fbpx

بلقاء واسيني الأعرج وإبراهيم الجبين..البيت العربي في برلين يطلق “حوارات الديوان”

0 60

أطلق البيت الثّقافي العربي في برلين (الديوان)، الموسم الأول من بودكاست “حوارات الديوان” الثقافية، بنسختين عربية وألمانية، وذلك بعد تدشين معرضه الثاني للكتاب الذي نُظّم مؤخراً في العاصمة الألمانية.

والبيت العربي، الذي ترعاه سفارة دولة قطر في ألمانيا، استمد فكرة إقامته من كتاب الشاعر الألماني غوته “ديوان الغرب والشرق”، متّخذاً من فيلّا “كاليه” التي تقع في حيّ تسِهليَندُورف ببرلين، ويعود بناؤها إلى عام 1904، مقراً له بعد أن أُعيد ترميم المكان وتأهيله.

وكان الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، قد افتتح “البيت الثقافي العربي” في مثل هذه الأيام من شهر تشرين الثاني قبل سبع سنوات، في برلين بمشاركة كبار المسؤولين الألمان، ليصبح بيتاً ثقافياً عربياً يعمل على التقريب بين الثقافات، ومد جسور التواصل بينها، والتعريف بالثقافة العربية في مجال الفنون والموسيقا والآداب والسينما.

ومن المخطط أن يسهم هذا المركز وبشكل فاعل، في تعزيز العلاقات العربية-الألمانية، وإقامة حوار استراتيجي واسع النطاق في المجال الثقافي.
وتنطلق من البيت العديد من الفعاليات الثقافية الهامة مثل أكاديمية الديوان للغة العربية، أكاديمية الديوان للموسيقى، الديوان للمعارض الفنية، الديوان للأفلام، الديوان لفنون الأداء المسرحي، وورش عمل الديوان، بالإضافة إلى بودكاست الديوان، وحلقات الديوان النقاشية، وكذلك مكتبة الديوان الصوتية، كما يصدر مَجلة الدّيوان الثّقافيّة، إلى جانب نشاطات ثقافية وفنية مختلفة.
وانطلقت حلقات بودكاست “حوارات الديوان” باستضافة البروفيسور أودو شتاينباخ الذي يعدّ واحدا من أبرز روّاد الدراسات الشرقية، فقد تحدث عن مشروع حياته التي نذرها لتعزيز الحوار بين الثقافات. وقد استعرض شتاينباخ العقود الماضية من السياسة الألمانية في الشرق الأوسط، وتوجهاتها، وقبل كل شيء تغير اتجاهها منذ أحداث الحادي عشر من أيلول على أبعد تقدير، ومدى تأثير العلم على السياسة وما الذي يجب أن يتغير حتى يكتسب مشروع “حوار الثقافات” الذي عمل عليه ولا يزال زخماً جديداً مرة أخرى.

وفي حلقة بودكاست الديوان الثانية، كان الضيف هو البروفيسور ينس هانسن مدير المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت منذ العام 2023، ودار الحوار حول الحضارة العربية وتاريخ الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.
الأعرج والجبين وحوار مثير للجدل
أما أولى الحلقات العربية والتي أعدّها وحاور ضيفها الروائي والإعلامي السوري إبراهيم الجبين، فقد تم بثها مساء الجمعة، وكان ضيفها الأكاديمي والروائي الجزائري واسيني الأعرج. وشكّلت تلك الحلقة رحلة في عالم الأعرج، فقد حاول الجبين الإيقاع به وبعوالمه الخفية بالتواطؤ مع الذكاء الاصطناعي؛ معلومات غير مسبوقة عن حياته وسنوات عمره الأولى، ولحظات تعلّمه للغة العربية التي كانت محظورة في بلاده، الجزائر، في ذلك الزمن.

كشف الأعرج عن كواليس رواياته القادمة من الأندلس، حيث بيت جدّه المهجّر منه إلى ضفة المتوسط الجنوبية، وانتقل حوار الأعرج مع الجبين نحو دمشق التي عاش فيها الأعرج أكثر من عشر سنوات، اكتشف خلالها هويته كأديب، وأصدر أولى أعماله الأدبية “البوابة الزرقاء” التي كانت بوابته نحو أفق الرواية.

