حركة التحرير والبناء.. انضباط عسكري ومهام مواجهة أعداء الثورة
حين اتحدت الفصائل الأربعة (فرقة أحرار الشرقية وجيش الشرقية والفرقة العشرون ولواء صقور الشام قطاع الشمال) وشكّلت حركة التحرير والبناء في شهر شباط الماضي، كانت تضع نصب عينيها مهاماً رئيسية كبيرة بأهدافها، فهي حركة تنتمي بالمعنى الجغرافي لمحافظات المنطقة الشرقية من سوريا، (دير الزور والرقة والحسكة)، وكان من أهم أهدافها المساهمة في مناطق نفوذها بترسيخ الأمن، والفاع عن الشمال المحرر جنباً إلى جنبٍ مع الجيش الوطني السوري الذي تنتمي إليه، إضافة إلى الاستعداد عسكرياً لمعارك تحرير البلاد من المليشيات الأسدية والميليشيات العابرة للوطنية التي تجسدها ما يسمى (قوات سوريا الديمقراطية) قسد.
حركة التحرير والبناء كانت تتابع باستمرار محاولات أعداء الثورة، الذين يحاولون التسلل إلى المناطق المحررة للقيام بأعمال تفجيرات واغتيالات للكوادر الثورية، وهي بذلك تضع يد مقاتليها على السلاح، لتواجه اعتداءات المليشيات العابرة للوطنية والميليشيات القادمة من خلف الحدود التي تقاتل إلى جانب النظام الأسدي.
إن المعارك التي خاضتها حركة التحرير والبناء ضد أعداء الشعب السوري وثورته، دفعت ثمنها من دماء مقاتليها الذين ارتقوا شهداء عند ربهم، ولعل محمد علام البورزان كان آخرهم منذ أيام قليلة.
حركة التحرير والبناء باعتبارها جزءاً من الجيش الوطني السوري التابع للحكومة المؤقتة، فإنها تعرف تماماً أنها معنية بتحرير سوريا عموماً ومحافظات المنطقة الشرقية من سوريا، وهي تعرف أن هذا التحرير يحتاج انضباط قواتها العسكرية في التعامل وفق القوانين الدولية أثناء الحرب، ولهذا عملت حركة التحرير والبناء على تدريب مقاتليها نفسياً واخلاقياً، محققةً بذلك الأنموذج العسكري المنضبط صاحب القضية.
إن جهد مواجهة أعداء الثورة والشعب هو جهد يومي، ولهذا فلا يمكن أن يستثمر هذا الجهد بصورة فعّالة دون انضباط عسكري وأخلاقي، وهذا ما تقوم به حركة التحرير وسط حاضنتها الشعبية، التي تستمد منها شرعية كفاحها الوطني.
إن ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية التي تتألف من ميليشيات معادية للثورة السورية، والتي تعتبر ذراع حزب العمال الكردستاني المصنّف أمريكياً وأوربياً وتركياً على أنه حزب إرهابي، بسبب قيامه بعمليات ضد المدنيين السوريين وفصائلهم العسكرية التي تحمل لواء الدفاع عنهم ولواء مواجهة النظام الأسدي وضد المدنيين الأتراك والجيش التركي من جهة أخرى، إنما يقع جهد كبير على حركة التحرير والبناء في التصدي لاعتداءات هذه الميليشيا المعادية للسوريين.
إن غرز قيم الوطنية والانضباط العسكري لدى مقاتلي حركة التحرير والبناء هي أهداف رئيسية لدى قيادة الحركة، التي تعرف أن انضباط وأخلاق مقاتليها الرفيعة والإنسانية إنما تسهّل عملية تحرير الأرض والدفاع عن الشعب السوري.
حركة التحرير والبناء هي حركة ذات هدفين رئيسيين، الأول يتمثّل بتحرير الأرض المحتلة من المليشيات والقوى الأجنبية الجاثمة على الأرض السورية، والثاني يتمثّل ببناء الإنسان السوري القادر على بناء وطنه بعد التحرير، هذا البناء يأخذ طابعه الحقيقي عبر قيمه العلمية والثقافية والأخلاقية، وهي قيم تعمل على ترسيخها حركة التحرير والبناء.
حركة التحرير والبناء جزء من الجيش الوطني السوري، الذي يقف بالمرصاد لكل محاولات زعزعة أمن المناطق المحررة، كما أنه في حالة استعداد لتحرير البلاد من الاستبداد والميليشيات الأجنبية، وهي بذلك لا يمكن تصنيفها فصائلياً على اعتبار أنها تلتزم بقيادة أركان الجيش الوطني ووزارة دفاعه.