fbpx

مراكز استقبال مرضى السرطان.. جهود إنسانية تنتظر الدعم

0 291

مرضى السرطان من السوريين اللاجئين في تركيا، أو ممن يعيشون في الشمال السوري المحرر، يتلقون العلاج في مشافي الدولة التركية المتخصصة، وتستقبلهم منظمات لديها مراكز تهتم بهذا المرض، ولعلّنا نأخذ مثالاً على هذه الجمعيات “جمعية الأمل لمكافحة السرطان”، والتي ساهمت ولا تزال تساهم بتقديم ما باستطاعتها من عون لمساعدة مرضى السرطان، حيث توفر لهم قدر استطاعتها الإقامة، والطعام، والتنقل، والترجمة والأدوية وتكاليف العمليات غير المغطاة بالتأمين الصحي لمواجهة هذا المرض الخطير، والذي يحتاج علاجه إلى فترات طويلة وأدوية باهظة الثمن.

السيد غياث مارتيني الذي يشغل منصب المنسق العام لجمعية الأمل لمكافحة السرطان والأمراض المستعصية يقول في تعريف الجمعية:

هي جمعية أنشئت عام 2005 في مدينة حلب، وقد أنشأها الدكتور عبد الرحمن الزينو، وبعد تفجّر الثورة السورية عام 2011 انتقل مقرّ الجمعية إلى داخل الأراضي التركية، وافتتح أول مركز دعم لمرضى السرطان والأمراض المستعصية لها في مدينة غازي عنتاب القريبة من الحدود السورية.

مركز الرعاية مبنى مجهّز باللوازم، حيث يمكن نقل المرضى من المعابر للعلاج في مشفى أرسين أرسلان أو مشفى جامعة غازي عنتاب، ومنذ فترة قريبة تمً افتتاح مشفى الجبل الخاص بهذا المرض.

مراكز رعاية متعددة في تركيا  

يقول السيد مارتيني إن جمعية الأمل لمكافحة السرطان والأمراض المستعصية افتتحت عدداً من مراكز الرعاية الخاصة بمرضى السرطان، حيث تستقبل مرضى السرطان ومرضى القلب والشرايين السوريين القادمين من مناطق الشمال السوري، وكذلك تستقبل مرضى السرطان السوريين اللاجئين في تركيا.

افتتحت جمعية الأمل مركز رعاية في ولاية هاتاي التركية، وتحديداً في مدينة أنطاكية، وافتتحت مركزاً آخر في استنبول بسبب وجود نسبة من اللاجئين السوريين المقيمين في هذه المدينة الكبيرة، كذلك هناك مركز رعاية تابع للجمعية في العاصمة التركية أنقرة، وآخر في مدينة غازي عنتاب. إضافة إلى مركز خاص لرعاية ودعم مرضى السرطان من الأطفال في مدينة أضنة التركية.

خدمات تقدمها مراكز جمعية الأمل

تقدّم مراكز رعاية مرضى السرطان السورية خدمات عديدة لمرضاها المقيمين فيها، أول هذه الخدمات هو إقامة مريض السرطان، هذه الإقامة تستلزم توفير خدمات الإقامة، ونقصد بها توفير سرير وخزانة ثياب لكل مريض، وتقديم ثلاث وجبات طعام يومياً، إضافة إلى توفير واسطة نقل للمرضى بين مركز الإقامة والمشفى الذي تتم فيه معالجة المريض.

مركز الرعاية يقدّم خدمة الترجمة، حيث أن المرضى القادمين من سورية للعلاج في المشافي التركية يحتاجون إلى مترجم وسيط بينهم وبين الطبيب المختص لشرح حالة المرض الذي يعاني منه المريض، وبينهم وبين كادر تقديم الخدمات الطبية الأتراك، الذين يقومون بتنفيذ عملية العلاج.

بالنسبة للمرضى القادمين من سورية، حدّدت القرارات التركية عدد المرضى الذين يسمح باستقبالهم يومياً، كان العدد في البداية استقبال خمسة مرضى، ثم تطوّر الأمر وصار بالإمكان استقبال عشرة مرضى، أما الآن فصار مسموحاً استقبال خمسة عشر مريض يومياً.

جمعية الأمل لمكافحة مرض السرطان تستقبل المرضى القادمين من سورية في المعبر التركي، حيث يتم استلام المريض، وتتم الإجراءات القانونية الخاصة بدخوله الأراضي التركية، ثم تقوم بعد ذلك بنقله إلى مركز الإقامة، ليصار إلى ترتيب عملية أخذه للعلاج وفق برنامج تحدده المشفى التي تقوم بمعالجة هذا المريض.

مراكز رعاية مرضى السرطان السوريون تهتم بتقديم إطعام مدروس طبياً لهؤلاء المرضى، ليرفع هذا الطعام مع العلاج كفاءة المريض في مكافحة مرضه.

تمويل مراكز الرعاية ومعيقات عملها

يقول السيد غياث مارتيني إن تمويل دور الضيافة الخاصة بمرضى السرطان يعتمد على التبرعات الشخصية، وكذلك على ما تقدمه بعض المنظمات مثل جمعية قطر الخيرية، ولكن هناك ما يجب فعله من أجل دعم مراكز الرعاية مالياً، حيث تغيّرت صفة المرضى السوريين المصابين بالسرطان وبالأمراض الأخرى المستعصية بموجب قرارات حدّدت أوضاعهم أمام المشافي التركية.

كان مرضى السرطان والقلب والشرايين والكبد القادمون من سورية يتم إدخالهم إلى الأراضي التركية باعتبارهم مرضى، يقدّم لهم كل أنواع العلاج الخاص بأمراضهم. أما الآن ؛ فإنّ المريض يتمّ إدخاله إلى تركيا بموجب (كيملك سياحي)، أي أن مشافي الدولة التركية لا تقدّم لهذا المريض أدوية خاصة بمعالجة السرطان وأمراض القلب وغيرها، هذا الإجراء جاء إثر أزمة كورونا وكارثة الزلزال.

لقد باتت مراكز رعاية مرضى السرطان والأمراض المستعصية ملزمة بتأمين أدوية الاختصاص بهذه الأمراض عبر شرائها وتغطية نفقات إجراء العمليات، وهي أدوية باهظة الثمن وعالية التكاليف، أي أن دعم تمويل مراكز الرعاية يرتكز بالدرجة الأولى على تأمين الأدوية غير المغطاة بالتأمين الصحي. حيث تبلغ أدنى قيمة دواء قرابة 3500 ليرة تركية، وتكاليف أصغر تدخل جراحي 25000 أما التصوير الظليل فهو يخضع بموجب النظام الصحي التركي إلى الدور وفق النظام الإلكتروني، وهذا يتعارض مع المدة المسموح لمريض السرطان أن يبقى خلالها في تركيا، لذلك يتم التصوير الظليل في مشفى خاص، والذي كلفة التصوير فيه مرتفعة الثمن كثيراً، إذ تبلغ قرابة 7000 ليرة تركية للصورة الظليلة.

إن أهم معيقات عمل مراكز الرعاية في تركيا تتعلق بما يسمى “الإحالة الطبية” وهذه مدتها خمسة أيام وهي غير كافية للتنقل وإتمام الإجراءات الطبية الخاصة بمريض السرطان.

تبرعات غير مستدامة وبعضها شخصي

مدير مراكز الرعاية التابعة لجمعية الأمل لمكافحة السرطان السيد محمد الزينو يقول:

الفكرة الأساسية بالنسبة لمراكز الرعاية الخاصة بمرضى السرطان هي ضرورة الاستمرارية، فهذا المرض الخطير بحاجة لمكافحة مستمرة، وهذا يعني أن مراكز الرعاية بحاجة إلى دعم مستمر لتستطيع النهوض بعملها.

لقد ساهمت جمعية قطر الخيرية بتقديم مساعدات مالية لمدة عام واحد، وهناك بعض الداعمين يقومون بتقديم الدعم لمدة ستة أشهر أو سنة.

الدعم المقدم يستخدم بصورة واضحة وبوثائق رسمية في خدمة الإقامة والإطعام بوجبات صحية، وفي خدمة الترجمة الطبية، وخدمة النقل، وتقديم بعض أنواع العلاج الاختصاصي بمرض السرطان والقلب والذي لا تقدمه المشافي لمن لا يملك حق التأمين الصحي في تركيا.

لهذا تضطر مراكز الرعاية على تأمين الأدوية بوصفة خارج المشفى وذلك منذ عام 2021.

مريض سرطان

يقول علي العبد الله وهو ينحدر من بلدة السفيرة التابعة لمحافظة حلب:

أعاني من مرض سرطان الدم والعظام “اللوكيميا”، ويقدم لي مركز رعاية مرضى السرطان في غازي عنتاب إقامة مريحة خلال تلقي العلاج من فترة إلى أخرى. المجيء من سوريا إلى هنا مرهق لي، وأتمنى لو يتم فتح مركز علاج لمرض السرطان في الشمال السوري، كنّا ارتحنا من إرباكات دخول الأراضي التركية والعلاج المكلف في مشافيها العامة.

مراكز جمعية الأمل تقدم لنا طعاماً نوعياً يساعد على رفع قدرتنا على مقاومة المرض، وكذلك فهي تؤمن لنا خدمات كثيرة منها تأمين أدوية لا تقدمها المشافي التركية باعتبارنا غير مشمولين بالتأمين الصحي في تركيا.

مريض آخر

يقول المريض علي حيدر المنحدر من عندان في ريف حلب الشمالي: بأنه يتلقى العلاج في مشفى الجامعة بغازي عنتاب، ومركز جمعية الأمل يقدم لهم خدمات كبيرة منها الإقامة وبعض أنواع العلاج والنقل والطعام الخاضع للرعاية الصحية.

ويرى أن وزارة الصحة التابعة للحكومة المؤقتة يجب أن تسعى لا فتتاح مشفى عام يقدم خدمات علاجية وطبية مختلفة في الشمال السوري، وأن تسعى الجهات المعنية بتوفير الدعم اللازم لتستمر معالجة الأمراض وفي مقدمتها مرض السرطان الذي لا يستطيع الفقير تحمل نفقاته.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني