fbpx

تحديات النساء في الإدارة المالية

0 354

عن التمكين والمعرفة والقوة للنساء السوريات مرة أخرى نواصل الكتابة إلى عمق تحديات النساء ولمحاولات تذهب للإحاطة بأكثر الأسباب التي تعرض النساء للعنف ولا سيما العنف الاقتصادي والذي يرمي بثقله على كاهل المرأة، ألا وخصوصاً عملها ضمن القطاعات المالية، سواء أكانت مديرة أو مدققة مالية أو محاسبة في قطاع خاص أو تنموي، ومن جهة ثانية من المفيد معرفة أثر الأعراف الاجتماعية على سلوك النساء في خياراتهن باستخدام الخدمات المالية المتاحة في البنوك المحلية، والتي تحدد قوالب تعاطي يحبذ توارثها وإلا عصا التأديب والتهم جاهزة لكي تقيد اتجاهاتها نحو السعي لحياة أسهل.

وضمن استطلاع للرأي عام في مدينة غازي عنتاب استهدف 27 حالة شارك فيه 74.1% نساء – 29.9% رجال نجد من النتائج التي تصف أراء العينة المشاركة في الاستطلاع.

نلاحظ من العينة بنسبة 55.6% أجابت بأنها تفضل أن يكون المسؤول المالي في فريق عملها أن تكون” سيدة”.

ومن الرصد ضمن حالات الرجال المشاركين قالوا بأنهم يفضلون أن تكون سيدة هي المسؤولة المالية وبعض النساء فضلن بأن يكون الرجل هو المسؤول المالي.

وأن الذي أجمع من الحالات على تفضي النساء في الإدارة المالية لأنهم أكثر قدرة على العمل الجماعي، بينما الرجال هم أكثر قدرة على مهام السفر والتنقل في حال تطلب العمل ذلك.

وندرج نتيجة سؤال آخر من أسئلة الاستطلاع “هل تعتقد بأن عمل النساء في قطاع الإدارة المالية (مدير مالي – محاسبة – موظف بنكي – خبير جدوى اقتصادية) يعزز مبدأ تقليل الفروق الوظيفية بين الجنسين؟”

من الإنفوجرافيك أعلاه نجد أن الفروق الوظيفية بين الجنسين تقلل بجهود النساء أنفسهن وبأن المساواة تأخذ بنجاح النساء في العمل المالي.

ومن متابعة الاستعراض في آراء العينة نجد أيضاً عندما سألنا “كيف تصبح المعرفة المالية عاملاً لتقليل الفروق بين الجنسين؟”.

نجد النسبة الأكبر مايلي: يحصل الجنسين على فرص متساوية في العمل ضمن القطاع المالي وتتراوح بنسبة 59.3% من العينة المشاركة.

ويمكن أن تصبح المعرفة المالية عاملاً لتقليل الفروق بين الجنسين عند التركيز على رفع المهارات في الإدارة المالية بغض النظر عن جنس المستفيد وبلغت هذه النسبة 44.4%.

بينما 37% فقط قالت بأن يكون لدينا برامج تستهدف توعية الرجال والنساء معاً.

ويأتي في آخر التفضيلات للحالات المشاركة حيث قالت ” أن المعرفة المالية تؤدي إلى تقليل حالات الاستغلال والاحتيال والابتزاز المالي.

وفي متابعة تسليط الضوء على المبادئ التي تعتمد ضمن توظيف الفرق المالي فكانت الإجابة للعينة حسب ما نراه بأن 55.6% (يرمز لها باللون البرتقالي داخل الإنفوجرافيك) فضلت مبدأ كفاءة النساء في العمل على حساب 22.2% (يرمز لها باللون الأزرق داخل الإنفوجرافيك) فضلت أن يكون هناك رجال لديهم مهارات في العمل.

جانب آخر رجحت العينة بنسبة 18.5% (يرمز لها باللون الأخضر داخل الإنفوجرافيك) بأنها توظف نساء قابلات للتمرن في العمل سواء كانت جامعية طالبة أو خريجة أو مرت بانقطاع طويل عن العمل.

بينما نسبة ضئيلة جداً (يرمز لها باللون الأحمر ضمن الإنفوجرافيك)، فضلت توظيف الرجال القابلون للتمرن في العمل سواء كانوا طلاب جامعيون أو خريجون أو حتى لديهم انقطاع طويل عن العمل.

وضمن سؤال الاستطلاع الذي تناول المبادئ التي تعتمد في حال يراد توظيف فريق مالي ضمن فريق العمل:

فإن 15 صوتاً يرجح بأنه يريد نساء لديهن مهارات عالية في العمل المالي، بينما 6 أصوات فقط فضلت أن يكون هناك رجال لديهم مهارات عالية في العمل المدني، و5 أصوات أرادت توظيف نساء قابلات للتمرن وأقل من 5 أصوات رجحت رجالاً قابلون للتمرن.

ونستنتج بذلك فهم تفضيلات العامة في بيئات العمل لدى السوريين والسوريات في تركيا، وهو بأهمية عالية لكي يعرف المقبلون على العمل فهم ما يدور في أذهان أرباب العمل والتساؤل هل يمكن أن تتغير هذه التفضيلات وما العوامل التي تحسم كيفية التوظيف في العمل ويعتبر العمل أحد أهم ركائز الكرامة الإنسانية والاستمرار في حياة كريمة.

نجد بشكل خاص بأن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يركز على العمل اللائق الذي يضمن الإنسان وسلامته وحمايته من البطالة كما هو مقرر في المادة (23).

ومن بيئات العمل إلى الأعراف الاجتماعية السائدة في سوريا والتي انتقلت مع السوريين والسوريات إلى ممارساتهم في دول اللجوء التي يعيشون داخلها والتي بدورها ترصد تفاعلات النساء وسلوكهن في الاستخدام للخدمات البنكية والتحويلات المصرفية والقروض والتساؤل عن إمكانية تحقيق العمل الخاص والأصول المتعلقة بالمرأة ذاتها.

حيث تم الاطلاع على بحث قامت مؤسسة في شهر فبراير (شباط) من عام 2020 جوري للبحوث والاستشارات بتنفيذه مع مؤسسة (MarketShere Associates) وتم إجراء المقابلات مع أصحاب المصلحة في كل من مدينتي غازي عنتاب واسطنبول.

التي كشفت بدورها هذه الدراسة عن تأثيرات أربع لها الأثر على تعاطي النساء وسلوكهن باستخدام الخدمات المالية كما يلي كما ورد من خلاصة الدراسة المعمول بها:

وتعلل هذه النتائج بأنه ينظر للمرأة بعين الشك والريبة في إمكانية هجر زوجها أو أنها تريد منفعة لأسرتها (الأم – الأب – الإخوة أو الأخوات) بمعزل عن زوجها.

ويضاف لذلك بأن امتلاك مشروع تجارب كبير هو غير مرحب به لعدم ضمانة قدرة المرأة على الإدارة والتصرف الصحيح وأنهن غير مؤهلات للاقتراض من المؤسسات المالية، إضافة إلى الدور الرعائي الذي يتمسك به للمرأة ويتم الحديث على أن نشاطها وتوسعها في العمل يكون سبباً في انشغال السيدة عن العناية بأسرتها.

ومن موروث الأعراف الاجتماعية إلى الضرورة اليومية والعملية التي تحتاجها النساء عموماً في الإدارة المالية الشخصية والمنزلية والتي لا يمكن تجاهلها وضمن هذا الإطار تصرح “بسمة محمد”، سيدة أعمال سورية تعيش في تركيا، في هذا التحقيق عن تأثير تعلم وممارسة النساء للإدارة المالية على حياتهن وعن دور التوعية بحمايتهن من النصب والاحتيال لتقول: “بما أن المال أمر رئيسي في الحياة فيجب على النساء أن تكن على إدراك كامل أثر احتواء الفكرة الأساسية لبناء مستقبل أفضل لها ولأسرتها، من خلال زيادة التوعية لديهن بالإدارة الصحيحة وكيفية الادخار. وذلك من خلال أن تكن على إدراك كامل بالأساسيات والأولويات المتعلقة بالأمور الاقتصادية والمالية لكي تحظى بنجاح في عملها وذلك من خلال زيادة المعرفة الضريبية وإعداد جدوى مالية من خلال التخطيط المالي على المدى الطويل عندما يتعلق الأمر بالتمويل تميل النساء النظر الى المدى البعيد وهذا يعني أن كل خطة تحتاج الى العمل عليها ليس فقط ليوم ولكن لسنوات والاستفادة من تقنيات التوفير الفائقة والاستراتيجيات التخطيط العالية لتحقيق هدف والغاية.

المرأة تميل إلى أن يكون لديها الصبر أكثر والقدرة على الانتظار من الرجل سواء كان من الناحية البيولوجية أو الاجتماعية وهذا الشي الذي نراه في اغلب المجتمعات تغلب السيدات على الرجال في الريادة والإدارة، عندما تكون لديهن الإدراك الكامل بالقوانين المالية التي تخص مجال عملها أن تتعرض إلى أي عملية نصب أو احتيال من خلال الحصول على محاسب مالي قانوني جدير بعمله ويطلعها على جميع الأمور المتعلقة بأدواتها الصحيحة والأهم نحن كسيدات يتغلب علينا المشاعر الأنثوية والعواطف فعلينا جميعاً أن نعرف كيفية فصل مشاعرنا وإبعادها عن مجال عملنا.

هبة جهجاه

تضيف هبة جهجاه “مسؤولة ميدانية في جمعية أطفال قوس قزح” حول تأثير المعرفة بالإدارة المالية على فرص العمل التي تحصل عليها النساء بتصريحها”.

أغلب النساء تعمل داخل المنازل في صناعة المنتجات المتنوعة حسب خبراتهن المسبقة، ولديهن مهارات تستطيع من خلالها إنشاء عمل خاص وتطويرها ولكن ليس لديها إطلاع عن مواضيع التراخيص والضرائب وبالتالي تتعرض المرأة للخداع من قبل أشخاص يستغلون جهل هذه المعلومات لدى السيدات ربات البيوت والعاملات. التدريبات ضمن الإدارة المالية لها أهمية كبيرة تكسب من خلالها النساء معلومات موثوقة من قبل مختصين في مجال التراخيص والجمعيات وتطوير علاقات النساء والتخطيط الجيد لإنشاء عملهم الخاص وتصبح أكثر وعياً في فهم توزيع الأجور وفهم سياسات الجمعيات التعاونية التي توفر وظائف للسيدات وتخفف من عبء فتح مشروع خاص ودفع مبالغ مالية كبيرة”.

ومن هبة جهجاه إلى الصحفية حلا الخطيب بتصريحها في مقطع صوتي حول تأثير تعلم النساء للإدارة المالية على واقع حياتهم اليومية والعملية في تقاطع عدة نقاط مشتركة في الرابط التالي: الرابط

ومن تعدد وجهات النظر التشاركية حول الإدارة المالية للنساء وأوجه التحدي والفرص في آن معاً، التي يمكن أن خلال وجهات النظر تلك تفكيك خطاب المساواة بين الرجل والمرأة وهل يمكن أن يتحقق في نطاق عالم المال والأعمال، وعلى الرغم من بعض الأعراف الاجتماعية التي لا تعترف باستقلالية المرأة مالياً وإدارياً فإن استمرار النقاش والتقصي هو من المهام النوعية التي من واجب الكشف عنها بطريقة واضحة عن تحديات النساء في كل مجال ومكان.

تم إنتاج هذه المادة الصحفية بدعم من “JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان”

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني