يجتاح فيروس “كوفيد19″ المسمى كورونا العالم بلا رحمة، حيث استنفرت دول كثيرة في العالم لمحاصرة انتشار هذا الوباء العالمي حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية له.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء 11/3/2020، أن فيروس كورونا المستجد، الذي يتفشى حول العالم هو (وباء عالمي).
وقال المدير العام المنظمة الصحة العالمية السيد تيدروس ادهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي في جنيف ” نحن قلقون للغاية إزاء مستويات التفشي المقلقة وخطورتها، وكذلك أيضاً إزاء مستويات انعدام التحرك المقلقة في العالم، وأضاف غيبريسوس ” يمكن تصنيف الوضع على أنه جائحة، ولكن لا يفيد التصنيف في تقييم الخطر الذي يشكّله فيروس كورونا”.
لقد اتخذت دول كثيرة إجراءات احترازية لمنع انتشار الوباء على أراضيها، في وقت تمتنع السلطات المحلية المسؤولة عن المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام السوري عن اتخاذ اجراءات ملموسة بهذا الاتجاه، وتحديداً في مخيمات اللجوء.
وهذا الأمر ينطبق بصورة أخرى على الوضع الصحي في مناطق سيطرة النظام، فهذا النظام لا يزال ينكر وجود هذا الوباء في مناطقه رغم ورود أنباء من داخل هذه المناطق بتفشي الوباء فيها. فإذا كان النظام غير عابئ بما يحدث في مناطقه، فهذا لا يجب أن يحدث في المناطق المحررة.
وبدورنا نسأل كم عدد الذين ثبت اصابتهم بهذا الوباء في مناطق المحرر؟ هذه مسؤولية الحكومات القائمة على الأرض هناك، كالحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، أو ما يسمى حكومة الإنقاذ التي تتبع هيئة تحرير الشام المسيطرة على إدلب. فإذا كانت هاتان الحكومتان عاجزتين عن القيام بدورهما، فهذا يتطلب تدخلاً دولياً في الأمر على المستوى الصحي.
وقد يكون من المفيد إحداث هيئة طوارئ صحية على المستوى الوطني، تتوفر لها امكانات عمل مقبولة، وبمساعدة دولية، لمنع انتشار الوباء، وتأمين الأدوية والمعقمات وغيرها من لوازم محاصرة هذا الوباء.
ومن الجدير ذكره أن الرئيس الفرنسي ماكرون أعلن أن بلاده ستغلق كل المدارس والجامعات، منعاً لانتشار الوباء. وحذت ليتوانيا الحذو ذاته، في وقت أعلنت الولايات المتحدة إيقاف كل الرحلات الجوية بينها وبين أوربا.
وفي العراق لا يزال جهد الحكومة ضعيفاً حيال هذا الوباء، فهم لم يغلقوا الحدود مع دولة موبوءة هي إيران، ويكتفي بعض رجال الدين الشيعي بالدعاء، دون القيام بما يستدعي لتحقيق مقولة “إعقل وتوكل”.