fbpx

بعد جرائمه الكبرى في تدمير الحجر والبشر وإفساد المناخ: بشار الأسد مدعو إلى قمة المناخ 28 بدبي

0 183

في شهر مايو/أيّار 2023 المنصرم، وجّه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان دعوة لرأس النظام الأسدي “بشار الأسد” لحضور مؤتمر المناخ، الذي سينعقد في دبي، والذي ترعاه الأمم المتحدة، هذه الدعوة، وجد فيها الشعب السوري بقواه السياسية والمدنية تجاهلاً متعمّداً لكل الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد ونظام الإبادة الذي يتزعمه بحق السوريين.

إن أهم سؤال يمكن طرحه على من دعا رأس النظام السوري لحضور مؤتمر المناخ تغافل عن حقائق يعرفها، وهي إن بشار الأسد أمر باستخدام أسلحة تفتك بالإنسان والبيئة على مدى واسع في سورية، إذ أنه استخدم أسلحة كيماوية قتلت في الغوطة الشرقية وحدها أكثر من ألف طفل وامرأة وكبار سن، وهذا الأمر ليس تخميناً، أو مجرد ادعاء، إنما هو حقيقة وثقتها جهات دولية، حدّدت نوعية السلاح الكيماوي القاتل الذي استخدمه نظام بشار الأسد ضد سكان الغوطة الشرقية.

كذلك استخدم نظام الأسد البراميل المتفجرة، التي ترميها طائراته المروحية على القرى والبلدات والمدن السورية، وهو بهذه الحالة، يرتكب أكثر من جريمة في آن واحد، فبراميله المحشوة بمادة TNT ومواد معدنية صلبة، تدمّر البيوت والبنى التحتية، وتحيلها إلى ركام هائل، كذلك تقتل هذه البراميل البشر وكل حيٍ، وتتسبب بحرائق دخانها المسموم يلوّث البيئة ويفسد الحياة.

من الغريب فعلاً دعوة قاتل يحمل صفة “رئيس” إلى مؤتمر دولي، يحضره رؤساء حكومات ودول، وتحضره شخصيات علمية مرموقة، فهل المصالح السياسية الضيّقة، التي تقف خلف دعوة مثل هذا القاتل، تدفع أصحاب الدعوة إلى إغماض العينين عن حقائق الخراب العظيم في سورية، الذي يقف خلفه بشار الأسد ونظامه؟

هل الأمم المتحدة التي ترعى انعقاد مؤتمرات المناخ توافق على حضور مجرم حرب حضور هذه المؤتمرات وهو الذي لعب دوراً خطيراً في إفساد البيئة والمناخ بفعل استخدامه لأسلحة دمّرت كل حياة على الأرض السورية؟

إن نظام أسد الذي ارتكب جرائم حربٍ وأخرى ضد الإنسانية، لا يزال يخضع لعقوبات حكومات الغرب الديمقراطية بسبب جرائمه، فدول الغرب الأوربية، تفرض عقوبات اقتصادية قاسية على هذا النظام، إذ عارضت دولٌ مثل الولايات المتحدة وبريطانيا الانفتاح العربي على نظام أسد.

إن السوريين في حالة ذهول من دعوة قاتلهم ومدمر بيئتهم وملوّث مناخهم إلى مؤتمر دبي، فهذه إهانة صريحة للقوانين الدولية، فكيف يُدعى من أفسد المناخ بقصدية إلى حضور مؤتمر يعالج مشاكل هذا المناخ؟

إن بشار الأسد بصفته “رأس نظام استبدادي” متهم بالتسبب بحصول كارثة بيئية وإنسانية في غالبية مناطق سورية، فحربه ضد الشعب السوري الذي خرج بمظاهرات سلمية، أوصلت البلاد إلى كارثة كبرى، فالأنقاض الناجمة عن تدمير المنازل والبنى التحتية هي تلوث بيئي شديد، وإن قصف جيش نظام الأسد للمنشآت أحدثت حرائق وتسربات نفط، أدّت إلى تأثيرات جمّة على صحة السوريين وعلى سلامة مناخ بلادهم.

لقد استخدم نظام أسد المياه كسلاح في حربه ضد الشعب السوري، وهذه جريمة حرب، كذلك إن حجم النفايات اليومية الذي يقدّر بحوالي 850 طناً هو الآخر يلعب دوراً سلبياً في تأثيراته على البيئة ومناخها، وهذا يقف خلفه نظام لا يهمه سوى البقاء متربعاً على سدة الحكم بالقوة، ودون إرادة الشعب.

القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية “هوارد موريسون” استغرب دعوة دولة الإمارات العربية لرأس النظام الأسدي إلى مؤتمر المناخ بدبي، حيث قال موريسون:

“إن بشار الأسد مسؤول عن الدمار الشامل والأضرار التي لحقت بالبيئة في سورية، من خلال الهجمات التي شنتها قواته، وحملات القصف واستخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب المستمرة منذ سنوات في سوريو”.

من جهة أخرى دعا السيناتور الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي “جيم ريتش” إلى محاسبة رئيس النظام السوري بشار الأسد بدلاً من دعوته إلى قمة المناخ.

وقال ريتش في تغريدة له على منصة “إكس” ردّاً على الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر انتقد فيها توجيه دولة الإمارات دعوة لبشار الأسد لحضور قمة المناخ COP28>

وكان غرّد الباحث تشارلز ليستر: “بعد أسبوعين تستضيف دولة الإمارات قمة (كوب 28)، وتمّت دعوة مجرم الحرب الأكثر شهرة في القرن الحادي والعشرين بشار الأسد، لكن فرنسا أصدرت للتو مذكرة اعتقال لدوره في الهجمات الكيميائية”.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة مدعوة للتراجع عن دعوتها لشخص يحمل صفة رئيس دولة زوراً حيث ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأفسد البيئة والمناخ السوريين. فهل تنصف حكومة الإمارات ورئيسها الشيخ محمد بن زايد الشعب السوري وتتراجع عن دعوتها له لحضور قمة المناخ، أم أن مصالحها الخاصة فوق كل اعتبار.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني