قصيدتان للشاعر السوري فاضل السفّان
الأجير
بَرِمْتُ بِمِحْنةِ البَلَدِ
وسلطةِ حاكمٍ وَلَدِ
يظنُّ سبيلَ سَطْوتهِ
مُشرّعةً إلى الأبدِ
يزجُّ بِنا إلى نَفَرٍ
من الأزلامِ والسَّنَدِ
وهذي لم تكنْ أبداً
تُثيرُ الشّكَّ في خَلَدي
دعاوى الصِّلِّ باطلةٌ
فلا تهتمَّ بالعُهَدِ
ولا تعبأْ بمرتزقٍ
أجيرٍ شُدَّ في وَتَدِ
ودعْ شكواكَ خالصةً
لحكمِ الواحدِ الأحَدِ
يفكُّ إسارنا رَبٌّ
بِلا مَنٍّ ولا قَوَدِ
هو المقصودُ بالنَّجْوى
أوانَ الفرْحِ والنّكَدِ
وداعاً أبا كثيب[1]
رَثيْتُكَ ما مَدَدْتُ يَدي
لِغيرِ الواحدِ الأحدِ
هوَ المقصودُ بالنّجْوى
ومَنْ يُعطي بِلا نَكدِ
وقد يُردي بلا مَنٍّ
سهامَ الكَيْدِ والحَسَدِ
وطيفُكَ لم يغبْ يوماً
وكان الرّفْدَ في عُدَدي
فقدتُكَ صاحباً وأخاً
وربُّ الكونِ مُستندي
يُثيبُكَ جنّةَ المأوى
ويغفرُ زلّةَ الجَسدِ
إلى رمْزِ النّدى نَصْبو
لِمَغْفِرةٍ بِلا نَفَدِ
لِرَوْضِ سَخائهِ جِئنا
وليسَ سِواهُ من مَدَدِ
له أسرارُ ما يُدْنى
من الأموالِ والوَلدِ
لروحِ أبي كثيبٍ قد
سألتُ اللهَ في رَشَدِ
[1]– أبو كثيب: أخي المرحوم نوري السفّان