fbpx

بدء حقبة التغيير في إيران: نهاية الأزمات فيها وفي المنطقة

0 38

بعد الذي حدث في لبنان وسوريا، تتسارع وتيرة الأحداث في المنطقة بصورة ملفتة للنظر ويبدو واضحاً وتبعاً لذلك أن تغييراً قد طرأ على معادلات القوة في المنطقة وبحسب معطياتها فقد تأثر النظام الإيراني بذلك کثيراً ولاسيما وأنه کان يراهن دوماً على قوة دوره وتأثيره في الساحتين اللبنانية والسورية. التغيير الذي حدث في المنطقة، والذي کانت أقسى مفاجأة من نوعها بالنسبة للنظام الإيراني، لا يجب إعتبار تأثيره مقتصراً على مستوى المنطقة فقط بل وحتى على مستوى الداخل الإيراني “وهو الأکثر أهمية” وعلى المستوى الدولي بجعله النظام يفقد قوة ورونق ورقة الوکلاء کما کانت قبل هذا التغيير. تأثير التغيير الذي جرى في المنطقة على الداخل الإيراني، هو تأثير کبير جداً وإن قوته تتعاظم أکثر مع تزايد قوة تأثير العقوبات الدولية على النظام وخصوصاً بعد أن دخلت سياسة الضغط الاقصى حيز التنفيذ، وإن حالة الانقسام والاختلاف والتخبط في التصريحات والمواقف الصادرة من قبل النظام، تؤسس لمرحلة وعهد جديد لم يسبق وأن شهد النظام الإيراني من مثيل له. سقوط نظام بشار الاسد بالطريقة التي شهدناها في 8 ديسمبر2024، کان في حد ذاته رسالة تهديد مبطنة للنظام الإيراني الذي سبق وأن لوح لأکثر من مرة بأن سقوطه سينعکس سلباً على المنطقة وذلك من خلال حدوث فلتان أمني في إيران في زعم واضح بعدم وجود أي بديل سياسي له، إذ إن سقوط بشار الأسد لم يؤد إلى أي تأثير سلبي على أمن واستقرار المنطقة بل زادها قوة، وهو ما يؤکد إمکانية سحب نفس الشئ على النظام الإيراني ولاسيما أن هناك قوة سياسية فعالة في داخل وخارج إيران متمثلة في منظمة مجاهدي خلق سبق وأن لعبت دوراً مهماً ومؤثراً في معظم الانتفاضات التي اندلعت بوجه النظام. واستناداً إلى ما قد ذکر، فإن النظام الإيراني يعلم جيداً بأن واحدة من الخيارات المطروحة تکمن في تغيير النظام، فإنه يعمل جاهداً من أجل أن يحرف الأنظار عن هذا الخيار ويعمل بکل ما بوسعه من أجل التکيف مع مسار الأحداث والتطورات شريطة منحه مساحة محددة وبعض من المزايا التي تمنحه بعض الاعتبار بمثابة ماء وجه له، أي أن النظام الإيراني اليوم قد جند کل طاقاته من أجل ضمان بقائه واستمراره والحيلولة دون حدوث أي أمر أو تطور من شأنه أن يقود إلى حدوث تغيير سياسي في إيران.

التصورات المطروحة من قبل بعض الأوساط السياسية بأن تقليم أظافر النظام النووية وتحديد دوره في المنطقة، بإمکانه أن يؤمن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وينهي الدور والتأثير السلبي للنظام، هي تصورات في غير محلها، إذ إن النظام يريد البقاء ليس من أجل البقاء وإنما كي يعود إلى سابق عهده، ولاسيما وأن نهجه يفرض عليه ذلك وهو لا يستطيع التخلي عن نهجه أو حتى تغييره لأن ذلك کفيل بفتح باب لن يتمکن من إغلاقه فيما بعد، ولذلك فإن الرهان الوحيد من أجل إستتباب سلم وأمن واستقرار في المنطقة يکمن في التغيير السياسي الحقيقي في إيران.

ومن هنا، يجب التأکيد على أن تغيير النظام في إيران ليس مجرد خيار بعيد المنال، بل هو أمر ممکن وفي متناول اليد. فهناك بديل سياسي منظم جيداً يتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، والذي يتمتع بحضور فاعل ومؤثر على الساحتين الداخلية والدولية. نشهد يومياً أنشطة هذا المجلس التي تعکس التزامه بالتغيير. وفي الداخل الإيراني، تعمل “وحدات المقاومة” بشکل يومي، حيث تقاوم الإجراءات القمعية للنظام وتنفذ أنشطة تهدف إلى مواجهة سياسات التخنيق التي يمارسها. وعليه، فإن تحقيق التغيير المنشود يتطلب الاعتراف الرسمي بالمقاومة الإيرانية وأنشطة وحدات المقاومة کمحور أساسي لإسقاط نظام الدکتاتورية في إيران.

لن يتم نشر عنوان بريدك الالكتروني