fbpx

توقف لحظة أيها (المنتصر)

0 289

توقف أيها المنتصر، أو من تظن نفسك منتصراً. من الأفضل لك/للجميع أن تتوقف، ولو خطوات قليلة، قبل الوصول إلى قص شريط (النصر). 

كثيرة هي الشعوب التي مزقتها، الحروب ضد الاستبداد، حروب تتحول غالباً بفعل تسلط الدكتاتورية والتناقضات الاجتماعية والقومية والدينية والتطرف وهشاشة نسيجها الاجتماعي وتقاطع مصالح الدول الأجنبية، إلى تمترس شرس بين أبناء المجتمع، يصل أحياناً حدّ الكراهية والحقد.

يُنسى فيه الانسان والوطن وتغلب الأنا.

حارب الإيطاليون نظام موسولوني الفاشي، الذي خدع شعبه بشعارات وأحلام إمبراطورية روما وأباطرتها. 

تمكنت المقاومة الشعبية في النهاية، بدعم من قوات التحالف، من إسقاط النظام بعد حمامات دم ودمار وتضحيات. 

كان الحزب الشيوعي هو القائد والمحرك الأبرز لمعظم تنظيمات المقاومة المسلحة. حرر وسيطر عملياً على أكثر مدن إيطاليا. 

لكنه اتخذ بوعي ومسؤولية شُجاعة، قرار التوقف ورفض الحل العسكري وتسليم كل الأسلحة. رغم رفض واحتجاج جماهيره ومسلحيه.

توقف قبل الانتصار بخطوات كي يتاح له، ولمجاميع الأحزاب والشخصيات الوطنية المسؤولة، بمختلف انتماءاتهم، خيار المسار الديموقراطي ووحدة الوطن والشعب والمجتمع الهادف إلى بناء دولة الحرية والعدالة للجميع. مسار لم يكن له أن يخطو خطوة نحو الأمام بدون مشاركتهم. فقد تم إسقاط الطاغوت الذي يمثل العقبة الأكبر والهدف الأهم، وزالت إمكانية عودته. كما تم تفكيك قواعده ومحاسبة مجرميه، دون اللجوء إلى اجتثاث وثارات، كانت ستقضي، لو تمت، على مؤسسات الدولة وتماسك المجتمع، وبالتالي على بناء الدولة المنشودة.

توقَف لحظات وخطوات قبل عبور شريط (النصر).

كي يكون النصر للشعب والوطن.

سنوات أصبحت بعدها إيطاليا سابع أهم دول العالم صناعة واقتصاداً.

ليس ما أكتبه رسالة للنظام ولا للحركات المسلحة المصطفة خلف العديد من الدول. 

هو تذكرة بأن النصر إما أن يكون لكل أبناء الشعب وبمشاركتهم وإما لا يكون.

“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني