قمر نيسان
يا للعجب!، صغير كأنه بدر في سماء خلت من الغيوم، تحرسه عيون النجوم، وللألسنة نصيب بين معجب ومسحور بطلته البهية، يلوذ بصحبه.. يتخفّى.. ويندسّ بين أخوة كأنما قرصتها الشمس، ودعكتها الأيام.. عابسة ومتألمة مما عانت من جحيم لفح وجوهها وشوّهها.
أثار منظره إعجاب صاحبي.. أسرع إليه ورفعه عالياً بيديه.. لكزني.. انظر.. هل رأيت مثله؟
– الصدق.. من سنوات ما تكحّلت عينيّ بجمال كهذا.
حمله بين يديه والغبطة تملأ نفسه، وتضحك على شفتيه.. سأريه للناس.. للجيران.. لزوجتي.. وسألني: أيعقل أن ينتسب لتلك الأسرة؟
– لماذا؟
– أشقر بين إخوة سمر
– الجينات واحدة يا صاحبي
– ولماذا اختلف لونه عنهم؟
– هناك صفة متنحّية تظهر فجأة
– ربما.. شدّني من يدي.. تعال معي
– إلى أين؟
– إلى البيت.. سنرى ما تقول أختك أم العيال
قدّمه لها والبسمة تحلّي وجهه – أراقبه.. أتابع حركاته – شبه مجنون.. انظري لهذا الوجه البدري والسحنة السمحة.. أرجوك توحّمي عليه علّك تلدين صبياً أشقر.. نعم أريده صبياً أشقر.
هتفت.. الله!! الله!! كم تشوّقت لرؤيته.. تناولته ضاحكة.. ابتسامته تذكرني بالموناليزا.. وغمزتنا.. سأضعه في برواز وأعلّقه في صدر الصالة.. ما رأيكم؟! ربما لا يتكرر في زماننا هذا “الرغيف”.