حوار الديوان هذا مع الأعرج، أبرز قلق الروائي من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغياب النقد الأدبي، وبحثه عن القضايا الإشكالية، من سيرة الأمير عبد القادر الجزائري إلى سيرة مي زيادة. لتظهر المرأة كفاعل رئيسي في حياة الأعرج ورواياته، ومعها كتاب قديم كانت له قصة مثيرة في طفولته، وسوف يكون الصديق الوحيد الذي يرافقه في رحلة تخفيّه وهربه من العشرية الدامية في الجزائر خشية الاغتيال على أيدي المتطرفين.

في حواره مع الجبين، بدا واسيني الأعرج مختلفاً، يحلّق في عوالم زمانية ومكانية متعددة عبر دقائق الحوار الذي امتد لأكثر من ساعة ونصف الساعة، فتحدّث عن طفولته الأولى، ودور جدّته في تعليمه اللغة العربية في المدرسة القرآنية، وتذكيره بأصوله الأندلسية.
حديث عن الديوان وخفايا حواراته القادمة
وعن بودكاست “حوارات الديوان” قال إبراهيم الجبين لموقع تلفزيون سوريا: “سعيد بمشاركتي في فعاليات البيت العربي، سواء في معرض الكتاب، أو في إعداد وتقديم بودكاست الديوان (أو فودكاست الديوان، كما يحب الدكتور لورنس حناوي مدير البيت العربي تسميته في تعبير يدمج بين الصوت والصورة)، وهي فرصة مثيرة لاستضافة المثقفين والمثقفات العرب والألمان وغيرهم، وإطلاق حوار مفتوح ودائم معهم من قلب هذا القصر الأثري الساحر في برلين”.

وحول حلقة واسيني الأعرج قال الجبين “كان لقاءً ممتعاً جداً، حاولت من خلال الذكاء الاصطناعي العثور على ثغرات في تركيبة حكاية واسيني الشخصية، وقد نجحت اللعبة، حتى عبّر الأعرج عن اضطراب مشاعره حيال مستقبل سيطرة الذكاء الاصطناعي على عالم الأدب، لكنه كان يحاول أن يظهر الاستخفاف، ما كشف عن قلقه الحقيقي من حلول الذكاء الاصطناعي محلّ الأديب ذات يوم”.

وأضاف الجبين: “قمنا بتسجيل عدد من الحلقات التي أعتقد أنها لافتة، بسببب أهمية وخصوصية الضيوف الذين استقبلناهم فيها، ومن بينهم الكاتب والسيناريست والرسام، ممدوح حمادة، صاحب الأعمال التلفزيونية واسعة الانتشار (ضيعة ضايعة) و(الخربة) وغيرها. وكذلك الروائي والإعلامي والمؤرخ الثقافي القطري الرائد، أحمد جعفر عبد الملك، الذي يعتبر واحداً من أبرز المؤثرين الثقافيين في الخليج العربي، سواء في حقل الرواية أو الإعلام، وكانت الرحلة معه شيقة امتدت من عالم الغوص والبحث عن اللؤلؤ إلى هندسة السرد الروائي مروراً بالظهور التلفزيوني العربي الذي عبّر عبدالملك عن غضبه من بعض مستويات وصل إليها، وصولاً إلى الشعر النبطي وصنوفه والأغنية الخليجية التي وضع فيها كتاباً موسوعياً، تتعدّد محاور هذه الحلقة الحوارية، وتتجاوز مواضيع الروائي التي حملته إلى الهند، وعادت به إلى مياه الخليج، باحثاً عن مستقبل الشخصية الخليجية في الأدب، وسط كمٍّ قال لي إنه بات ضخماً جداً، غير أنه لا يزال يقتصر على الأبعاد الاجتماعية فقط”.

إبراهيم الجبين، إلى جوار أعماله الروائية والشعرية، كان قد سجّل في الذاكرة الثقافية والسياسية التلفزيونية للمشاهدين العرب مئات الساعات الحوارية في برامجه السابقة التي عرضت مثل برنامج “علامة فارقة” و”الطريق إلى دمشق” و”أهل الرأي” والعديد من الأفلام الوثائقية التي أنتجتها قناة الجزيرة والتلفزيون العربي واليوروميد نيوز.
المصدر: تلفزيون سوريا

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني