تنافس روسي – إيراني لتجنيد أبناء العشائر العربية في شمال وشرق سوريا
تسعى إيران إلى توسيع نفوذها داخل سوريا باستمرار فيما ترغب روسيا بالحد من النفوذ الإيراني وعدم السماح لها بالوصول لمناطق شمال وشرق سوريا إضافة إلى رغبة روسيا بتعزيز وجودها بشكل أكبر.
لهذا الغرض ووفقاً لمصادر محلية أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعلومات ذاتها فقد التقى جنرال روسي في العاشر من شهر شباط 2021 بالتنسيق ودعم من قوات النظام عدداً من شيوخ ووجهاء العشائر العربية في مدينة القامشلي كان من ضمن الحاضرين شيخ عشيرة بني سبع وهو عضو في مجلس الشعب بالإضافة لعدد آخر من شيوخ العشائر وأعضاء آخرين من مجلس الشعب السوري عن المنطقة.
ضمن الاجتماع المذكور طالبت روسيا العشائر العربية بسحب أبنائهم من صفوف قسد الأمر الذي تسعى روسيا للقيام به هو تحجيم قسد بجذب هؤلاء الشباب عن طريق فتح مركز جديد للتطوع لصالح القوات الروسية في قرية جرمز الواقعة في ريف مدينة القامشلي الخاضع لسيطرة النظام. وتهدف روسيا من إنشاء هذه القوات إلى مجابهة الوجود الأمريكي في المنطقة حسب زعمها، رغم أن القوات الروسية نفسها قامت باعتقال وإهانة عناصر من الدفاع الوطني كانوا قد منعوا مرور دورية أمريكية في منطقة خربة عمو في ريف مدينة القامشلي.
يبدو أن روسيا تسعى لتشكيل قوة عسكرية مستغلة الواقع الاقتصادي والمعيشي لأبناء المنطقة حيث يجري الحديث عن رواتب تصل إلى 200 دولار شهرياً ستقدمها روسيا للمجندين لصالحها لتدفع بهم لحماية مصالحها حين تتطلب الضرورة وقد تستخدمهم في حماية خطوط نقل النفط التي تسيطر عليها بالإضافة إلى استخدامهم في محاربة تنظيم داعش الذي عاد للظهور بقوة في مناطق سيطرتها غرب الفرات.
إيران بدورها تلعب على ذات الوتر وتستغل الواقع المعيشي في سعيها لإغراء الشباب برواتب تصل إلى 350000 ليرة سورية للعنصر الواحد وذلك مقابل تطوعهم في ميليشيات (فاطميون) الموالية لإيران للعمل ضمن مناطق نفوذها.
كما تحاول إيران اللعب على وتر الطائفية فهي تحاول باستمرار البحث عمن يتحول للطائفة الشيعية مقابل امتيازات مادية لاستغلاله لبث الفتنة وإيجاد شرخ جديد في واقع المنطقة بين السنة والشيعة الذين تحاول إيران صناعتهم في المنطقة.
مصادر محلية سبق وذكرت أن إيران استغلت التوترات الحاصلة بين قسد والدفاع الوطني في كل من القامشلي والحسكة منتصف شهر كانون الثاني الماضي وأرسلت عناصر من لواء فاطميون للعمل على تجنيد الشباب في المنطقة وقد تمكنت بالفعل من تجنيد حوالي 205 عناصر من الدفاع الوطني و35 مدنياً وحسب المصادر فإن المشرف على هذه الميليشيات هو شخص إيراني يدعى (الحاج علي) قام بنقل هؤلاء المجندين الجدد لفوج طرطب في ريف القامشلي قبل نقلهم لمناطق نفوذ إيران غرب الفرات.
عناصر الدفاع الوطني الذين تحاول كل من روسيا وإيران تجنيدهم كان عددهم في القامشلي والحسكة قد وصل إلى نحو 800 عنصراً، هؤلاء يتقاضون رواتب لا تتجاوز 50000 ليرة سورية شهرياً بدأت أعدادهم تقل، حيث يصل عددهم اليوم إلى حوالي 300 عنصراً تقريباً وكان من الشائع أن يلجأ الهاربون من التجنيد الإلزامي لتسجيل أسمائهم ضمن صفوف الدفاع الوطني مقابل حصولهم على هوية دفاع وطني وهو ما كان يجنبهم التجنيد الإلزامي فيما كان قادة الدفاع الوطني يحصلون على رواتب هؤلاء الشباب.
قيادات الدفاع الوطني تحاول وسط التنافس الروسي/الإيراني لجذب عناصر الدفاع الوطني وتقديم المغريات المادية لهم بدأت بالعمل على تغيير في قياداتها وقامت بتعيين أحد شيوخ العشائر البارزة في قيادة الدفاع الوطني عله يتمكن من استقطاب الشباب ويدعم بقائهم ضمن صفوفها.
إيران تعتبر مناطق وجودها كافة على كامل الأراضي السورية هدفاً دائماً للطيران الإسرائيلي إضافة إلى سعي روسيا المستمر لتعزيز نفوذها في مناطق سيطرة إيران لإضعاف نفوذ الميليشيات التابعة لإيران.
الحالة الإيرانية/الروسية متشابهة في سعيها لتجنيد السوريين لحماية مصالحهم وتطلعاتهم والزج بهم كمرتزقة في المناطق التي يرغب الطرفان في استمرار وجودهم فيها سواء ضمن الأراضي السورية أو حتى خارجها.
“جميع المقالات في الموقع تعبّر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي نينار برس”