fbpx

قراءة في ملامح التجديد لدى القاصة ﻋﺒﻴﺮ عزاوي

0 67

التضايف السردي الشذري/التضايف السردي الشعري/الميتا سرد/الصمت – الانفعال بوصفه حدثا/الحبكة التأملية

تحديد الجمل الشعرية والجمل الشذرية:

الجمل الشعرية:

“كنت أطارد أنوثة الأشياء أغمسها بحبر دمي، ولكني أعجز أن أعيد فض دهشتها فأكتبها على الورق.”

“في عينيها سر يجعل الشمس تنحرف قليلا عن مسارها كي لا توقظ حلما لا يزال غافياً.”

“في صوتها بحة ناي مصنوع من لوعة.”

“في الصباح وجدت نفسي وحيدا في سرير بارد والنافذة مفتوحة على السماء الساكنة، أغصان الشجرة الضخمة تتلصص علي من شقوق النافذة، سمعت الشجرة تئن بصوت مكتوم تناجي أغصانها.”

“ورغم أن السكون طبع الليل، لكن ليلتي تلك لم تكن ساكنة، فلم تصمت فيها الأصوات، قطرات الندى التي تتحلب من أوراق الأشجار، آهات الطريق وهي تتلقى خطواتي الثقيلة، حتى صوت النمل وهو يرتب مكنونات جحوره.”

“كل صمت العالم والليل والكون تحول إلى ضجيج يملأ رأسي.”

الجمل الشذرية:

“ربما ستصبح بعد الآن شاعرا.. أو ربما مجنونا يجوب الطرقات بحثا عني.”

“أتريد المزيد… فينتفض جسدي مسلوباً مجذوبا باتجاه قطب واحد هو جسدها المسكون بشيطان الرغبة.”

“ستعود إليّ لتشتري ما لا يشترى.”

“ربما أثقلت في السكر والسهر؛ أو ربما كان ذلك تأثير تلك الفتنة العارمة، أو ربما يكون مس أصابني بسبب الكلمات التي همست بها تلك المرأة في أذني.”

“كل شيء يهمس لي: أيها المار من هنا تعال نحدثك!”

“ما أثقل رأسك أيها الغبي.”

الية زرع الجمل الشعرية في النص

الجمل الشعرية:

وصف الشخصيات والأحداث: الجمل الشعرية تُستخدم بشكل رئيسي لوصف الشخصيات والأحداث بإحساس شعري يعمق من البعد العاطفي والرمزي للنص. على سبيل المثال، وصف الشمس التي تنحرف كي لا توقظ الحلم النائم يعكس الطابع الساحر والغامض للشخصية الأنثوية الرئيسية.

إضافة جمالية وتأملية: تضيف هذه الجمل بعداً جمالياً وتأملياً للنص، مما يجعل القارئ يتوقف ليتأمل الصور الشعرية المعبرة، مثل تلك التي تصف بحة صوتها كناي مصنوع من لوعة.

الجمل الشذرية:

تعزيز الحوار الداخلي والخارجي: تُستخدم الجمل الشذرية لتعزيز الحوار الداخلي والخارجي للشخصية الرئيسية، مما يساهم في بناء التوتر والتساؤلات. مثال ذلك الجملة “ربما ستصبح بعد الآن شاعرا.. أو ربما مجنونا يجوب الطرقات بحثا عني.”

تقديم معلومات وحبكة مكثفة: تساهم الجمل الشذرية في تقديم معلومات وحبكة مكثفة دون الحاجة إلى سرد مطول، مما يزيد من إيقاع النص وسرعته، ويخلق تأثيرات مفاجئة وغير متوقعة.

التماسك النصي والأسلوبي والدلالي:

التماسك النصي:

تناغم النص: الجمل الشعرية والشذرية تنسجم مع السرد الرئيسي، مما يجعل النص متماسكاً من حيث البناء والتركيب. الجمل الشعرية تضيف بعداً وصفياً وتأملياً، بينما الجمل الشذرية تضيف بعداً حوارياً وحبكياً.

الربط بين الأجزاء: تساعد هذه الجمل في الربط بين الأجزاء المختلفة من القصة، مما يخلق انتقالات سلسة ومنطقية بين المشاهد والأفكار.

التماسك الأسلوبي:

تنوع الأسلوب: المزج بين الأسلوب الشعري والأسلوب الشذري يضفي تنوعاً أسلوبياً على النص، مما يجعله أكثر جاذبية وإثارة لاهتمام القارئ. الأسلوب الشعري يضفي جمالاً ورمزية، بينما الأسلوب الشذري يضفي واقعية وكثافة.

إيقاع النص: يساهم هذا التنوع في إيقاع النص، حيث تتراوح الفقرات بين التأمل والحدة، مما يحافظ على انتباه القارئ ويعزز من التأثير الكلي للقصة.

التماسك الدلالي:

تعميق المعاني: الجمل الشعرية تعمق المعاني وتضيف طبقات من الدلالات الرمزية والعاطفية، مما يزيد من غنى النص. مثال ذلك الوصف الرمزي للعينين التي تجعل الشمس تنحرف عن مسارها.

توضيح الأفكار والمفاهيم: الجمل الشذرية تساعد في توضيح الأفكار والمفاهيم الرئيسية للقصة بشكل مكثف ومباشر، مما يسهم في إيصال الرسالة بشكل أكثر وضوحاً وقوة.

تمكن الكاتبة من احتضان وزرع الجمل الشعرية والجمل الشذرية في بنية القصة بشكل يعزز من تماسكها النصي والأسلوبي والدلالي. الجمل الشعرية أضافت جمالية ورمزية، بينما الجمل الشذرية أضافت تكثيفاً وحبكة، مما جعل النص أكثر غنى وتعقيداً. هذه المزاوجة بين الأسلوبين أسهمت في خلق نص متكامل يجذب القارئ ويدفعه للتفكير والتأمل في معانيه العميقة.

أين استخدمت الكاتبة تقنية الميتا سرد في هذه القصة؟

الميتا سرد هو أسلوب أدبي يتميز بإشارة القصة إلى ذاتها أو إلى عناصر السرد، مما يجعل القارئ واعيًا بأنه يقرأ عملًا أدبيًا. في قصة “بائعة الصمت”، يمكن العثور على استخدامات لتقنية الميتا سرد في عدة مواقع وأشكال:

1. وعي السارد بنفسه ككاتب

قبل أن أصبح كاتبا، كنت أطارد أنوثة الأشياء أغمسها بحبر دمي، ولكني أعجز أن أعيد فض دهشتها فأكتبها على الورق.

هنا، السارد يعترف بوجوده ككاتب ويتحدث عن تجربته الذاتية في الكتابة، مما يشير إلى الميتا سرد.

2. إشارات إلى عملية الكتابة

حتى جاءت تلك المرأة التقطتني من دوامة حبري الجاف وورقي الأبيض، هتكت غلالة المعاني وكشفت أمام قلمي حجب الكلام.

يشير السارد هنا إلى عملية الكتابة وكيف أن المرأة ألهمته وأعادت له القدرة على الكتابة، مما يعزز وعي القارئ بأنه يقرأ عن عملية الكتابة نفسها.

3. تداخل العالم الواقعي والخيالي

ورغم أن السكون طبع الليل، لكن ليلتي تلك لم تكن ساكنة، فلم تصمت فيها الأصوات، قطرات الندى التي تتحلب من أوراق الأشجار، آهات الطريق وهي تتلقى خطواتي الثقيلة، حتى صوت النمل وهو يرتب مكنونات جحوره؛ كانت كلها تغزو سمعي وتتداخل لتبلغ أعلى رأسي وتستقر فيه ولاتبرح.

هنا، السارد يصف تجربته الحسية بشكل مكثف جدًا، مما يخلق حالة تداخل بين الواقع والخيال، وهو ما يعزز الميتا سرد.

4. الإشارة إلى الفعل السردي بشكل مباشر

قلت لنفسي: “ربما أثقلت في السكر والسهر؛ أو ربما كان ذلك تأثير تلك الفتنة العارمة، أو ربما يكون مس أصابني بسبب الكلمات التي همست بها تلك المرأة في أذني.”

السارد هنا يعترف بتفسيراته الذاتية للأحداث، مما يعزز وعي القارئ بأنه يقرأ عن أفكار ومشاعر السارد نفسه.

5. الحوارات الداخلية والتأملات

كل شيء يهمس لي: “أيها المار من هنا تعال نحدثك!”

هذه الجملة تعكس حوارًا داخليًا وتأمليًا، مما يجعل القارئ مدركًا لتفاعل السارد مع نفسه ومع محيطه السردي.

6. التحليل الذاتي للأحداث

أتكون تعويذة؟ أتكون هي ساحرة أو جنية ما؟!

هذه التأملات الداخلية تعزز فكرة أن السارد يحلل ويعترف بما يحدث له، مما يجعل القارئ واعيًا بأنه يقرأ سردًا يتداخل مع الذاتية والتحليل الشخصي.

7. وصف الأحلام والأوهام

ألقيت برأسي على الوسادة وتهيأت لأغوص في نوم يخلصني من كل تلك الأصوات، غططت في النوم، لابد من ذلك لأن لحظة واحدة مرت قبل أن أثب من فراشي حين وجدت أحلامي تتحدث إليّ، تعاتبني لأنني أنساها فور استيقاظي، ما إن أفتح عيني حتى تتبدد مثل دخان سيجارة.

وصف الأحلام وتفاعل السارد معها يعزز من طابع الميتا سرد، حيث يصبح القارئ مدركًا لتداخل الواقع مع الأحلام والأوهام.

8. تعليق على الكتابة والقراءة

تلقفت قلمي وبدأت أكتب وأكتب حتى اسودت الأوراق أمامي توقف القلم، وأعدت رأسي للوراء قليلا كي أريح رقبتي.

هنا، السارد يصف عملية الكتابة بشكل مباشر، مما يجعل القارئ واعيًا بأنه يقرأ عن تجربة الكتابة نفسها.

الخاتمة

في “بائعة الصمت”، يستخدم القاص تقنية الميتا سرد عبر وعي السارد بصفته كاتبًا، وإشاراته المتكررة إلى عملية الكتابة والتأملات الداخلية والحوارات الذاتية. هذه التقنية تعزز من عمق النص وتجعله يتداخل بين الواقع والخيال، مما يخلق تجربة قراءة مميزة تجعل القارئ واعيًا لطبيعة النص الأدبي بحد ذاته.

تقييم النص من ناحية الحبكة والشخصيات والحدث والدلالة

1. الحبكة

تعقيد الحبكة وتطورها: الحبكة في هذا النص تعتمد على تدفق الوعي والتحليل الذاتي، مما يخلق قصة معقدة تعتمد على مشاعر وأفكار السارد. النص يبدأ بوصف تجربة السارد ككاتب عاجز عن التعبير، ثم يتطور ليصف لقاءه مع امرأة غامضة تفتح أمامه عوالم جديدة من الكتابة والإلهام.

التماسك والتسلسل: على الرغم من الطابع التأملي والداخلي للنص، إلا أن هناك تسلسلًا منطقيًا للأحداث يبدأ من حالة السارد قبل لقاء المرأة، ثم التغييرات التي تحدث في حياته بعد هذا اللقاء، وانتهاءً بتحول تجربته إلى نوع من الهوس والجنون.

التوتر والصراع: هناك توتر داخلي واضح في السرد، يتمثل في صراع السارد مع مشاعره وأفكاره وتأثير المرأة عليه. هذا التوتر يتصاعد مع تقدم القصة، مما يحافظ على اهتمام القارئ.

2. الشخصيات

السارد/الكاتب: هو الشخصية الرئيسية في النص، ويتميز بتعقيد شخصيته وتنوع مشاعره وأفكاره. السارد يظهر كشخص حساس ومتفكر، يعيش صراعًا داخليًا بين رغبته في الكتابة وقدرته على التعبير.

المرأة الغامضة: تلعب دورًا محوريًا في حياة السارد، وتعتبر مصدر الإلهام والتحول في حياته. رغم أنها ليست موصوفة بتفصيل كبير، إلا أن حضورها القوي وتأثيرها على السارد يجعلها شخصية محورية وغامضة.

الأحلام والأصوات: تلعب دورًا كشخصيات مجازية تعكس حالة السارد النفسية والعاطفية، وتساهم في تعميق التحليل الذاتي وتطوير الحبكة.

3. الحدث

الحدث الرئيسي: اللقاء بين السارد والمرأة الغامضة هو الحدث الرئيسي الذي يشكل نقطة التحول في القصة. هذا اللقاء يغير حياة السارد ويعيد له قدرته على الكتابة، ولكنه يدخله أيضًا في حالة من الهوس والجنون.

الأحداث الثانوية: تتضمن تأملات السارد وأحلامه وتفاعلاته مع الأصوات المحيطة به. هذه الأحداث تضيف عمقًا للنص وتساعد في تطوير الشخصية الرئيسية.

النهاية المفتوحة: تنتهي القصة بنوع من النهاية المفتوحة حيث يستمر السارد في البحث عن المرأة والتفاعل مع الأصوات، مما يترك القارئ متسائلًا عن مصير السارد ومستقبله.

4. الدلالة

رمزية المرأة: المرأة الغامضة ترمز إلى الإلهام والتحول الإبداعي، ولكنها تمثل أيضًا الفتنة والجنون. وجودها في النص يعكس الصراع بين الإبداع والهوس.

الكتابة كخلاص وعبء: النص يعكس فكرة أن الكتابة يمكن أن تكون وسيلة للخلاص والتعبير، لكنها يمكن أن تتحول أيضًا إلى عبء نفسي وثقل على الكاتب.

التفاعل مع الواقع والخيال: التداخل بين الواقع والخيال في النص يعكس حالة السارد النفسية ويشير إلى تأثير العوالم الداخلية والخارجية على الفرد.

الصمت والضجيج: النص يلعب على التناقض بين الصمت والضجيج، حيث يتحول الصمت الخارجي إلى ضجيج داخلي في عقل السارد، مما يعكس حالة الاضطراب النفسي والعاطفي.

الخلاصة

النص يتميز بحبكة معقدة تعتمد على التحليل الذاتي والتأمل، وشخصيات غنية بالتعقيد النفسي، وأحداث تتداخل بين الواقع والخيال لتعكس حالة السارد النفسية. الدلالات الرمزية في النص تعزز من عمق الرسالة وتضيف طبقات من المعاني التي تدعو القارئ للتفكير والتأمل. على الرغم من طبيعته التأملية والمجزأة، إلا أن النص يحافظ على تماسكه الداخلي ويقدم تجربة قراءة غنية ومليئة بالتحديات الفكرية.

كيف نفهم تأملات السارد وأحلامه وتفاعلاته مع الأصوات المحيطة به بأنها أحداث؟

تأملات السارد وأحلامه وتفاعلاته مع الأصوات المحيطة به يمكن فهمها كأحداث داخلية ونفسية في القصة. هذه الأحداث تتمثل في:

التأملات الداخلية: هي الأفكار والتفكيرات التي يتبادلها السارد مع نفسه، والتي تعكس حالته النفسية والعواطف التي يعيشها. مثل التأمل في قدرته على الكتابة، أو تأثير المرأة الغامضة على حياته.

الأحلام: هي الصور والمشاهد التي يراها السارد أثناء نومه، والتي قد تكون رمزية وتعبر عن تحولات في شخصيته أو عواطفه المكبوتة.

تفاعلاته مع الأصوات المحيطة: تتضمن كل الأصوات الداخلية والخارجية التي يسمعها السارد وتؤثر على تفكيره ومشاعره. مثل الأصوات الداخلية للأحلام والتأملات، وأيضًا الأصوات الخارجية كالأصوات المحيطة به في الواقع، مثل صوت الشجر والحيوانات والناس.

نوع الأحداث:

هذه الأحداث تعتبر من نوع داخلي ونفسي بشكل رئيسي، حيث تركز على العواطف والتفكيرات الداخلية للسارد. تتنوع هذه الأحداث بين التأملات الفلسفية والنفسية، والأحلام الرمزية التي تعبر عن تحولات في شخصيته، والتفاعلات الداخلية مع الأصوات المحيطة التي تعزز من عمق الشخصية وتفكيره.

الأهمية في القصة:

تلعب هذه الأحداث دورًا هامًا في تطوير الشخصية الرئيسية وفهم عالمه الداخلي، كما تساهم في إثراء الحبكة وتعميق المغزى النفسي والفلسفي للنص. تجعل هذه الأحداث القارئ يعيش مع السارد تجربة فكرية متعددة الأبعاد، تتسم بالتعقيد والغموض والإلهام.

العوالم الممكنة والمواقع السردية لها

في القصة “بائعة الصمت”، يمكن تحديد عدة عوالم ممكنة تتجلى في المواقع السردية المختلفة:

عالم الواقع الظاهري: يتعلق هذا العالم بالمكان الفعلي الذي يعيش فيه السارد، وهو البناء الذي يوصف فيه أحداث القصة بشكل ملموس مثل الغرفة العالية والنافذة السرية.

