفين هم كما الكلب الذي إن تركته يلهث أو حملت عليه يلهث فهم إليه أقرب منهم للإنسان ذو المبدأ فكل يوم هنالك من ينقضون ما عاهدوا الله عليه ويجعلون من غزلهم أنكاثا من بعد قوة.

2 التعليقات
  1. Mohammed says

    صدقت

  2. Ahmad ali says

    حسبي الله ونعم الوكيل

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني