fbpx

رَوْحُ الله

0 68

يمرُّ العُمْرُ نختُمُهُ احتِضارا

وماذا بَعْدُ نرجُمهُ انتِظارا؟

إذا ما اللّيلُ حلَّ تركتُ أمري

لربِّ الكَوْنِ يرسُمُهُ قَرارا

وما سَيْلُ الهُمومِ يَحزُّ صَدْري

ولكنّي سَئمتُ بهِ مَسارا

فَ(مُصعبُ) مرَّ كالطَّيْحفِ المقَنَّى

ولم تعُدِ الرُّبوعُ تَقيهُ جارا

شربْتُ الهَمَّ كَأْساً فيهِ حَتفي

وعافَ رَسيسُهُ في الصّدرِ نارا

وكيفََ أطيقُ أنْ أنساكَ يَوْماً

وكنتَ بِلَيْلِ ايّامي مَنارا؟ _

أبو الفَضْلِ اختفى كالسِرِّ فَجْراً

ولم يحصُدْ من الأوزارِ عارا

إذا حسِبَ الأنامُ صداكَ سَهْماً

فقد أردَيْتَنا بَشَراً ودارا

سَيبقى طَيْفُكَ المَزْيونُ حِرْزي

ورَوْحُ اللهِ يَمْنحُني اصطِبارا

* * * * *

الزَّبَدُ

لا.. لن يفيدَكَ رَأْسُ الصِلِّ في مَدَدِ

ما دُمْتَ تَتبَعُهُ كالذَّيْلِ في الجَسَدِ

أرسى غِوىً في جَحيمٍ لا نظيرَ لهُ

وتلْكَ عِلَّةُ مَنْ يَغتَرُّ بالوَلَدِ

ما طالَ عُمْرٌ بِذُلِّ العَيْشِ تقطَعُهُ

ولا استقامَ طَريقُ المَرْءِ بالنَّكَدِ

فإنْ عَزَمْتَ على أمْرٍ تعزُّ بهِ

فلا تَذَرْ خُطْوَةَ المَسْعى ليَوْمِ غَدِ

واللهُ ينصُرُ مَنْ أعطى الزِّمامَ لَهُ

فلا تُؤَمِّلْ سَبيلَ النَّصْرِ في الطَّرَدِ

إنَّ الحَياةَ يُجلّيها ذَوو بصَرٍ

ولَيْسَ يدركُها مَنْ عامَ في الزَّبَدِ

لن تُحرِزَ السَّبْقَ في قَوْلٍ وفي عَمَلٍ

ما لمْ تُغامِرْ بعَزْمِ الواثِقِ النَّجُدِ

* * * * *

القوارِضُ

نِصْفٌ إلى الجَزّارِ يعبَثُ بالوطَنْ

وكَذاكَ نصفٌ للغُزاةِ ولِلهَجَنْ

ما عادَ يصدُفنا سِوى صوتِ الأسى

وقوافلِ الغوْغاءِ تَلْهَجُ بالفِتَنْ

هذي الدّيارُ تقوَّضتْ بِ(مُبربرٍ)

كالعَيْرِ عندَ الحسمِ يُربَطُ بالرَّسَنْ

آناً يكونُ معَ المَجوسِ مُؤمَّراً

وبِآخرِ المِشوارِ يخذُلُهُ الظَّعَنْ

سَيَظلُّ يَهذي بالبُطولةِ سادِراً

حتّى يُوارَى كالقَذارةِ والعَفَنْ

مَنْ رافقَ المجنونَ ذاقَ عَثارَهُ

والحِقْدُ مِثْلُ العُرِّ ينكِرُهُ البَدَنْ

لن ينعمَ الشَّعبُ المَهيضُ بِصَحْوَةٍ

مادامَ رأْسُ الحُكْمِ يُعبَدُ كالوَثَنْ

آنَ الحِسابُ فَجَرِّدوا أسيافَكُمْ

أو فاقبَعوا مِثلَ القوارضِ في الدِّمَنْ

* * * * *

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني