fbpx

عبق التاريخ يفوح من تل براك السورية

0 426

لا تكاد بقعة سورية تخلو من أثر حضاري قديم، فأجدادنا السوريون الأوائل منذ حضارة سومر وآشور والعموريون والأكاديون وفينيق بنوا حاضرات عظيمة، لا تزال أطلالها تشهد على عظمتها.

ولعل Tell BRA أحد أهم هذه الحاضرات القديمة في الألفية الرابعة قبل الميلاد، فهذا الموقع يعتبر موقعاً أثرياً في منطقة ميزوبوتاميا، هذه المنطقة تقع على طريق تجارية في شمال شرق سوريا، وتشكّل عقدة تجارية بين بابل في العراق ومدينة خاني الحثية.

وقد بنيت تل براك كما يدلّ عليها اسمها على تل سكنه القدماء منذ العصور الحجرية الوسيطة، وكانت سكناهم عبارة عن تجمعات بدائية، ثم تغيّرت الأحوال مع امتداد الحضارة الرومانية إلى هذه البقعة الجغرافية.

أعمال التنقيبات عن الآثار في هذه المنطقة كشفت عن وجود عدة طبقات تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، منها عصر حلف وعصر العبيد وعصر أوراك والعصر البرونزي، والعصر الروماني ثم العصر الإسلامي.

تقع آثار تل براك في منطقة غربي نهر جغجغ، الذي يعتبر أحد روافد نهر الخابور، وتبعد هذه المنطقة عن مدينة الحسكة قرابة 42 كم. 

إن مكتشفات تل براك أعطت قيمة تاريخية لهذا الموقع الهام، حيث تبيّن أن تل براك كان بوابة الطرق التجارية، إضافة لاعتباره حصناً منيعاً، وقد امتدت الحقب الزمنية المتتالية عليه بدءاً من الألف السادسة قبل الميلاد وصولاً إلى الألف الثانية قبل الميلاد.

ونتيجة للتنقيبات الآثارية، اكتشفت في تل براك تماثيل فخارية، بعضها كان مكسّراً، ووجد مع تلك اللقى الأثرية تعاويذ وتمائم حيوانات مثل تمائم الدب والأسد، وغيرها من اللقى والتمائم.

ونظراً لأهمية موقع تل براك في تلك الآونة التاريخية عمل الأكاديون على جعل منطقة تل براك مقراً ملكياً لحضارتهم، وعاصمة لمملكتهم.

إن أهمية تل براك نبعت من قدرة حضارتها على تهجين الخيول وتربيتها، وهذا جرى في الألفية الثالثة قبل ميلاد السيد المسيح. وقد استطاع منقبو الآثار اكتشاف مدرج معبد، وأصنام وأقنعة وجوه وعيون، وقد أطلق على المعبد اسم معبد العيون، وهذه الحقبة التاريخية كانت ما بين 3500-3300 قبل الميلاد.

وكبقية معابد الحضارات التاريخية القديمة كان تل براك يضم بين جناحيه معابد أخرى مثل معبد شمس، ومعبد شاكان، ولا تزال منطقة تل براك مزنرة بمجموعة قرى وبلدات تحيط بها.

لقد تعرضت منطقة تل براك في ظل الأحداث التي شهدتها البلاد نتيجة الثورة السورية إلى عمليات تنقيب عشوائية أضرت بالموقع، وقد تمت سرقة لقى كثيرة منه. 

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني