-أ-
ما عِفْتُـها مُتَنَكِّرا
هي جَنَّتـِي دونَ الوَرَى
«نَـهرُ الفُراتِ» يَحُوطُها
و«الجِسْرُ» يَزْهُو مَعْبَـرا
وعلى شَواطِئـِها جَنَـىً
يُعْطيكَ ما خَزَنَ الثَّـرَى
فَالقَاطِنُونَ أَحِبَّةٌ
مِلءَ الوِهَادِ وفي الذُرا
صَدْرٌ يَضُمُّكَ حَانِياً
يَسَعُ الحَواضِرَ والقُرى
و«الدَّيرُ» مَهْدُ طُفُولَتـي
ما خِنْتُ فيـها مِنْبَـرا
-ب-
في كلِّ مَرْمَى خُطْوةٍ
أَثَرٌ يَشُدُّكَ مُسْفِرا
وعلى التِلالِ أوَابِدٌ *
مَازالَ يَحْضُنـُها الكَرى *
قدَ خابَ كيدُ مُعَرْبِدٍ
سَرَقَ البِلادَ ودَمَّرا
يا رَبُّ أَنْتَ الُمرْتَجى
فاقْطَعْ لِسَانَ مَن افْتـرى
واجْعَلْ سبيلَ رُجوعِنا
بِجلالِ وجهِكَ مُزْهِرا
فالأمْرُ أَمْرُكَ أوَّلاً
يرعى الأنَامَ وآخِرا
——————
الأوابد: الآثار
الكرى: النوم