fbpx

فيروس كورونا يضرب دمشق ومشافي دمشق تعاني مجدداً

0 279

مع دخول فصل الشتاء والانخفاض الكبير في درجات الحرارة فإن المرافق الطبيعي له هو الأمراض وخاصة الإنفلونزا والتهابات البلعوم وغيرها من أمرض الجهاز التنفسي ذات التأثير المزعج والذي من الممكن أن يتحول إلى خطر حقيقي، لكن ترافق دخوله هذا العام مع فايروس كورونا الخطير الذي يعجز إلى الآن الأطباء والعلماء على حد سواء على معرفة ماهيته الحقيقة أو حتى كيفية مكافحته فبعد أن تفاءلت منظمة الصحة بأن ارتفاع درجات الحرارة قد يخفف من أثره إلى أننا شهدنا ذروة كبيرة له في منتصف الصيف انحسرت قليلاً مع بداية الخريف ثم عاد أكثر فتكاً وخطراً مع بداية الشتاء، والملفت أنه مع الانتشار الكبير للفايروس الذي تسبب في إصابة عشرات الملايين ووفاة الملايين حول العالم إلا أن قوته وشراسته ازدادت فنلاحظ ارتفاع نسبة الوفيات في الفترة الأخيرة، والملفت أنه بعد أن كان يشكل خطراً كبيراً على المرضى وعلى كبار السن، أضحى خطراً على الشباب أيضاً وحتى على الرياضيين والأطفال، ولذلك لجأت الكثير من الدول إلى الإغلاق الجزئي وفرض حظر التجول الليلي لمنع تجمعات الناس وأغلقت الأماكن العامة بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي ودور السينما، وفي سوريا كان الحال كبقية أنحاء العالم من حيث المرض فقط، أما إجراءات الوقاية أو التصدي فكانت تحت الصفر ما أدى إلى فشل ذريع، إذ يقدر عدد المصابين بحدود النصف مليون والوفيات بالمئات وممكن الآلاف ولكن الحكومة تتكتم عن الأرقام الحقيقية، ومع بدء الموجة الثانية أعلنت وزارة الصحة عن بدء إنشاء مشفى للطوارئ في مدينة الفيحاء الرياضية لاستيعاب الحالات المصابة، وبالحديث عن المشافي ذكرت منظمة الصحة السورية أن وضع المشافي السورية مؤسف ويرثى له وأنها تفتقد للأساسيات والتي منها الكانيولا التي تستعمل لفتح الأوردة وحتى التجهيزات الإسعافية الأولية ونقص في الأدوية المركزية بل إن بعض المشافي تطلب من ذوي المرضى إحضار المواد اللازمة لإسعاف مريضهم، وفي مطلع شهر تشرين الثاني أعلن مصدر في وزارة الصحة أننا دخلنا في الموجة الثانية من الوباء الذي على ما يبدو أنه أشد خطراً وفتكاً من الموجة الأولى، وأوضح أحد العاملين بمشفى ابن النفيس أنه ازداد عدد المصابين الذين يراجعون قسم الإسعاف وأن غرف العناية المركزة بالمشفى ممتلئة بالمرضى وقد أصبحت مخصصة لمرضى الكورونا فقط.

أما الدكتور نبوغ العوا وهو عضو الفريق الاستشاري لمواجهة الكورونا فقد صرح أن الأمور لا تدعو إلى الطمأنينة والجائحة عالمية وأنه ليس لدينا القدرة إلى الوصول إلى أعداد صحيحة للمصابين بسبب رفض وزارة الصحة إجراء مسحات عامة وأنه متأكد من أن الأعداد الحقيقة أضعاف ما يتم تداوله في الإعلام، يذكر أن وزارة الصحة أعلنت أن أعداد المصابين 8000 توفي منهم 500 شخص وأن أعراض المرض قد اختلفت وأن الناقل الأكبر للفايروس الآن هو المدارس لأن التلاميذ ينقلون الفيروس لبعضهم بعضاً ومن ثم يقومون بنقله لعائلاتهم.

وناشد الدكتور نبوغ أكثر من مرة بتعطيل المدارس لأنها الناقل الأكبر إلا أنه تعرض لانتقاد من وزير التربية الذي يصر على تكملة سير العملية التعليمية ويرى أن الأطفال أكثر حرصاً على أنفسهم من الكبار وأوضح الدكتور نبوغ أنهم لا يقومون بحجز المريض في المشفى إلا إذا وصل الفيروس للرئة وأصبح المريض بحاجة أكسجين، ومنذ أسبوع صرح وزير الصحة أن الإصابات بازدياد مستمر وأنهم لن يتخذوا أي قرارات بفرض حظر جزئي أو كلي متحججاً بأنه لا فائدة منه بل وسيضر كثيراً بالاقتصاد المنهار أساساً وأنهم سيفعلون ما بوسعهم لمحاصرة المرض، مناشداً المواطنين الالتزام بالكمامة والتباعد المكاني وقواعد الوقاية والحماية، وبعد أيام قليلة فقط أصدر الوزير قراراً بإيقاف العمليات الباردة أي غير الإسعافية في جميع المشافي والانتقال إلى خطة الطوارئ واستدعاء الكوادر الطبية كافة وتشغيل المشافي بالطاقة القصوى وخلال أسبوع فقط نعت نقابة الأطباء عشرة أطباء توفوا نتيجة الكورونا وكان آخرهم طبيب مختص بالأمراض التنفسية وقد عادت النداءات بتوفير منافس جديدة نتيجة إشغالها جميعاً من المرضى، كما  توجه رئيس مشفى أمية لمناشدة الناس، لأنه سئم من مناشدته للحكومة التي لم تسمع نداءه أو تعره أي اهتمام وصرح بأنه هناك موجة كورونية قوية تضرب مناطق بأكملها وناشد المواطنين باتباع أساليب الحماية والوقاية.

أما المواطن السوري فيبدو الأقل قلقاً من الفايروس فقد أنهك جسده فايروس الحرب والفقر والجوع والذل واخترقت جسده سهام البرد والعجز فيقول لنفسه إن الضرب لا يؤثر بالميت وكذلك الفيروس فللأسف همومنا أكبر وأعمق بل وحتى الموت من الفايروس هو نجاة من هذه الحياة ومن هذا الوطن.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني