fbpx

في شهر رمضان المبارك..
دمشق بلا كهرباء وريفها بلا مياه ومسؤولوها لا حلول لديهم!!

0 320

لطالما كان شهر رمضان المبارك شهر الخير والبركة على سائر الأمة الإسلامية، نظراً لما له من قدسية وروحانية، لربما تشعر بها سائر الطوائف وليس المسلمين فحسب، فترى الشوارع مزينة بالأضواء وممتلئة بالمارة خاصة بعد الإفطار حتى الفجر، ولطالما كان لدمشق نكهة خاصة في رمضان اكتسبتها منذ فترة الحكم العثماني كموائد الرحمن التي كانت تتوفر بكثرة في أحياء دمشق وخاصة في التكيات، والطقوس الدينية في الشوارع كالمولويات وغيرها الكثير، لم تعرف دمشق الجوع والعوز والذل كما عرفته الآن في ظل حكم آل الأسد فاكتست الشوارع بالحزن وأطفأت الأضواء وقطعت الزينة واختفت الفوانيس للحد الذي تعتقد فيه عند نزولك مساء أن دمشق خالية من السكان شوارع خالية ومظلمة تشبه إلى حد كبير المقابر، ولقد أجمع أهل دمشق أن هذا وللأسف الشديد أصعب شهر رمضان يمر عليهم منذ ولادتهم، فالفقر والغلاء الذي اكتووا بناره إضافة لانعدام فرص العمل وانهيار رواتبهم، فاقمت من مأساة المواطنين وزادت أوجاعهم
إضافة إلى ذلك شهد هذا الشهر أسوأ واقع كهرباء منذ بداية الحرب، فطوال سني الحرب كان واقع الكهرباء سيئاً لكن الحكومة كانت تعمد إلى إصلاحه في شهر رمضان بالذات لإرضاء الناس، كي لا ترتفع أصواتهم بالشكوى، ونظراً لأهميتها في حياة الناس خلال الشهر الكريم، والغريب أن وزير الكهرباء قد خرج قبل بداية شهر رمضان مطالباً المواطنين بالصبر على واقع الكهرباء الذي كان قبل الشهر الكريم قد وعد بتحسن كبير في الكهرباء وأنه سيقوم بإلغاء التقنين الليلي، ولكن مع بدء شهر رمضان زاد الواقع سوءاً ففي دمشق اعتمد التقنين 3 ساعات قطع مع 3 ساعات تغذية في مركز المدينة أما في الأرياف القريبة فقد أصبح 4 ساعات قطع مقابل ساعتين تغذية أما المناطق التي فرضت قوات الأسد سيطرتها عليها بعد المصالحات بعضها يستمر القطع فيها إلى حوالي 10 ساعات مقابل ساعة تغذية فقط، وبعض المناطق كمخيم اليرموك وبيت سحم ويلدا وببيلا لا توجد تغذية كهربائية فيها منذ أكثر من شهر، أما الغوطة الشرقية فقد اعتمد فيها نظام الأمبير وهو شراء كميتك من الكهرباء على حسب استطاعتك المادية وهو ما عجز عنه معظم سكان تلك المناطق نظراً لسوء أحوالهم المادية ما اضطرهم إلى العودة إلى مدنهم وقراهم المدمرة، ولقد قامت نينار برس بالحديث إلى بعض المواطنين لسماع أرائهم حول واقع الكهرباء فأخبرتنا السيدة (م.أ): أنها تجاهد يومياً من أجل الحصول على وجبة الإفطار نظراً لارتفاع الأسعار، وأنها تجهز وجبتها لتكفيها ليومين لكنها لا تصمد أكثر من يوم نظراً لتوقف معظم البرادات المنزلية عن العمل بسبب القطع الطويل للكهرباء والحر الشديد وأنها تتمنى أن تشرب كوب ماء بارد الذي أضحى حلماً لكثير من المواطنين.
وما زاد الطين بلة أن انقطاع التغذية الكهربائية أوقف ضخ المياه عن الكثير من المناطق فأصبح واقع المياه سيئاً أيضاً، ويلجأ الكثير من المواطنين إلى شراء المياه من (الصهاريج) بسعر ألف ليرة سورية لكل مئة ليتر/ والملفت أن هذه التجارة – بيع المياه – تابعة للمسؤولين وخاصة الضباط الذين يأخذ كل منهم منطقة محددة، وأكثر ما يثير السخرية ويوجع القلب في آن معاً أن أكثر المناطق المتضررة هي وادي بردى أي من يملكون المياه، وقد ارتفعت أصوات أهله متسائلة كيف تسبح قرانا على أنهار من المياه ونحن لا نملك نقطة ماء واحدة في بيوتنا.
وقد خرج مدير كهرباء ريف دمشق على إحدى الإذاعات السورية، محدثاً الناس بلهجة استعلاء وفوقية ومستغرباً من كل هذه الضجة والأصوات العالية على واقع الكهرباء متذرعاً بالحصار وقلة الموارد مطالباً إياهم بالصبر، لا أدري عن أي صبر أو تحمل يتحدث؟ ألم ينته مخزون الشعب من الصبر بعد، ألم تمتصه كل تلك السنين العجاف من الحرب والفساد ألم يدرك المسؤولون السوريون وعلى رأسهم بشار الأسد أن المواطن قد وصل إلى حد الانفجار ولم يعد في جعبته أي حلول، ألا يدركون أن حياة المواطن أهم من مناصبهم؟ ألم يعلم بشار الأسد أن كرسي الحكم الذي أحرق سوريا والسوريين لأجله ليس منصباً فخرياً؟ ألم يخبره أحد من حاشيته أن حياة المواطنين ومتطلباتهم هم مسؤولية من يجلس على ذلك الكرسي؟ ألا يدرك وهو يروج لمسرحية الانتخابات أنه يجب أن يشبع السوريين وينير مدنهم قبل أن يطلب أصواتهم؟ إلى متى سيبقى المواطن مهشماً إلى تلك الدرجة؟ ألا يستحق السوريين بعد كل تلك المعاناة والمصائب التي وقعت على رؤوسهم أن يرتاحوا ويكملوا حياتهم بهدوء دون أي منغصات أمنية أو حياتية؟ لكن للأسف الجميع يدرك أنه لا حياة كريمة بوجود الأسد ونظامه لكن لا أحد يحرك ساكناً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن ومواطنين.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني