لنغنِّ معاً
مهلاً أيها العنف!، نستقبلك بورود الجوري والياسمين. ابتسم.. تخلَّ عن عبوسك وتقطيب الجبين، اخفض فوّهة سلاحك.. فكّر.. نحن أخوة لك..
أيّها العنف! بالمحبة نحاصرك.. بالغار نكللك.. وبالريحان نفرش دربك. صباحاً لك وردة فل، ومساء زهرة غاردينيا، وفي زوايا قصرك يعشش عبق الحبق.
أيّها العنف! نحاصرك أينما ذهبت، وأنّى جلست ستجدنا معك، لن ترانا بعينيك؛ لأنّ الحقد أعماهما. ستحاصرك دماء الأطفال، وتقضّ مضجعك.. ستبقى مسهداً ما دامت أكف الأمهات ضارعة، وعيونهن تذرف دموعها.
أنت محاصر، قوتك زائفة، وجبروتك خلّب، ستنهار مهما تطاولتَ وتجبّرتَ.. الغلبة لنا – نحن البسطاء – والأيام بيننا..
دماء الأبرياء تصيّر أحلامك كوابيس.. تنشقّ الأرض وتهوي في فالق عميق.. تصرخ مذعوراً.. تندم ولكن هيهات..
دماء ضحاياك لن تروي عطشك.. صراخك مكتوم في صدرك.. ستصبح شجرة عجفاء.. أوراقها تذبل.. تصفرّ.. تتساقط ويتساقط معها سلاحك.. بندقيتك تصير عصاً ينخرها الدود أمام ناظريك.
استسلم.. ورود المحبة تحاصرك.. لا مفر..
أيّها العنف! لسنا أعداءك.. انزع الغلّ من صدرك، ولترى النور أزح عصابة التّعصب عن عينيك، ولنا امدد يديك.. كن لطيفاً.. ابتسم للحياة، وتنسّم عبق المحبة.. ضع يدك في أيدينا، وهلمّ نزرع وروداً في دروب الإنسانية الرحبة.. ونغنِّ معاً للحبّ والسّلام..