عالم الأحلام والتأملات الفلسفية: يمثل هذا العالم الداخلي الذي يتسلل إليه السارد خلال تأملاته وأحلامه، حيث يتمكن من استكشاف جوانب عميقة من شخصيته وأفكاره عبر الرمزية والميتا سرد.

عالم الرموز والمعاني الخفية: تظهر هذه العوالم في الاستعارات والمجازات التي يستخدمها السارد ليعبر عن مشاعره وتفكيره بشكل أعمق، مثل رمزية الشجرة وصوتها أو لغة الأحلام التي تكشف عن دلالات مخفية.

عالم الإثارة والخيال: يشمل هذا العالم جوانب الإثارة والتوتر التي قد تظهر في تفاعلات السارد مع الأحداث المحيطة به، والتي تعزز من حبكة القصة وتجعلها أكثر تشويقًا وجذبًا.

المواقع السردية:

البناء السردي الرئيسي: يتواجد في الوصف المباشر للأحداث والأماكن التي يتفاعل فيها السارد مع الشخصيات الأخرى، مثل اللقاء مع بائعة الصمت في غرفتها.

الوصف الرمزي والمجازي: يندمج في الاستعارات والصور الشعرية التي تتواجد في تأملاته وأحلامه، والتي تمنح القصة عمقًا إضافيًا وتفسيرات متعددة.

العوالم الداخلية: يتجلى فيها عالم التأملات الفلسفية والنفسية التي تنطوي على تحليل عميق لحالة السارد وتفاعلاته الداخلية مع العالم المحيط به.

باختصار، هذه القصة تتقاطع بين عوالم متعددة تمنح القارئ تجربة قراءة غنية ومعقدة، حيث يتنقل السارد بين الواقع الظاهري والأحلام والرموز بطريقة تعكس عمق التفكير والتجربة الإنسانية.

سيميائية العنوان

عنوان “بائعة الصمت” يتميز بسيميائيته ودلالته التي تنطوي على عدة جوانب:

السيميائية: تتعلق بالرمزية والدلالات التي يحملها العنوان بمفرده. “بائعة الصمت” ليس مجرد وصف لشخصية أو حدث، بل يحمل معاني عميقة تتعلق بالصمت كمفهوم شامل. الصمت هنا يمكن أن يرمز إلى السكوت، الغموض، الانعزال، أو حتى القدرة على التأمل والانتقال إلى عوالم داخلية.

الدلالة: يشير العنوان إلى جوانب مختلفة يمكن استكشافها في القصة، مثل دور بائعة الصمت كشخصية ممكنة أو رمزية للتواصل عبر الصمت أو التأمل.

نوع العنوان: هنا، العنوان يعد من نوعية العناوين الرمزية أو الاستعارية، حيث يحمل معاني تتجاوز الوصف السطحي للأحداث أو الشخصيات في القصة. يدل العنوان على أن القصة ستتناول مواضيع عميقة ومعقدة تتعامل مع الصمت بمفهومه الواسع.

بالتالي، يمكن فهم “بائعة الصمت” كعنوان يحمل معاني فلسفية ورمزية تعزز من عمق القصة وتعطي للقارئ توجيهات حول ما يمكن توقعه من تجربة قراءة مثيرة للاستكشاف والتأمل.

الصمت بوصفه حدثاً

في سياق القصة الأدبية، يمكن اعتبار الصمت حدثًا بمفرده، ولكنه حدث ذو طبيعة فلسفية أو رمزية بدلاً من حدث يعتمد على الزمن بشكل تقليدي. الصمت هنا يمكن أن يكون رمزًا للانعزال أو التأمل أو الغموض، وهو يعبر عن حالة داخلية أو تجربة روحية داخل النص الأدبي.

بالنسبة لزمن الصمت في القصة، فهو غالبًا ما يكون موجودًا على مدار القصة بشكل متنوع. قد يتمثل في لحظات السكوت بين الشخصيات، أو في الانتقالات بين الأحداث، أو حتى كونه جزءًا من التأملات الداخلية للشخصيات. الصمت في هذا السياق يساهم في بناء الجو النفسي والتوترات الداخلية ويعزز من عمق النص وتعقيده.

لذا، يمكن اعتبار الصمت حدثًا متعدد الأوجه في القصة، حيث يشكل عنصرًا مهمًا من عناصر التواصل والتفاعل الداخلي بين الشخصيات وبين السارد والقارئ.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني