تسمية قصر البنات ليست تسمية تاريخية، فهذا القصر، الذي بُني في العصر الأيوبي، تبعاً للفخاريات والخزف المكتشف فيه، يظهر وكأنه بُني في القرن الثاني عشر وربما استمر إلى القرن الثالث عشر ميلادي.
قصر البنات، وربما له تسمية أخرى قديمة هي البيمارستان، يسمى أيضاً قصر العباسيين، وقد بُني على بقايا مدينة الرافقة، التي تشكّل الآن جزءاً من مدينة الرقّة السورية الواقعة في الجزء الأعلى من نهر الفرات في سوريا.
يقع قصر البنات في الجهة الشرقية الجنوبية من الرقة، وهو ضمن أسوارها، ولكن لم يتبق منه سوى أطلاله الضخمة. لقد مرّ “هرتز فيلد” عالم الآثار الألماني بهذا المكان عام 1907، ورسم له مخططاً، وقد تمّ التثبّت من أن هذا القصر لم يسكن بعد العصر الأيوبي، حيث شبّ فيه حريق هائل يعتقد أن المغول هم من يقف خلفه.
يقول مدير آثار ومتاحف الرقة السيد محمد السرحان: “إن أعمال الحفر الأثري المنهجي في هذا الموقع بيّنت أن أساسات قصر البنات التي من الممكن أن تكون أساسات بناء يسمى البيمارستان تعود إلى فترة بناء سور المدينة عام 772م.
ويضيف السرحان: يوجد في القصر بيمارستان ومدرستين للتعليم من أيام نور الدين الزنكي.
لكن إذا عدنا إلى مخطط القصر سنجد مربعاً كبيراً ينقسم إلى أربعة مستطيلات باتجاه شمالي جنوبي، وهذا الموقع يقع عند تقاطع شارعين مشهورين في مدينة الرقة الحالية هما شارع سيف الدولة وشارع 23 شباط.
البناء مبني من الآجر المشوي بأكمله، يوجد في وسطه نافورة ماء، وفتحة لتصريف المياه إلى خارج القصر.
بدأت عمليات تنقيب في القصر المذكور منذ عام 1977م. هذه العمليات استندت إلى دراسات العالم الألماني “هرتز فيلد”، وقد تبيّن أن البناء المذكور يتألف من أربع طبقات نوافذ.
القصر يتألف من باحة تتوسطه وهي باحة مركزية، تطلّ عليها من الجهات الأربع مجموعة من الغرف، أما في الشمال يوجد إيوان، عبارة عن صالة مفتوحة معززة بحجرتين جانبيتين وحجرة خلفية.
الإيوان يطل على باحة ورواقين خاصين به، ولكن له واجهة شمالية وواجهة خاصة مع ثلاثة مداخل.
قصر البنات يسمح بالقول: إن تاريخ الحضارات في سوريا هو تاريخ مستمر رغم مرور الأزمنة.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”