fbpx

قصيدتان للشاعرة فوزية العكرمي

0 214

لِماذَا تَرَكْت العقَارِبَ تَنْهَشُ أَوردتي؟

أَيْنَ يَداكَ ياابْنَ أُمي؟

قَاحِلٌ هَذا الطّريق

لاَ وَرْدَ فِيهِ نَشُقّ من أَجْلِهِ الأرْحامَ لا بَرِيق

سِوَى صمْتِ أبِيكَ

يُبَعْثِرُ في الفراغِ سُلالتهَ

في الأرْض البوار

وَعَيْنِ أمِّكَ

 تَرانِي

فَتَبْكِيكَ

لَيْتَهَا ضَمّتْنِي

واعتذرت للسّراب

قالت القابلة

إِنّنِي أنقذتُ بذرة الشمس الوحيدة

إِنّك خُنْتَ الضّوْءَ

مَا تحَمَّلْتَ لَدْغَةَ الأشْواقِ تَنْفُثُ فِي لَحْمِكَ الطّرِيِّ خالاتِها وشَاماتِهَا

مَاتَحَمّلْتَ الفَصْلَ الغَامِضَ من أُحْجِيات الوُجُود

لَوْعَةٌ تَجْتاحُ الثَّرَى

أَكُنْتَ مِيلَادًا قَاصِرًا فِي تَجاوِيف العَدَم؟

اَكُنْتَ حُلْمًا ماجِنا فِي اَوْرِدَتِي؟

لَيْتَنِي أَراك

لِأَكُفّ فِي أحْضانِكَ عَن الهذَيان المُمِلّ

لأحيا حياة كاملة لا يُعكّرها الغياب

……………….

أخشى أن يأتِي الشّتاء

ولا تأتِي يداك معه

يداك دِفء المواويل في حناجر الجدّات

تتسرّب الى الأعماق حيث لا قاع يشدّ أزرها

يداك انتفاضة قرًى تعلّم المدن كيف تثور وتغضب دون أن تنجرح ريشة عصفور أضاع عشّه

كيف أصارح جسدي الهزيل الغارق في خريفه

بأنّ يديك على موعد مع الولائم التي تُحفر حول قبرك

 وأنّني مرتهنة لشتاءات ستأتي دون حقائب أو معاطف

أنا يتيمة يا أبي

مذ سلّمتك يديك واستسلمتُ للضياع

يداك

فصل موشوم على زندي

زهور حنّاء تينعُ إذا ما ابتسمت

حقول من الجلّنار

شرفات هاربة الى الشّمس

ضجّة طفلة تغلق جدرانها عن الحكايا لتلهو بانعكاسات ظلّك على ظلّها

كيف أهديتها نجما تلوذ به

وسحبت يديك من آخر أغنية هدهدتها بها

ذات شتاء

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني