fbpx

طلب انتساب

0 33

انتظرها زمناً… لم تأتِ تلك الوظيفة.. مسابقات عديدة لم يقبل بواحدة منها.. زاره صديق والده.. سأله عن السبب، أجاب: لست عضواً في الحزب، ولا نصيراً.. تصوّر أنهم منعوا المتعهد الذي يشق الطريق أن يشغّلني عاملاً..

– لماذا؟

– يعتبروني معادياً…

– يا ولدي ازرع أرضك تكفيك…

– المرحوم باعها لأكمل دراستي

– وماذا ستفعل…؟

– سأهاجر 

– إلى أين؟

– الدنيا واسعة

تقدّم بطلب جواز سفر. قوبل بالرفض.. قيل له: راجع مكتب الأمن…، ساوموه… لم يوافق… وعاد إلى البيت مهموماً يفكّر… قالت أمّه: لن ينفعك هذا العناد، افعل كما فعل يزيد ابن خالتك، أصبح رئيس قسم في مؤسسة العمران.. يا ولدي، انتسب للحزب… ابتسم.. دخل غرفته.. أغلق الباب، ورمى نفسه على السرير…

بعد لأي جاءته الموافقة.. وضع جواز السفر في جيبه. شعر أنه عصفور يحلّق في الفضاء.. حجز بطاقة مغادرة… نزل من الطائرة.. استقبله شاب أنيق.. استقلا سيارة الى مقر الشركة.. قابل المدير.. أهلاً وسهلاً، نحن بحاجة للشباب، غداً تبدأ عملك مهندساً… كلّم والدته يطمئنها.. طرقات على الباب.. هيّا .. سيبرد الطعام.. تذوّق مرارة لعابه.. فرك عينيه ونهض متثاقلاً…

ذهبت مساء إلى بيت أختها. طلبت من يزيد أن يساعده.. نقدته – هدية زواجها – ليرة ذهبية.. وعدها خيراً مقابل رضاها.. ولم يبطئ…

استدان نضال مبلغاً وسافر… استضافه صديق أياماً. بحث عن عمل مناسب لم يُوفّق.. اشتغل عاملاً في ورشة بناء شهوراً. أُعجب به المدير، ولمّا عرف أنّه مهندس رقًاه.. تدرّج في سلّم الوظائف.. نفّذ مخططات عديدة بنجاح مميّز.. لمع اسمه.. صار من كبار مهندسي الشركة. أرسلته مندوباً عنها يتعاقد باسمها على مشاريع كبيرة…

لم ينسَ أمّه التي استمرت تدعو له. أغدق عليها المال.. عمّرت له بيتاً جميلاً ليعيش فيه وعروس المستقبل. وعدها بالزيارة مراراً وأخلف…

اهتزت صروح الفساد وتهاوت… تبدّلت الحال.. عمّت الفرحة، وهزج الناس. عاد نضال… استقبلته أمّه بالزغاريد.. ضمّته.. قبّل رأسها وهمس في أذنها: ما رأيك بالانتساب إلى الحزب؟.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني