fbpx

لست أنا

0 193

من التفوق والتميز إلى الحرمان من التعليم هذا ما فعلته الحرب في سورية لرؤى، وهي طفلة تم تزويجها من قبل أمها في الخامسة عشر من عمرها، تقول رؤى “خوف أمي دمرني”، حيث أن بعض الفتيات في منطقتنا تم تزويجهن قسرياً لرجال في الفصائل العسكرية المسيطرة، فكان الأولى برؤى أن تتزوج من ابن عمها بدلاً من تزويجها لرجل غريب لا تعرف “أصله وفصله ولا من أي بلد هو” هذا ما قالته والدتها لها، فتم زواج رؤى من ابن عمها، وبعد تفاصيل مريرة وفترة ليست بطويله تعود رؤى إلى أمها مع طفل، وهي لاتزال طفلة تحتاج للرعاية.

تقول رؤى: حاولت كثيراً التعايش مع زوجي ولكن دون جدوى، فقد كان يتركني لأيام عديدة وحيدة بحجة العمل، فأشعر بعدم الأمان، إضافة إلى خوفي منه لأنه قاس ويضربني لأتفه سبب، فقررت الهرب إلى أمي التي لجأت إلى تركيا، هنا في تركيا حاولت العودة إلى حلمي الأفضل وهو متابعة تعليمي، ولكن للأسف لم أستطع لأن التعليم في تركيا الآن ليس باللغة العربية، فقد تم إغلاق جميع المدارس السورية المؤقتة التي كانت تدرس المنهاج باللغة العربية، ليذهب الطلاب باتجاه خطة الاندماج الجديدة والتعلم باللغة التركية، لم أكن أتوقع أن هذه الأيام ستكون بهذه المرارة مرة ثانية، وأخسر تعليمي مرة أخرى.

كان لنا لقاء مع الأستاذة صباح من حمص لتتحدث لنا عن بعض معاناة الأهالي والطلاب في المدارس التركية..

لست أنا.. تتحدث السيدة رانية، لاجئة من إدلب، التقينا بها أثناء ذهابها لإحضار ابنتيها من المدرسة الابتدائية، إحداهما في الصف الثاني والأخرى في الثالث.

تقول: بعد أن قمت بتسجيل ابنتي في المدرسة الابتدائية، واجهت معاناة كبيرة في متابعتهما لأن أطفالي لا يجيدون القراءة والكتابة باللغة العربية، وأنا كذلك لا أجيد اللغة التركية، لذلك لا أستطيع متابعة دراستهم، كون منهاجهم باللغة التركية، الآن أحاول تعلم التركية كي أستطيع تلافي هذا الأمر، ومتابعة أطفالي في مدارسهم، لأن عدم قدرتي على متابعتهم دراسياً يحزنني كثيراً.

سماح، لاجئة من دير الزور، تقول: قمت بتسجيل طفلي في الروضة لكي يتعلم اللغة التركية، ويتمكن من الاندماج لاحقاً في المدرسة، واضطررت لدفع ما يعادل ربع الأجر الشهري الذي يتقاضاه زوجي شهرياً، وهو عامل بأجرة بسيطة، وغالباً ما أجد صعوبة، في تأمين متطلبات الروضة المستمرة، ما يشكل عبئاً ثقيلاً لسداد التزاماتنا الشهرية، فالضغوطات النفسية كثيرة، وهذا الأمر تعاني منه أغلب العائلات السورية في تركيا.

وتتابع: أشعر بالحيرة، ماذا أفعل لمساعدة أسرتي؟ بالرغم من المحاولات الكثيرة التي تسعى لها الحكومة التركية، وفق التصريحات التي يدلي بها المسؤولون للدعم والمساعدة في الاندماج، ولكن هذا الأمر يحتاج للجهد الكثير لأن أعداد السوريين في تركيا كبيرة، وتتزايد باستمرار.

التقينا الأستاذة نجاح من إدلب، تعمل في إحدى المدارس الابتدائية..

أبرز التحديات الكثيرة والمختلفة التي واجهت السوريين في تركيا أنها ليست دولة لجوء تقدم خدماتها كما الاتحاد الأوروبي وهذا الفارق أحدث خللاً في توقعات الكثير ممن لجؤوا إلى تركيا ففي الرابع من نيسان/أبريل 2013 قررت الحكومة التركية العمل على تنظيم الوضع القانوني للسوريين المتواجدين على أراضيها بوضعهم تحت قانون الحماية المؤقتة وفق القرار رقم 6458 الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أبريل، نيسان عام 2014 ويسمى بقانون للحماية المؤقتة وقد بدأت العوائل بالعمل وتنظيم نفسها وفق القانون المذكور حيث تم ادخال الطلاب للمدارس وفق اعمارهم او وفق الشهادة التي حصلوا عليها مؤخراً.

أثار الميثاق العالم لحقوق الإنسان الذي تمت دراسته لمدة حوالي 18 شهراً وأكثر نقاشات مكثفة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع المدني والخبراء ومجموعات من اللاجئين.

من خلال مناقشات مكثفة وحوار مع المفوض السامي بشأن تحديات الحماية، في ديسمبر، 2017 وتم وضع الميثاق أيضاً بالاستناد إلى دروس كثيرة مكتسبة من مجموعة واسعة من أوضاع اللاجئين السابقة، فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة في 10 كانون الأول/ديسمبر 1948 نص في المادة 22 الخاص بالتعليم الرسمي:

  • تمنح الدول المتعاقدة للاجئ نفس المعاملة الممنوحة لمواطنيها بما يخص التعليم الأولي
  • تمنح الدول للاجئيها أفضل معاملة ممكنة، من تلك الممنوحة للأجانب في نفس الظروف، فيما يخص جميع فروع التعليم غير الأولي، وخاصة على صعيد المتابعة الدراسية، والاعتراف بالمصدقات والشهادات المدرسية والدرجات العلمية التي تمنح في الخارج، كذلك الإعفاء من الرسوم والتكاليف، والتقديم لهم للمنح الدراسية.

يبين الاستطلاع التالي توزع الطلاب في المراحل المدرسية:

بالحديث عن التعليم؛ لابد من التطرق لأوضاع المعلمين السوريين. حيث وفي عام 2016م، بلغ عدد المعلمين السوريين الذين يعملون مع وزارة التربية التركية قرابة 12000 معلماً، ثم تم تخفيض العدد في الثاني من شهر تموز لعام 2021 إلى قرابة 3000 بسبب توقف الدعم المادي من منظمة اليونيسف. وتم ذلك في بداية شهر شباط من عام 2022م، وفق شروط وهي حصوله على شهادة جامعية، وشهادة لغة تركية B1 وهي المستوى الثالث، من اللغة، تم تسجيل عدد من الطلاب في المدارس التركية وكان عدد الطلاب المسجلين حوالي 800000 تقريباً من أصل 1247000. عدد كبير من الأطفال خارج العملية التعليمية، ويبين لنا الاستبيان التالي نسبة الطلاب الملتحقين في المدارس وفق المذكور فيه:

لكن وبعد تسجل الطلاب في المدارس والتحاقهم فيها كانت هناك معاناة حسب ماتم ذكره من قبل الأسر السورية، وترجع تلك الظروف حسب وضع الأسرة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وحيث أن عدة برامج تم إطلاقها من قبل وزارة التربية والتعليم بدعم من مفوضية الاتحاد الأوربي في عام 2016 ضمن مشروع PIKTES ومشروع PICTES وهو برنامج خاص لدمج الأطفال السوريين، بدعم من مفوضية الاتحاد الأوربي وسمي هذا المشروع “دمج اللاجئين من الأطفال السوريين” ويتم تغطيته بكامل ميزانيته من قبل الاتحاد الأوربي وهو ضمن إطار الدعم المالي للاجئين في تركيا.

هناك أمور كثيرة يحتاج إليها اللاجئ وهي وجود معاهد لتعليم اللغة العربية، ودراسة أكثر لواقع العائلة السورية وخصوصاً فئة الطلبة، توجيه المنظمات لعمل لقاءات دورية مع الأهالي والمعلمين السوريين والأتراك، وإيصال أصوات ومعاناة الأهالي والطلبة السوريين للتربية التركية وصناع القرار، فهناك أمور كثيرة ستتوضح ويتم إيجاد حلول لها من خلال العمل والتنسيق بالشكل الصحيح، للوصول إلى واقع أفضل للطلبة السوريين في تركيا.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني