في رمضان اغتيال اثنين من قادة المصالحات في درعا
تستمر حالة الفوضى والفلتان الأمني التي تشهدها محافظة درعا ما بين خطف واغتيال وقتل واعتقال، عشرات الولاءات والتبعيات التي تنتشر في عموم أرجاء المحافظة أثقلت كاهلها في أزمات أمنية تجاوزت الأزمة الاقتصادية التي جعلت المواطنين في المحافظة يتكلمون مع أنفسهم لتتوزع نظرات الأهالي في المحافظة يساراً ويميناً خوفاً من عملية اغتيال تطالهم عمداً أو خطأً.
مقتل اثنين من قادة المصالحات في درعا:
شهدت محافظة درعا الواقعة جنوب سوريا على الحدود مع المملكة الأردنية الهاشمية عدة محاولات اغتيالات لقيادات سابقة في الجيش الحر عقدوا اتفاق التسوية وانخرطوا في صفوف قوات النظام والميليشيات المساندة له.
لعل أبرزهم هو ياسين العبود أحد قياديي فرقة فلوجة حوران سابقاً والملقب بـ “النسر” حيث وقع “النسر” على اتفاق المصالحة ومن ثم تطوع في صفوف ما يعرف بالفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري بشار، وبموجب انضمامه للفرقة الرابعة وعلى اعتباره قائداً سابقاً في الجيش الحر قام بتشكيل مجموعة تتبع له من بلدة النعيمة مسقط رأسه، ليتم في الخامس عشر من نيسان/أبريل الجاري اغتياله من قبل مجهولين على دراجة نارية على الطريق الواصل بين بلدتي أم المآذن والنعيمة شرق المحافظة، فيما لم تقم أي جهة حتى الآن بتبني العملية.
وفي تاريخ السادس عشر من نيسان أي في اليوم التالي لاغتيال العبود جرت عملية اغتيال في بلدة صيدا شرق النعيمة لأحد قادة المصالحات، المترأس لمجموعة الأمن العسكري في بلدة صيدا “أيوب الشعابين” عبر زرع عبوة ناسفة في سيارته لتتم وفاته على الفور جراء الانفجار حيث شغل الشعابين منصب قيادي سابق في الجيش الحر في بلدة صيدا وتحديداً في لواء محمد بن عبد الله التابع لجيش اليرموك وبعد عملية المصالحة عاد من الأردن ليشكل ميليشيا محلية مدعومة من الأمن العسكري في بلدة صيدا.
نشطاء محليون أكدوا لنينار برس تورط الشعابين مع حزب الله اللبناني في أعمال مشبوهة من الإتجار بالسلاح والمخدرات والتجنيد لصالح حزب الله اللبناني بالتعاون مع المدعو عارف الجهماني أبو عزيز المنحدر من بلدة صيدا شرق درعا أيضاً.
إثر عملية اغتيال القياديين المصالحين في صفوف قوات النظام قامت مجموعة تتبع للمخابرات العسكرية السورية من المتطوعين الخاضعين للمصالحات بقتل كل من المدعوين “عوض وإبراهيم البيدر” المتهمين بانتمائهما لتنظيم داعش الارهابي حيث جرت عملية الاغتيال بالقرب من بلدة المسيفرة غرب درعا في العشرين من نيسان الحالي وأعلن منفذو الاغتيال أن هذه العملية جاءت ثأراً للعبود والشعابين الذين قام باغتيالهما البيدر.
وفي ذات السياق تناول نشطاء معلومات تفيد بأن البيدر عمل كقيادي لتنظيم داعش الإرهابي خلفاً للمدعو طاهر المصري الذي تم قتله على أيدي المخابرات العسكرية أيضاً العام الماضي وأنه يختبئ بالقرب من بلدة المتاعية على الحدود السورية الأردنية.
من جانب الآخر نفى أهالي البيدر أية علاقة لهما بمقتل العبود والشعابين وأنهم سيردون بالقوة ويأخذون بالثأر ما لم يتم تبيان الحقائق في قضية مقتل كل من عوض وإبراهيم وحملت عشيرة البيدر التي تنحدر من المدالجة المسؤولية لأفراد من عائلة الشعابين وطلبت الدم منهم.
خاصة وأن عملية الاغتيال تبعها أهازيج وإطلاق نار في بلدة صيدا من قبل مجموعة الشعابين احتفالاً بأخذهم الثأر من قاتلي قائدهم وابن عمومتهم ما أثار حنق أهالي المقتولين من عائلة البيدر أيضاً.
وصولاً لغرب درعا، مصادر مطلعة لـ نينار برس ذكرت أنه جرت عدة عمليات اغتيال وكمائن عسكرية غرب محافظة درعا ومنها:
• استهداف سيارة عسكرية لقوات النظام في مدينة نوى ما أدى لمقتل مساعدين في الأمن العسكري وهما “وسيم ناعم وصخر سليمان”.
• جرى استهداف سيارة عسكرية تتبع لفرع أمن الدولة على طريق جاسم/نوى ما أدى لإصابة جميع من بداخلها بجروح متفاوتة، دون وردود أنباء عن مقتل أحد.
• استهداف ضابط وعنصر من المخابرات الجوية بتاريخ الثاني والعشرين من أبريل الجاري على أطراف مدينة داعل في ريف درعا الأوسط، ما أدى لإصابتهما بجروح متفاوتة نُقلا على إثرها للمشفى الوطني في درعا ولاحقاً تبين مقتل الملازم مصطفى عبد الحكيم من حي جب الجندلي في محافظة حمص.
برأيك هل يمكن أن يتوقف سيناريو الاغتيالات في محافظة درعا؟ وكيف السبيل لذلك؟