fbpx

عضوة المكتب السياسي في تنظيم “الحركة الوطنية السورية” فتون خربوطلي لـ نينار برس: مؤتمر الحوار الوطني ضرورة لبناء الثقة بين السوريين دون هواجس ومخاوف

0 31

سورية تُطلُّ من شرفة سقوط نظام الإبادة والفساد الأسدي على أفق مستقبل لا يزال غير واضح المسار بصورة نهائية.
“نينار برس” التقت بالسيدة فتون خربوطلي، وطرحت عليها بعض الأسئلة، فكان هذا الحوار.

السؤال الأول:
لا يزال أفق العملية السياسية في سورية غير واضح المسار والاتجاه. فبدلاً من مؤتمر وطني جامع، دعت القيادة السياسية الجديدة إلى مؤتمر حوار وطني. وهناك فرق بين المؤتمرين.
كيف ينظر تنظيم الحركة الوطنية السورية إلى مؤتمر الحوار الوطني؟ وهل تتوقعون منه أن يكون مرجعية للقيادة السياسية الجديدة فيما يخص المرحلة الانتقالية ومتطلباتها، أم سيكون مجرد مؤتمر توصيات؟

الحوار الوطني يفرز ممثلين للشعب
تجيب عضوة المكتب السياسي في تنظيم الحركة الوطنية السورية على سؤالنا الأول:
يجب أن يكون مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت إليه الحكومة المؤقتة مؤتمراً جامعاً لجميع أطياف الشعب السوري: السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، للتحاور والمناقشة للوصول إلى تعارف السوريين على بعضهم دون هواجس أو مخاوف، وبناء الثقة وإشاعة الحرية بينهم، التي عمل النظام البائد على هدمها. فلكل مواطن الحق في طرح ما يراه مناسباً دون خوف.

وتضيف السيدة خربوطلي:
من خلال الحوارات، يمكن أن تتشكّل نواة لبناء لاحقاً أحزاب أو تيارات سياسية تكون الطريق إلى الديمقراطية. كما ستفرز تلك الحوارات شخصياتٍ وقادة هم من سيكون لهم أفضلية تمثيل مجتمعاتهم. وسينتج عن الحوار رؤية لمستقبل سوريا الجديدة، سواء بتحديد شكل وطبيعة النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وترى خربوطلي أن:
أهم منجزات مؤتمر الحوار الوطني يجب أن تكون “سوريا لكل السوريين”، وبناء دولة تكفل الحرية والكرامة للمواطنين تحت سيادة القانون على الجميع، للوصول إلى التحول الديمقراطي في سورية المستقبل. وهو غالباً مؤتمر توصيات وخريطة طريق لتعمل عليها الحكومة الانتقالية للوصول إلى سورية التي قامت الثورة من أجلها. وقد يخرج عنه إقرار لإعلان دستوري وهيئة لصياغة الدستور.

السؤال الثاني:
لا تزال القيادة السياسية الجديدة تحاول إغلاق ملفات مثل العدالة الانتقالية، والحكومة الانتقالية، والإعلان الدستوري بعيداً عن المشاركة السياسية مع الأحزاب والتيارات السياسية التي نشأت في فترة الثورة. كيف يقرأ تنظيم الحركة الوطنية السورية ما يجري من خطوات وقرارات تتخذها هذه القيادة؟ هل يمكننا القول إن القيادة السياسية لا تثق سياسياً بغير إطارها التنظيمي (هيئة تحرير الشام)؟

ننتظر الوصول إلى حكومة انتقالية
في إجابتها على سؤالنا الثاني، تقول السيدة خربوطلي:
إن المرحلة الحالية تحتاج إلى من يقود البلاد إلى مرحلة الأمان، وهذا يحتاج إلى اتخاذ قرارات مؤقتة تتماشى مع هذه المرحلة لقيادة سورية إلى الاستقرار، حتى انعقاد مؤتمر الحوار الوطني وسن قوانين جديدة.

أما عن التعيينات الحالية، فلا مشكلة في تعيين ذوي الكفاءة والولاء في المرحلة الحالية للوصول إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والوصول إلى حكومة انتقالية يكون فيها الشخص المناسب في المكان المناسب، وتمثل كافة أطياف الشعب السوري.

السؤال الثالث:
المرأة السورية شاركت بفعالية في كل مراحل الثورة السورية، ومع ذلك لم تمنحها الثورة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كيف يقرأ تنظيم الحركة الوطنية السورية وضع المرأة السورية قبل وبعد انتصار الثورة السورية؟

وضع المرأة في الثورة وقبلها
تقول السيدة فتون خربوطلي في إجابتها على سؤالنا الثالث:
عانت المرأة السورية في فترة الثورة كثيراً، فقد تحملت أعباءً كثيرة اقتصادية واجتماعية وسياسية. حيث اضطرت إلى تحمّل مسؤولية الأسرة في ظلّ غياب رب الأسرة بسبب الاعتقال أو السفر أو الاستشهاد، أو أنه أصبح من المفقودين قسرياً. فكانت المرأة هي المعيل للأسرة والمسؤولة عن تربية الأولاد وحمايتهم. كما عملت المرأة المثقفة وحاملة الشهادات الجامعية بوظائف لا تتناسب مع تحصيلها العلمي في الدول التي نزحت إليها. موضحة: هناك من تمّ تزويجهن في أعمار صغيرة فقط للهروب من الفقر والموت.

وتضيف خربوطلي:
من ناحية أخرى، استطاعت الكثيرات من النساء السوريات ومن شرائح المجتمع السوري كافة أن يمارسن العمل الثوري سواءً عن طريق التطوع، أو عن طريق العمل الإغاثي والطبي، وذلك بعد أن كانت المنظومة الشعبية تحكمهن باسم العادات والتقاليد مرةً وباسم الدين مرة أخرى.
لقد حملت النساء السوريات إلى جانب الرجال راية الثورة، فتمّ اعتقالهنّ وتعذيبهنّ، وأنا ممن تمّ اعتقالهن من قبل السلطات الأسدية، ولكنهنّ لم يتراجعن عن التطلع للحرية منذ بدء انطلاق الثورة.
لقد استطاعت التغيّرات هذه أن تدفع المرأة السورية خطوات نحو التحرر والمساواة، ولكنها أيضاً سلبتها الكثير. وكلُّ ذلك يجب أن يشكّل لها دافعاً حقيقياً لتحدّد منطلقاتها الجديدة التي ستثبت فيها مكانها ومكانتها في هذا العالم، بوصفها امرأة تشكّل نصف المجتمع، وبوصفها إنساناً له من الحقوق ما يجب أن يصان ويحفظ.

السؤال الرابع:
كل الأحزاب السياسية تسعى لتكون قاعدة جمهورها من النساء واسعة.
ما خطط تنظيم الحركة الوطنية السورية حيال وضع المرأة السورية؟

تمكين المرأة أولاً
تجيب السيدة خربوطلي على سؤالنا الأخير فتقول:
عملت الحركة الوطنية السورية منذ إنشائها على الاهتمام بتطوير دور المرأة، فهي تمثل نصف المجتمع، وهي الأم التي تربي الأجيال التي ستنهض بسورية المستقبل. لذلك كان من الضروري تفعيل دور المرأة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والعمل على زيادة توعيتها عن طريق تمكين المرأة وبناء قدرتها كعاملة من أجل السلام، وصانعة قرار، وناشطة في المجال الاجتماعي والاقتصادي من أجل بناء سورية.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني