قصيدتان للشاعر فاضل السفّان
الحَصّالة
كلُّ زهْرِ الأرضِ طيبٌ حين يُهْدى
غَيْرَ أنَّ الزهرَ من كفّيْكِ أندى
أنت – يابنتَ الفرات العذْب – قصدي
حين أرمي من فِجاج الأرض قصدا
قد خذلناكِ وما زالَ المغنّي
يطرقُ الأبوابَ … يستدبرُ مَجْدا
هادمُ اللّذاتِ … أدماكِ بِوَغْدٍ
آبقٍ …. مرَّغَ بالإذلالِ خدّا
__
سوف ينهارُ جدارُ الوهمِ يَوْماً
ليذوق الذّيْلُ إعراضاً و صَدّا
كلُّ ما جمّعَ من مالٍ و جاهٍ
ينتهي غمّاً ليلقى الحكمَ فردا
صفحةُ المغرورِ تُطْوَى في رَغامٍ
و رُكامُ القَيْحِ لا يُنبتُ وِرْدا
إنْ تمادت جَوْقَةُ الإجرامِ هَدْماً
سوف تنساقُ لِيَوْمِ الحسمِ عَدّا
تلكَ حَصّالةُ من عاشَ أجيراً
في حِمَى الشَّيْطانِ يستقْويهُ جُندا
آخرُ فِتنةٍ
-أ-
إنِّي كَفَرْتُ بِأُمَّةٍ
تحيا على رَدْفٍ وساقِ
وتَكادُ تَنْسـى ربَّـها
وتَظَلُّ تَحْلِفُ بِالطَّلاقِ
لا خَيـرَ في بَشرٍ رمى
وطَراً على جِيلِ النِّفاقِ
«فالصُّوصُ» يَحكُمُ ناقِماً
ويَشِنُّ مَعركةَ الشِّقاقِ
والصَّالِحونَ تَفَرَّقوا
والُمرجِفونَ على وِفاقِ
لم يبقَ من أوباشِهم
غيـرُ اللُّصوصِ مِنَ «الرِّفاقِ»
-ب-
فالكَرمُ لَمْ يَحْفِلْ بِـهم
أبداً ولا ماءُ السَّواقي
والشامُ ترفضُ ظِلَّهم
وكذا أرى نَخْلَ العراقِ
لا لَنْ يطولَ حِسابُنا
مادامَ فوقَ الأرضِ باقِ
هذا الغَبـيُّ قد ارتضـى
أن يستمرَّ على النِّـزاقِ
سيظلُّ يُصفَعُ صاغِراً
بِقفا الحِذاءِ وبالدُّقاقِ
ويَطيحُ لا أسَفٌ على
حُكْمٍ يُودَّعُ بِالبُصَاقِ
وتكونُ آخرَ فِتْنَةٍ
يرمِي بـها أزْلامُ «قاقِ»