طوابير البنزين تغرق العاصمة وانقطاع الوقود يشل الحركة في دمشق
“بدي أرجع ع بيتي صرلي تلات ساعات واقف عم بنطر باص “هكذا صاح أحد المواطنين العالقين تحت جسر الرئيس في دمشق برفقة المئات من الطلبة والموظفين ينتظرون أي وسيلة مواصلات كي تقلهم إلى منازلهم، ومشهد جسر الثورة كان أكثر رعباً وألما لربما يصل عدد المواطنين إلى أكثر من ألف يمتدون من بعد جسر الرئيس حتى شارع الثورة والجميع ينتظر أي وسيلة مواصلات حتى لو كانت سيارات نقل الأثاث، تلك الحال السيئة أجبرت بعض الشركات على تخفيض عدد الموظفين والاكتفاء بالموظفين القاطنين قريباً من أماكن عملهم وإعطاء البقية إجازات، أما الطلاب فحالهم أسوأ فقد اضطر بعضهم لإيقاف دوامه لعدم استطاعته تأمين مواصلات من وإلى جامعاته وبعض المدارس الخاصة أوقفت دوامها لأجل غير مسمى بسبب انعدام المواصلات.
دمشق الآن بلا بنزين والسبب كما ادعت الحكومة هو السفينة الجانحة في قناة السويس التي أوقفت حركة الملاحة في القناة والتي تسببت في تأخر توريد النفط إلى سوريا، مع أن النظام أعلن من قبل أنه لا يتحصل على أية مشتقات نفطية بسبب الحصار المفروض عليه بسبب قانون قيصر، الذي هو السبب الحقيقي لتوقف وصول المشتقات النفطية وبسبب توقف قسد عن بيع النفط للنظام السوري منذ بدأ سريان قانون قيصر أي منذ الشهر السادس للعام الفائت.
وتحدثت بعض المصادر أن السبب وراء شح المشتقات النفطية هو خلاف إيراني/روسي وإصرار الأولى على أن تقوم الفرقة الرابعة بالإشراف على توزيعها ورفض روسيا لذلك ما أدى إلى وقف توزيع المشتقات النفطية، وبعد أن قام النظام برفع الدعم عن البنزين ما أدى إلى رفع سعر الليتر إلى 750 ليرة سورية وحدد كمية البنزين للسيارة الواحدة بـ 40 ليتراً في الأسبوع، عاد الآن وخفضها إلى 20 ليتراً فقط ما أجبر السائقين وخاصة سائقي سيارات النقل العامة (التاكسي) على إيقاف سياراتهم والجلوس بلا عمل.
وكما أخبرنا الشاب أ.خ: إنه عندما يريد تعبئة بنزين يقف بصف يصل طوله إلى أكثر من 2 كم من أجل أن يحصل على 20 ليتراً، يضيع جزء كبير منها فقط في طابور الانتظار، وقد أخبرنا أنه أحيانا يضطر للوقوف 24 ساعة متواصلة ليحصل على مخصصاته، أما الباصات التي تعتمد على المازوت فوضعها مأسوي فسعر المازوت غال وتعرفة الركوب رخيصة ما يضطر السائقين لبيع مخصصاتهم في السوق السوداء فذلك مربح أكثر بالنسبة لهم.
انعدام المشتقات النفطية أدى إلى شلل الحياة جزئياً في دمشق ففي البداية أدت إلى زيادة ساعات تقنين الكهرباء التي وصلت إلى أكثر من 12 ساعة قطع مقابل نصف ساعة إنارة وأغلقت معظم المحلات في دمشق خاصة أصحاب المهن بسبب حاجتهم للكهرباء وعدم قدرتهم على تشغيل المولدات بسبب انقطاع البنزين ما اضطرهم إلى إغلاق المحلات، وأدى أيضاً انقطاع الفيول إلى قطع المياه عن بعض مناطق دمشق التي أضحت بلا مياه منذ أيام لأن المضخات التي تقوم بضخ المياه إلى المدن قد توقفت بسبب انعدام الوقود، بالإضافة إلى شح ببعض المواد الرئيسية والخضار بسبب صعوبة النقل بين المحافظات وقد أعلنت مكاتب السفر والنقل عن إيقاف الرحلات كافة بين المحافظات في ظل شح البنزين والطوابير التي تغرق بها مناطق النظام.
إذا لم يحتج النظام الهش إلى أكثر من 10 أشهر وأعلن عن عجزه وانهياره أمام قانون قيصر فاليوم أضحت دمشق مشلولة ومظلمة والأعمال متوقفة والطوابير تحيط بها، بلا أي حلول ولا حتى أفق لحل قريب، في ظل صمت حكومي رهيب، خرج الأسد يتحدث لهم عن معركة قوية يخوضها النظام مع الدولار دون أن يتطرق إلى أي أزمة من الأزمات الخانقة التي تؤرق المواطنين مثبتاً لنا أن مشاكل وأزمات السوريين لا تعنيه، هو فقط يورط السوريين والشعب يغرق. بشار الأسد لم يعد فاقداً للشرعية فحسب بل هو مصدر أذى وإزعاج وعالة على الشعب، يجب على العالم الوقوف بجانب السورين للخلاص من هذا السرطان الذي أنهك الجسد السوري طوال السنين الفائتة.