في مواجهة التطبيع
في تصريحٍ خص به نينار برس قال السيد مروان الأطرش رئيس الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية:
نرفض التطبيع لأننا نرفض وأد الثورة وحقنا في الحرية والكرامة.
نرفضه وفاءً لدماء شهدائنا وتضحيات أبناء الوطن.
نرفضه لأنه يساوي بين الجلاد والضحية.
مبادرة التطبيع مخرج تبرر فيه الكثير من الدول إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع النظام الأسدي ضمن مشروع تهدئة بشقين:
– الأول يخص الدول المهيمنة في سورية، إيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، التي تؤجّل عمليا أي حلٍ، محتفظة بما كسبته، متفادية صراعات بينية لا منتصر فيها بينهم، وتكاليف باهظة مادياً وبشرياً، إضافة إلى انشغالهم بأزماتهم الداخلية السياسية والاقتصادية.
ويضيف الأطرش: لابد لنا هنا من التركيز على تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في التوازن العالمي، والخوف الحقيقي من انزلاقها نحو الأسوأ، في مواجهة أمريكا والغرب من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، ما أسهم أيضا في إرجاع الاهتمام بالمأساة السورية إلى الخلف.
– الثاني هي بعض الدول العربية والإقليمية التي ترى في التهدئة عاملاً حاسماً في استقرارها المحلي والإقليمي وتطور مشاريعها الاقتصادية والتنموية، تهدئة تشمل كل دول المنطقة بما في ذلك إسرائيل.
أصبحت ثورتنا يتيمة الأب والأم والإخوة في الدين والعروبة والإنسانية، يتآكل نسيجها الأهلي، وتزداد محاولات تمزيقها جغرافياً عبر طروحات الإدارات الذاتية الكاذبة، وتعيش عملياً حالة انهيار الدولة، كما غابت ولا تزال قوى وطنية متماسكة ملتزمة ومنسجمة ومنظمة تدافع عن حقوقها.
لن يكتب لهذه المبادرات النجاح مع نظام لا يملك من أموره شيئاً، ويقوم بتنفيذ ما تمليه عليه الدول الأجنبية، وفي مقدمتهم إيران وروسيا.
هذه العملية انعكاس لغياب حلٍ أو مشروع. يُراد منها تجميد الأوضاع والهروب إلى الأمام، وتأجيل أي صدام يؤدي إلى ورطات يريدون الآن تفاديها. نظراً لانشغالهم بأوضاعهم الداخلية وأزماتهم الاقتصادية ومشاريعهم المستقبلية، إفشالها سيمنحنا خطوات متقدمة نحو الأمام، ويجبرهم على التعامل مع حقوق شعبنا، كما أن مراهنتهم مقامرة خاسرة مع/على نظام لا مستقبل له، ولا قدرة لديه في غياب دعمهم.
ندعو هنا كل أبناء الوطن الشرفاء للعمل على بناء تحالفات حقيقية منسجمة ملتزمة ومنظمة، تعمل على الأرض بين الناس ومعهم، وتواجه هذه المخططات.