fbpx

فشل الأمم المتحدة في الاستجابة لضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا

1 150

أصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” يوم الأربعاء 15 شباط 2023، تقرير خاص حول الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا وجنوب تركيا فجر الإثنين 6 شباط 2023، مشيرةً إلى أنه يجب فتح تحقيق في تأخر دخول المساعدات الأممية والدولية لأيام وتحمل المسؤولية في وفاة مزيد من السوريين.

حصيلة الضحايا بسبب الزلزال وتأخر المساعدات الأممية والدولية:

وثق التقرير منذ 6 شباط حتى 14 شباط 2023، وفاة 6319سورياً بسبب الزلزال وتأخر المساعدات الأممية والدولية، مؤكداً أن ما تم توثيقه يمثل الحد الأدنى الذي استطاع التقرير توثيقه، وما زالت حصيلة الضحايا في ارتفاع يومي.

 وتتوزع حصيلة الضحايا بحسب التقرير إلى 2157 ضحية توفوا في المناطق خارج سيطرة النظام السوري في شمال غرب سوريا، و321 ضحية توفوا في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، و3841 لاجئاً سورياً توفوا داخل الأراضي التركية.

وعرض التقرير رسوماً بيانية تظهر توزع حصيلة الضحايا بحسب المناطق التي توفوا فيها ضمن المحافظات السورية.

حصيلة الضحايا في مناطق سيطرة الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام:

سجل التقرير وفاة2157 شخصاً في مناطق شمال غرب سوريا، حيث بلغ عدد الوفيات في ريف إدلب 1283 حالة، وفي ريف حلب 874 حالة توزعوا بحسب المدن والبلدات وما حولها.

حصيلة الضحايا في مناطق سيطرة النظام السوري:

سجل التقرير وفاة321شخصاً في المدن السورية الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، حيث تم تسجيل وفاة 246ضحية في محافظة اللاذقية جلهم قضوا في جبلة، و41 ضحية في مدينة حلب، و32 ضحية في حماه، وضحيتين في حرستا بريف دمشق.

حصيلة الضحايا داخل الأراضي التركية:

سجل التقرير وفاة3841 لاجئاً سورياً توفوا داخل الأراضي التركية، توزعوا بحسب المحافظات التي ينتمون إليها، وليس بحسب المناطق التي ماتوا فيها داخل تركيا على النحو التالي:

مناطق شمال غرب سوريا الأكثر تأثرا بالزلزال:

أوضح التقرير بأن منطقة شمال غرب سوريا كانت الأكثر تأثراً بالزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في 6/ شباط/ 2023 وبلغت شدته 7.7 على مقياس رختر، وأرجع التقرير السبب إلى أن المنطقة تعاني من اكتظاظ سكاني كبير بسبب أعداد المشردين قسرياً الذين هجروا من مناطق أخرى بسبب رئيس هو الانتهاكات التي مارسها النظام السوري بحقهم، ولم يتوقف القصف عن ملاحقتهم، بل طال حتى المخيمات التي نزحوا إليها.

ووفقاً للتقرير فإن هذا الاكتظاظ السكاني واستهداف البنية التحتية والمراكز الحيوية على مدى سنوات من قبل النظام السوري وحليفه الروسي، جميع ذلك كان سبباً في أن يكون وقع الزلزال في هذه المنطقة أكبر وأكثر مأساوية.

فشل آليات الإنقاذ الرئيسة التابعة للأمم المتحدة في الاستجابة لضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا:

استعرض التقرير آليات الإنقاذ الرئيسة التابعة للأمم المتحدة، وهي فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC)، المجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ (INSARAG)، صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ (CERF)، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة (ERC)، المنظمة الدولية للهجرة (IOM).

أوضح التقرير أن آليات الإنقاذ فشلت في الاستجابة لضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا، وطالبها جميعاً بمعرفة وكشف الأسباب التي منعتها وأخرتها عن الدخول لأيام؛ مما تسبب في إزهاق مزيد من الأرواح.

 ويعتقد التقرير أن هناك عوامل لم يتم الكشف عنها وبحاجة لمزيد من التحقيق للكشف عن السبب في هذا التأخير القاتل، لافتاً إلى أن الساعات ال 12 إلى 24 الأولى في الاستجابة للزلازل هي ساعات مصيرية، ووصول المساعدات بعد أربعة أيام يعبر عن استهتار بحياة العالقين تحت الأنقاض، ويرسل رسالة سلبية إلى أقرباء هؤلاء مفادها التخلي عنهم.

كما تساءل التقرير عن سبب عدم إعلان الأمم المتحدة نداء استغاثة لمنطقة شمال غرب سوريا على غرار المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، والذي بناءً عليه بدأت المساعدات تتدفق إلى المناطق التي يسيطر عليها، مشيراً الى أن النظام السوري هو الأسوأ في عمليات نهب المساعدات الأممية بنسبة قد تصل إلى 90٪ من إجمالي المساعدات.

تأخر وصول المساعدات الإنسانية الأممية والدولية تسبب في وفاة مزيد من السوريين:

أكد التقرير أن تأخر وصول المساعدات الأممية إلى شمال غرب سوريا، وترك المنظمات المدنية المحلية تواجهُ بمفردها أهوالَ الزلزال ومخلفاتهِ، تسبب في زيادة عدد الضحايا الذين ماتوا تحت الأنقاض. كما أن استجابة الأمم المتحدة لم تكن بشكل يتناسبُ مع هولِ الزلزال في شمال غرب سوريا؛ وتم تأخيرُ تفعيلِ بعض آليات الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث فيما لم تفعل آليات أخرى مثل إطلاقِ نداءات لحشد الجهود والفرق من كافة دول العالم.

وقال التقرير إن اعتماد الدول المانحة على آليات الأمم المتحدة بشكل شبه كامل مع علمها ببطء وبيروقراطية الأمم المتحدة يجعل هذه الدول تتحمل مسؤولية في تأخير المساعدات الإنسانية.

أبرز التوصيات إلى الأمم المتحدة والدول المانحة:

أوصى التقرير الأمم المتحدة بفتح تحقيق داخلي يوضح سبب تأخر وصول المساعدات إلى شمال غرب سوريا. وقال بضرورة إرسال فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC) إلى المنطقة في أسرع وقت من أجل إنقاذ ما يمكنُ إنقاذه، وتحريك المجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ للاستجابة للتحديات التي فرضها الزلزال على أهالي منطقة شمال غرب سوريا.

وطالب التقرير بتأسيس منصة دعم دولية تتولى عمليات تنسيق المساعدات في شمال غرب سوريا، وتكون بمثابة خيار إضافي إلى جانب الأمم المتحدة. إلى غير ذلك من توصيات إضافية.

1 تعليق
  1. […] التقرير إلى أن الحاجة الماسة لتسجيل الأعداد الهائلة من السوريين الذين ماتوا بسبب الزلزال، واحتمالية أن يكون تأخر المساعدات الإنسانية قد ساهم […]

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني